نبض لبنان

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بعد ثلاثين ساعة على الاقتراح-المبادرة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نزع الصفة الطوائفية عن الحقائب الوزارية المسماة سيادية من أجل تسهيل تأليف الحكومة وعدم توجه اللبنانيين نحو جهنم، أصدر الرئيس سعد الحريري منذ ثلث الساعة من الآن بيانا" يتوخى تسهيل مسار التأليف الحكومي ساردا" فيه السياق وتعثراته ومطلقا" مبادرة مساعدة لبها الآتي في بيان صدر عنه وتضمن الآتي:

قررت مساعدة الرئيس أديب على ايجاد مخرج بتسمية وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية، يختاره هو، أنه شأن سائر الوزراء على قاعدة الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي، من دون أن يعني هذا القرار في اي حل من الاحوال اعترافا بحصرية وزارة المالية بالطائفة الشيعية أو باي طائفة من الطوائف.

يجب أن يكون واضحا أن هذا القرار هو لمرة واحدة ولا يشكل عرفا يبنى عليه لتشكيل حكومات في المستقبل، بل هو مشروط بتسهيل تشكيل حكومة الرئيس أديب بالمعايير المتفق عليها، وتسهيل عملها الاصلاحي، من اجل كبح انهيار لبنان ثم انقاذه وانقاذ اللبنانيين.


ان بقاء لبنان، ومعيشة اللبنانيين وكرامتهم تبقى أكبر من الصراعات الطائفية والسياسية، وهي تستأهل تحييد فرصة انقاذ لبنان عن الخلافات مهما كبرت.
ماذا حصل فيالساعات العشرين الأخيرة وحتى السابعة من هذا المساء ماقبل بيان الحريري:

فيما لبنان مغمور ومقهور بالأزمات الاقتصادية والنقدية والمعيشية ومأسور بمعضلة تأليف الحكومة التي تكلف الدكتور مصطفى أديب تشكيلها منذ اثنين وعشرين يوما "زمنيا", ومنذ ثلاثة أسابيع على انطلاق المبادرة الفرنسية المستمرة ماكرونيا" ولا دخان ابيض في الأفق وفي اللاأفق حتى الآن ظللت أدخنة سود عددا" من المناطق اللبنانية اليوم وفي شكل متلاحق بدءا" من المناطق الحدودية حيث القنابل المنيرة الاسرائيلية خلفت حرائق هائلة بين علما الشعب والناقورة ثم انفجار مبنى قيل إنه تابع لحزب الله في عين قانا الجنوبية, ثم حريق معمل بويا في الأوزاعي.

إن كان خطأ" فنيا" أو غير فني إذا كان مستودع اسلحة من مخلفات العدو الاسرائيلي او أسلحة للحزب فإن انفجارا" حصل عصر اليوم في بلدة عين قانا القريبة من جباع في اقليم التفاح ,في مبنى مؤلف من ثلاث طبقات أفادت معلومات غير رسمية أنه تابع لحزب الله ويتضمن مستودعا" للأسلحة والقذائف من المخلفات الاسرائيلية في فترات العدوان ..الحزب افاد انه يحتوي ألغاما" اسرائيلية .
وكالة رويترز نقلت عن مصدر أمني أن الانفجار في مبنى تابع لحزب الله , نتج من خطأ فني وأن أضرارا" كبيرة حصلت في المبنى وجواره كما أسفر الانفجار عن حريق.

معلومات أشارت الى نقل مصابين اثنين جراء الحريق الى مستشفى الراعي عند مفرق الغازية.

وبالمصادفة، أو بالتزامن اندلع حريق هائل في الاوزاعي عصرا" في معمل قانصوه للبويا ومستلزمات الدهان داخل أحد الاحياء السكنية ما اسفر عن امتداد السنة النيران الى جوار المعمل وحرائق متفرقة وقد استطاعت فرق الدفاع المدني والاطفاء من إخمادها بعد ساعة من اندلاعها.

ومساء اليوم في وسط فنار-الزعيتري تطور خلاف داخلي بين عدد من أهالي الزعيتري الى تبادل إطلاق نار.

في الغضون كانت قبل بيان الحريري كانت دوائر القصر الجمهوري في بعبدا تنتظر ردود القوى السياسية المختلفة والمعنية برسائل رئيس الجمهورية العماد عون عصر أمس الاثنين في وقت حل الصمت سيدا" للموقف تجنبا ربما لثقل حمل و وزر الانهيار الكبير.

وغداة تحذير الرئيس عون من الانزلاق إلى جهنم سياسي اجتماع مالي طارىء في قصر بعبدا للنظر بما تبقى من قدرة للمصرف المركزي على دعم السلع الاساسية بعد الكلام عن نفاذ الاحتياطي من العملة الصعبة لاستمرار الدعم وقد طلبوا من الحاكم رياض سلامة الاستمرار في الدعم الى حدود نسبة السبعين في المئة بعدما كانت أكثر من ثمانين في المئة. وهنا بيت القصيد.

في أي حال وحيال رسالة الرئيس عون برزت ظهر اليوم ملاقاة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى له، بالتحذير من أن لبنان في حالة شديدة الخطورة ولا يستطيع الانتظار اكثر مما انتظر.

المجلس أكد في اجتماع برئاسة مفتي الجمهورية أن تأليف الحكومة من صلاحيات الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية كما نص عليه الدستور ورأى أن العقبات والعراقيل والعوائق التي نشهدها تذكرنا بما كان يحصل للحكومات السابقة.

الأنظار الآن متوجهة نحو موقف الثنائي الشيعي.

تفاصيل النشرة نبدأها من انفجار عين قانا.

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أن بي أن"

معضلة تأليف الحكومة لم تجد لها سبيلا للخروج من مساحة الجمود.

أسطع برهان على ذلك عدم رصد الرادارات السياسية والإعلامية أي لقاءات أو إتصالات علنية بين الأطراف المعنية.

كما أن المواقف الرسمية العلنية تؤشر بصراحة إلى ان الأبواب مقفلة في هذه المرحلة وتبدو بمثابة مطالعات في العقد الحكومية من دون تقديم حلول على قاعدة (إجر بالبور وإجر بالفلاحة).

كذلك فإن العظات الطائفية والمذهبية والتحريضية ما زالت تفعل فعلها حرفا لأسباب التعطيل عن حقيقتها وتعليقها على شماعة وزارة بعينها.
اما واقع الحال فهو غير ذلك ... هو طلب مكوّن وطني أساسي لشراكة في صنع قرار السلطة التنفيذية بعيدا من أي تجاوز أو إبعاد أو عزل رفضه هذا المكون سابقا ولن يرضخ له اليوم.

من الكورونا السياسي إلى الكورونا الصحي: مسار الفيروس كارثي رغم إنخفاض عدد الإصابات من نحو ألف إلى حوالى ستمئة وثمانين وفق آخر تقرير رسمي.

وفيما يجتاح كورونا لبنان ويوشك على الإفلات من السيطرة عليه بدت المعالجات رهينة التخبط والتريث والتفلت سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي.

أمنيا وقع انفجار في بلدة عين قانا الجنوبية لم تتضح أسبابه حتى الساعة ولم يسفر عن وقوع ضحايا.

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أو تي في"

في ربع الساعة الأخير من الثاني والعشرين من أيلول 1988، أي في مثل هذا اليوم قبل اثنين وعشرين عاما، ألقيت كرة النار اللبنانية بين يدي قائد الجيش اللبناني آنذاك العماد ميشال عون، الذي أصبح بعدها رئيسا للحكومة، والرمز المتبقي للشرعية اللبنانية في مواجهة شرعية الاحتلالات والميليشيات والطبقة السياسية منتهية الصلاحية.

وما أشبه اليوم بالأمس. فنحن في الثاني والعشرين من أيلول 2020، لا نزال في ربع الساعة الأخير. والعماد ميشال عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، لا يزال ممسكا بكرة النار، رمزا أخيرا للشرعية اللبنانية المتهالكة، بفعل تضارب المصالح وتداخلها بين الداخل والخارج.

أمس، تقدم رئيس البلاد بمبادرة، وخلص ردا على سؤال إلى التحذير من أننا قد ننزلق إلى الجحيم في حال لم يتجاوب الأفرقاء المعنيون.

واليوم، اعلن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في بيان أنه قرر مساعدة الرئيس مصطفى اديب على ايجاد مخرج بتسمية وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية، يختاره هو، من دون أن يعني هذا القرار في اي حل من الاحوال اعترافا بحصرية وزارة المالية بالطائفة الشيعية أو باي طائفة من الطوائف. لكنه أردف قائلا: مرة جديدة، أتخذ قرارا بتجرع السم، وهو قرار اتخذه منفردا بمعزل عن موقف رؤساء الحكومة السابقين، مع علمي المسبق بأن هذا القرار قد يصفه البعض بأنه بمثابة انتحار سياسي، لكنني اتخذه من اجل اللبنانيين، واثقا من أنه يمثل قرارا لا بديل عنه لمحاولة انقاذ آخر فرصة لوقف الانهيار المريع ومنع سقوط لبنان في المجهول…

أمس، طرق الرئيس عون باب الحل. فهل يفتحه جميع المعنيين؟ الجواب رهن الساعات القليلة المقبلة. فلنأمل خيرا من أجل لبنان.

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون ال بي سي"

اللبنانيون باتوا "ملوعين" من حريق أو احتكاك أو خطأ فني أو حتى تلحيم، او مفرقعات، لأن اي حادثة مما سبق ذكره يمكن ان يؤدي إلى تدمير نصف مرفأ وتدمير أو الإضرار بنصف عاصمة.

حادثة بلدة عين قانا ذكرتهم اليوم بانفجار المرفأ، ليس بالحجم ذاته بل "بالوهلة" ذاتها:

بداية قيل إنه حريق أدى إلى انفجار، ثم قيل إنه انفجار في مبنى يعود لمؤسسة تعمل في مجال نزع الالغام ومخلفات الحرب، والانفجار جاء نتيجة تخزين المخلفات التي نزعها. ثم قيل إنه انفجار في مستودع سلاح لحزب الله انفجر بسبب خطأ فني.

أما بيان الجيش اللبناني فتحدث عن أنه وقع انفجار في أحد المباني في بلدة عين قانا ـ إقليم التفاح، وعلى الفور حضرت إلى المكان قوة من الجيش وباشرت التحقيقات في أسباب الانفجار.

الروايات عديدة في بلد مثل لبنان، هناك عشرة احتمالات تبدأ بالتلحيم وتنتهي بانفجار مخزن ذخيرة وتمر بمستودع مفرقعات ثم مستودع ألغام من مخلفات الحرب، لكن الأهم من كل ذلك ان حزب الله يضرب طوقا أمنيا ويمنع أحدا من الإقتراب، فكيف سيتم التحقيق في هذه الحال؟

ما يهم اللبناني هو معرفة ما يلي:
المؤسسة التي تعمل في مجال نزع الألغام.
ما هو حجم الألغام المنزوعة والمخزنة؟
هل من بيان مفصل سيصدر عن الجهات الرسمية؟ ام يقتصر الأمر على بيان مقتضب جدا ليس فيه سوى عموميات؟

في ملف تشكيل الحكومة، خرق كبير سجله الرئيس سعد الحريري بإعلانه هذا المساء ما يلي: " قررت مساعدة الرئيس اديب على ايجاد مخرج بتسمية وزير مالية مستقل من الطائفة الشيعية، يختاره هو، شأنه شأن سائر الوزراء على قاعدة الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي، من دون أن يعني هذا القرار في اي حل من الاحوال اعترافا بحصرية وزارة المالية بالطائفة الشيعية أو بأي طائفة من الطوائف. يجب أن يكون واضحا أن هذا القرار هو لمرة واحدة ولا يشكل عرفا يبنى عليه لتشكيل حكومات في المستقبل ...

وأنهى الحريري موقفه بالقول : "مرة جديدة، أتخذ قرارا بتجرع السم، وهو قرار اتخذه منفردا بمعزل عن موقف رؤساء الحكومات السابقين، مع علمي المسبق بأن هذا القرار قد يصفه البعض بأنه بمثابة انتحار سياسي".

السؤال هنا: كيف سيتلقف حزب الله وأمل هذا الموقف؟ هل سيقبلان بأن يختار الرئيس المكلف الشخصية الشيعية لحقيبة المالية؟

الرئيس الحريري كان توصل إلى هذا الموقف منذ أسبوع ثم عاد عنه، فلماذا عاد إليه اليوم؟ هل صحيح انه انتحار سياسي؟ ام هناك قطبة مخفية؟

قبل هذا الخرق، لم يسجّل اي خرق بل سجلت مواقف لافتة: فالمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى شدد على أن تشكيل الحكومة هو من صلاحيات الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية كما نص ‏عليه الدستور. اللافت في بيان المجلس الشرعي الذي انعقد في حضور الرئيس السنيورة، حديثه عما وصفه " المراهقة السياسية وافتعال مواقف وظروف، تعلوها علامات ‏استفهام كبيرة، لتبرير مطالب خارج الزمان والمكان بإعادة النظر في الأسس التي توافق عليها ‏اللبنانيون جميعا وبعد جهود كبيرة وبمساعدات عربية ودولية مشكورة.‏

أما الموقف الثاني اللافت موقف تكتل لبنان القوي الذي تبنى اقتراح رئيس الجمهورية بشأن تحرير ما يعرف بالحقائب السيادية من التوزيع الطائفي وسحب فتائل المواجهة بين الأطراف المتصارعة حول وزارة المال وحول مسألة الركون الى رأي الكتل النيابية في عملية التشكيل.

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون الجديد"

انفجار في عين قانا وإطفاء نار في عين العاصفة السياسية الحكومية
وهذه المرة كان الإطفائي سعد الحريري الذي أعلن تجرع السم لكن هذه المادة جاءت بطعم العسل المضاد الحيوي لجهنم واحلى من لبن العصفور .إذ أعلن الحريري أنه قرر مساعدة الرئيس أديب على إيجاد مخرج بتسمية وزير مال مستقل من الطائفة الشيعية، يختاره هو، شأنه شأن سائر الوزراء على قاعدة الكفاءة والنزاهة وعدم الانتماء الحزبي، من دون أن يعني هذا القرار في أي حال من الأحوال اعترافا حصر وزارة المال بالطائفة الشيعية أو بأي طائفة من الطوائف.وحرص الحريري على الإشارة إلى أن هذا القرار هو لمرة واحدة ولا يشكل عرفا يبنى عليه في تأليف حكومات في المستقبل، وقال إن تجرع السم هو قرار اتخذه منفردا بمعزل عن موقف رؤساء الحكومة السابقين

نتزع الحريري بهذا القرار فتيل أزمة كانت على شفير الانفجار وأعطى أديب حصرية التسمية ولم يعرف ما إذا كانت هذه التسمية ستجرى من ضمن عشر خيارات سيقدمها الثنائي الشيعي كما اقترح الرئيس نبيه بري ام أن الثنائي سيمنح الرئيس المكلف حرية الاختيار وفي اول تعليق على مبادرة الحريري قالت مصادر الثنائي الشيعي للجديد إنها خطوة الى الامام على امل أن يجري التواصل مع رئيس الجمهورية الشريك في التأليف لكن المصادر قالت في الوقت نفسه إن المسألة لم تنته بعد ولم تصل الى خواتيمها .

وإذا كان الحريري قد تقدم خطوة الى الامام وبادر وقدم حلا من شأنه انتشال لبنان من جهنم فإن الثنائي الشيعي وفي حال بادله بالشروط وال " إذا " و " لكن " وغيرها من العراقيل فسيصبح الثنائي المتهم الرسمي الاول بالعرقلة وانه فعلا لا يريد حلولا ويعلق الازمة على حبال دولية.

وعلى سحب دخانية واحدة كان إقليم التفاح يفك لغز التفجير في مستودع ذكر أنه لحزب الله فيما تتصاعد سحب الدخان الأبيض من الأقاليم السياسية إنقاذا للمبادرة الفرنسية وفي غياب الترابط بين الحدثين ما خلا العامل الزمني فإن حزب الله وضب حادثة عين قانا وأعادها بمفعول رجعي الى مخلفات حرب تموز وجرى استبعاد أي فرضيات لعدوان إسرائيلي يكون قد وقع في المنطقة الخارجة عن خط اليونيفل، لا ضحايا في عين قانا، لا ضربة إسرائيلية والحادث حوصر بين خطأ فني في مستودع أسلحة لحزب الله أو في مبنى يعود الى مؤسسة تعمل في مجال نزع الألغام ومخلفات الحرب وباستبعاد اليد الإسرائيلية وتدخل الجيش اللبناني لإجراء التحقيقات
فإن حالة الهلع من تصعيد إسرائيلي واللعب على نار التوترات اللبنانية تختفيان باختفاء الدخان الأسود.

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون أم تي في"

مفاجأة سياسية - حكومية من العيار الثقيل فجرها الرئيس سعد الحريري مساء اليوم. اتخذ منفردا قرارا، وصفه بأنه قرار بتجرع السم، وذلك بمعزل عن موقف الرؤساء السابقين للحكومة . القرار يختصر هكذا: القبول بوزير شيعي للمالية يسميه رئيس الحكومة المكلف، شرط ان لا تشكل شيعية الوزيرعرفا يبنى عليه للمستقبل. فكيف سيتلقف الثنائي الشيعي مبادرة الرئيس سعد الحريري؟ هل يتجاوب معه ام يصر على ان يسمي هو وزير المال الشيعي وربما جميع الوزراء الشيعة كما يتردد؟ واستطرادا: اذا اصر الثنائي الشيعي عل موقفه هل يبقى جبران باسيل على زهده بتسمية الوزراء، أم يدخل على خط تسمية الوزراء ايضا، وعندها تسقط حكومة المستقلين بالضربة القاضية وتصبح طبعة مستنسخة، بل طبعة ثانية سيئة عن حكومة حسان دياب؟ أمنيا، الرئيس ميشال عون تحدث امس عن جهنم ، فهل بدأت نيران جهنم تلسعنا؟ اذ، فيما كان اللبنانيون يتابعون الخبر السياسي في بيروت، اذا بالخبر الامني يأتيهم من عين قانا. وكما حصل في كارثة المرفأ هكذا على الارجح سيحصل في حادثة عين قانا .

فحتى الان الاخبار متضاربة، والبيان الرسمي الصادر مختصر وغير مقنع . لذا فان الحيرة سيدة الموقف: فهل ما حصل مجرد حادث ناتج من خطأ تقني، أم انه عملية تخريبية، ام حتى عملية عسكرية اسرائيلية؟

طبعا الاجابة لن تكون سهلة وسريعة، بل قد لا تتوافر ابدا، وذلك لسببين. الاول : ان حزب الله تصرف بصفة الامر الناهي في المنطقة، ولم يسمح للقوى الامنية اللبنانية ان تدخل او ان تتدخل. تحكم حتى بالصحافيين ومنعهم من مزاولة عمله، وهدد بتكسير الكاميرا والهاتف اذا استعملا للتصوير. السبب الثاني الذي سيحرمنا معرفة ما حصل ان حزب الله، كإيران وسوريا، يتجنب اتهام اسرائيل.

في الماضي كانت اسرائيل مسؤولة عن كل شيء وعن كل حادث، اما اليوم ورغم كل ما يحصل فان اسرائيل تبرأ ولا تحمل المسؤولية.

ففي ايران مثلا تحصل انفجارات بشكل دوري وتبقى كلها لقيطة، اي لا وجود لمن يتبناها او لمن تلقى عليه مسؤوليتها. فهل انتقل النموذج الايراني حتى في هذا الامر الينا، وهل اصبح لبنان ايران ثانية: اي انفجارات دائمة وما من مسؤول عنها؟

هذا في الشكل.اما في المضمون فأسئلة كثيرة تطرح ايضا، ابرزها: هل تحولت القرى والضيع الجنوبية مراكز لتخزين سلاح حزب الله؟ وهل اصبحت المنطقة تعيش فوق برميل كبير من البارود الذي يمكن ان يتفجر في كل دقيقة؟

وفي هذا الاطار: ما دور القوات الدولية، واين الدولة اللبنانية من كل ما حصل ويحصل؟ فاذا كانت قواتها الامنية ممنوعة من دخول منطقة الحادثة، افلا يعني هذا انها ممنوعة من ممارسة كل امر يمس سلطة حزب الله من قريب او بعيد؟

ان الجنوب الذي كان يطلق عليه على عهد منظمة التحرير الفلسطينية اسم " فتح لاند" صار اسمه اليوم "حزب الله لاند". فهل هذا قدر الجنوب : ان يكتسب كل الاسماء ويحرم الاسم الذي يثبت لبنانيته وانتماءه الى الشرعية؟ ان ما حصل اليوم يؤكد مرة جديدة صحة طرح البطريرك الراعي. فالتحييد ضروري، والحياد اصبح موقف معظم اللبنانيين. وفي النتيجة لمن ستكون الكلمة الفصل : لسلاح الموقف ام لموقف أهل السلاح؟

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون المنار"

نيران في أكثر من مكان، منها معروف الاسباب كما في الاوزاعي وطرابلس وصولا الى اللبونة الحدودية التي تسببت بها العدوانية الصهيونية، ومنها غير واضح الاسباب كانفجار عين قانا الذي تسبب باضرار في منازل عند اطراف البلدة الجنوبية، دون أن يؤدي الى وقوع اصابات.

على ان التحقيقات بيد الجيش اللبناني الذي أكد في بيان ان وحداته حضرت على الفور الى مكان الانفجار، وباشرت تحقيقاتها لمعرفة الاسباب.

وككل حدث من هذا النوع، فان صدى الانفجار حملته الكثير من وسائل الاعلام تحليلا وتفسيرا وتأويلا، متفوقين على الاجهزة الامنية بمعرفة الاسباب وابعادها وقراءاتها.

على كل حال، حالت العناية الالهية دون وقوع اصابات، ولننتظر التحقيقات.

في الحريق السياسي الذي يلتهم البلاد، مرحلة من الترقب والانتظار غير واضحة المعالم بعد، فيما ظهر بيان لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري حمل تبدلا في الموقف، فقرر مساعدة مصطفى اديب على ما قال، واقترح تسمية وزير شيعي للمالية من قبل اديب، كلام للحريري سبقه منظر من عتات الازمة، أفتى للبنانيين بان لا أزمة في النظام السياسي اللبناني، وإنما حالات متفاقمة من ممارسات الاستئثار والاستعصاء والتجاهل الفاقع لاستقرار لبنان وعيشه المشترك كما قال.

هذا الذي يتباكى فؤاده لو نكزه احد ليستفيق من انكاره لواقع الحال. فمن يستأثر ويستعصي ويحبس الحكومة ورئيسها؟ أليس هو وناديه المختلق لرؤساء الحكومات السابقين؟ ومن يضرب العيش المشترك اليس هو ومن معه من المصوبين على مكون اساسي؟

ثم دعا للتمسك بوثيقة الوفاق الوطني والدستور نصا وروحا، فهل في النصوص شيء من ممارساتهم او فيتوياتهم؟ وهل في الدستور حق حصري لرؤساء الحكومات السابقين بتسمية رئيس الحكومة وتشكيل حكومته بعيدا عن كل الكتل النيابية؟ وهل من فجاجة سياسية وتدليس أكثر مما نشهده من بعض المنابر والواعظين؟

في الشأن الصحي لم تنفع العظات الطبية ولا نداءات وزارة الصحة بتغيير شيء من المشهد، وفيما الاوروبيون يرفعون الصوت ويدعون لاجراءات جديدة مع تجدد جائحة كورونا، جددت بعض الجهات اللبنانية التأكيد ان قرار الانتحار متخذ، وان لا اجراءات خاصة رغم تفاقم الجائحة.