نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريراً عن عبارات الموت التي بدأت تنطلق من لبنان هرباً من الظروف المعيشية الصعبة. وفي تقريره، تحدّث الموقع عن تجربة خالد دبول ابن الـ42 عاماً الذي فشل في الهرب من لبنان وعيش حياة كريمة. ونقل الموقع عن دبول وهو من طرابلس قوله: "خلال نشأتنا، كنا فقراء دائماً، لكننا لم نشعر قط بالحاجة إلى المخاطرة بحياتنا من أجل توفير حياة أفضل. في عام 2020، لم يكن هناك مفرٌّ من المخاطرة بحياتي وحياة زوجتي وأطفالي الأربعة من أجل توفير أساسيات الحياة، وليس مجرد الحصول على حياة أفضل".
وكتب الموقع: "في التاسع من أيلول، اتُّخذ القرار: انضم دبّول إلى أصدقاء طفولته بمنطقة الميناء في لبنان، وأجمعوا على أنهم قد طفح بهم الكيل، وقرروا التوجه إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط المحفوف بالمخاطر. قال دبّول: "لقد خططنا جميعاً لوجهتنا النهائية اعتماداً على أقاربنا الموجودين في عدة دول مختلفة، لكن السواحل الإيطالية كانت وجهتنا الرئيسية".
وتابع: "ابتعنا قارباً بمساهمة من الجميع. باع بعضنا مجوهرات زوجته، وباع آخرون أثاث منزلهم، وسياراتهم، واضطر كثير منّا إلى الاقتراض". وقال: "لقد بعنا كل ما استطعنا بيعه؛ لجمع المال مقابل شراء هروبنا".
وأضاف الموقع: "كان دبّول محاسباً في شركة شحن بحري ناجحة، لكن مع التخفيض التدريجي لقيمة العملة، والتضخم الحاد في البلد الذي يعتمد على الواردات، كان راتبه كافياً بالكاد لإعالة أسرته. ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية في أوائل عام 2020، سُرّح دبّول من العمل؛ عندما شهدت الشركة تخفيضاً في الميزانية، وأصبح البحر أملَه الوحيد".
وتابع الموقع: "في الأسابيع الأخيرة، أبلغت السلطات اللبنانية والقبرصية عن العديد من قوارب المهاجرين التي تحمل كلاً من السوريين واللبنانيين الذين يحاولون أن يتركوا وراءهم لبنان وأزمته المالية التي زادت سوءاً بسبب جائحة كورونا، إضافةً إلى الانفجار الهائل في مرفأ بيروت، الشهر الماضي. وكان عماد طرطوسي، وهو طاهي معجنات شهير في طرابلس، من بين الأفراد الثلاثة والثلاثين الذين حاولوا وفشلوا في الوصول إلى السواحل الإيطالية ومن بينهم دبّول وأسرته".
وأضاف: "بالقرب من سواحل جزيرة قبرص المجاورة، اعترضت عاصفةٌ طريق القارب وأُجبرت المجموعة على إرسال نداء استغاثة. جاء حرس السواحل القبرصي لإنقاذهم، وأخذوهم إلى مدينة لارنكا مع وعدٍ بتيسير رحلتهم إلى إيطاليا بعد ذلك.
أما غسان حليمة، طالب الطب الذي يدرس في السنة الثالثة وكان أيضاً من بين أفراد المجموعة، فقد ادَّعى أن السلطات القبرصية قد خدعتهم. قال الشاب: "قالوا إنهم سوف يأخذوننا إلى السواحل الإيطالية كما هو مقرر، لكن عندما صعدنا إلى القارب القبرصي، أدركنا أنه كان متجهاً إلى السواحل اللبنانية".
وأضاف: "قفز بعض الرجال من القارب عندما أدركوا أنهم في طريقهم إلى الجحيم الذي فروا منه للتو"، لكنهم أُعيدوا بعد ذلك إلى القارب. تخضع المجموعة حالياً لحجر صحي في انتظار الانتهاء من اختبارات الـPCR. وقال حليمة إنه سيفعل ذلك مرة أخرى إذا أتيحت له الفرصة، لأنه لا يمتلك خيارات أخرى.
وأضاف: "لا أستطيع تحمُّل تكاليف إكمال دراستي، وأريد أن أصبح طبيباً. وإذا كانت بلادي لا تعبأ بي فأنا على يقين بأن بلداناً أخرى لن تمانع الحصول على المزيد من الأطباء؛ لتوفير الخدمات الطبية لمواطنيها".
بالعودة إلى دبول، كتب الموقع: "الآن، لم يعد لدى دبّول أي شيء بعد أن أنفق المدخرات التي جمعها طوال حياته، وثمن مجوهرات زوجته من أجل الاشتراك في شراء قارب الهروب. وقال: "في المنشأة الطبية، يُطعمونني أنا وأطفالي الأربعة. ولا أدري كيف سأُطعمهم بعد إطلاق سراحنا". وعندما سُئِل كيف يريد وصف قراره الرحيل، قال دبّول: "عندما كنت طفلاً، كانت الرصاصات والقذائف تقبض الأرواح في غمضة عين. واليوم، وفي وقت السِّلْم، نموت عدة مراتٍ كل يوم".
وكتب الموقع: "في التاسع من أيلول، اتُّخذ القرار: انضم دبّول إلى أصدقاء طفولته بمنطقة الميناء في لبنان، وأجمعوا على أنهم قد طفح بهم الكيل، وقرروا التوجه إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط المحفوف بالمخاطر. قال دبّول: "لقد خططنا جميعاً لوجهتنا النهائية اعتماداً على أقاربنا الموجودين في عدة دول مختلفة، لكن السواحل الإيطالية كانت وجهتنا الرئيسية".
وتابع: "ابتعنا قارباً بمساهمة من الجميع. باع بعضنا مجوهرات زوجته، وباع آخرون أثاث منزلهم، وسياراتهم، واضطر كثير منّا إلى الاقتراض". وقال: "لقد بعنا كل ما استطعنا بيعه؛ لجمع المال مقابل شراء هروبنا".
وأضاف الموقع: "كان دبّول محاسباً في شركة شحن بحري ناجحة، لكن مع التخفيض التدريجي لقيمة العملة، والتضخم الحاد في البلد الذي يعتمد على الواردات، كان راتبه كافياً بالكاد لإعالة أسرته. ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية في أوائل عام 2020، سُرّح دبّول من العمل؛ عندما شهدت الشركة تخفيضاً في الميزانية، وأصبح البحر أملَه الوحيد".
وتابع الموقع: "في الأسابيع الأخيرة، أبلغت السلطات اللبنانية والقبرصية عن العديد من قوارب المهاجرين التي تحمل كلاً من السوريين واللبنانيين الذين يحاولون أن يتركوا وراءهم لبنان وأزمته المالية التي زادت سوءاً بسبب جائحة كورونا، إضافةً إلى الانفجار الهائل في مرفأ بيروت، الشهر الماضي. وكان عماد طرطوسي، وهو طاهي معجنات شهير في طرابلس، من بين الأفراد الثلاثة والثلاثين الذين حاولوا وفشلوا في الوصول إلى السواحل الإيطالية ومن بينهم دبّول وأسرته".
وأضاف: "بالقرب من سواحل جزيرة قبرص المجاورة، اعترضت عاصفةٌ طريق القارب وأُجبرت المجموعة على إرسال نداء استغاثة. جاء حرس السواحل القبرصي لإنقاذهم، وأخذوهم إلى مدينة لارنكا مع وعدٍ بتيسير رحلتهم إلى إيطاليا بعد ذلك.
أما غسان حليمة، طالب الطب الذي يدرس في السنة الثالثة وكان أيضاً من بين أفراد المجموعة، فقد ادَّعى أن السلطات القبرصية قد خدعتهم. قال الشاب: "قالوا إنهم سوف يأخذوننا إلى السواحل الإيطالية كما هو مقرر، لكن عندما صعدنا إلى القارب القبرصي، أدركنا أنه كان متجهاً إلى السواحل اللبنانية".
وأضاف: "قفز بعض الرجال من القارب عندما أدركوا أنهم في طريقهم إلى الجحيم الذي فروا منه للتو"، لكنهم أُعيدوا بعد ذلك إلى القارب. تخضع المجموعة حالياً لحجر صحي في انتظار الانتهاء من اختبارات الـPCR. وقال حليمة إنه سيفعل ذلك مرة أخرى إذا أتيحت له الفرصة، لأنه لا يمتلك خيارات أخرى.
وأضاف: "لا أستطيع تحمُّل تكاليف إكمال دراستي، وأريد أن أصبح طبيباً. وإذا كانت بلادي لا تعبأ بي فأنا على يقين بأن بلداناً أخرى لن تمانع الحصول على المزيد من الأطباء؛ لتوفير الخدمات الطبية لمواطنيها".
بالعودة إلى دبول، كتب الموقع: "الآن، لم يعد لدى دبّول أي شيء بعد أن أنفق المدخرات التي جمعها طوال حياته، وثمن مجوهرات زوجته من أجل الاشتراك في شراء قارب الهروب. وقال: "في المنشأة الطبية، يُطعمونني أنا وأطفالي الأربعة. ولا أدري كيف سأُطعمهم بعد إطلاق سراحنا". وعندما سُئِل كيف يريد وصف قراره الرحيل، قال دبّول: "عندما كنت طفلاً، كانت الرصاصات والقذائف تقبض الأرواح في غمضة عين. واليوم، وفي وقت السِّلْم، نموت عدة مراتٍ كل يوم".
أخبار متعلقة :