نبض لبنان

تحذير 'عالي السقف' من جنبلاط: مصير لبنان على المحكّ!

حذر رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط من أنّ "مصير لبنان الاقتصادي والسياسي والتنموي على المحكّ إن لم تُنجَز الحكومة في أقرب فرصة"، مجدّداً تأييده للمبادرة الفرنسية، التي وصفها بـ "آخر فرصة إنقاذية" للبنان.
كلام جنبلاط جاء بعد استقباله في دارته في رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية على رأس وفد قيادي من الحركة ضم رئيس حركة حماس في منطقة الخارج الدكتور ماهر صلاح، رئيس مكتب العلاقات العربية والدولية عزت الرشق، نائب مسؤول العلاقات العربية والدولية أسامة حمدان، رئيس مكتب العلاقات الوطنية حسام بدران، وممثل الحركة في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، وذلك بحضور عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب أكرم شهيب، وأمين السر العام في التقدمي ظافر ناصر وعضو مجلس القيادة بهاء بو كروم.
وإثر اللقاء، قال هنية: "كان لقاء يجمع فلسطين بلبنان، وأيضا التاريخ والماضي، استعرضنا من خلاله التطورات السياسية في ما خص القضية الفلسطينية، خاصة بعد ما يسمى بصفقة العصر وخطة الضم والتطبيع، والموقف الذي سمعناه من جنبلاط موقف ثابت وهو ليس بالجديد على إخوتنا الدروز الموجودين هنا في لبنان الشقيق والدعم الإسناد والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، فهذا الشيء حاضر وبقوة على طاولة جنبلاط وإخواننا في قيادة الطائفة".
وتابع هنية: "أيضا استعرضنا إستهداف حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وأكدنا أن الشعب الفلسطيني متمسّك بحق العودة، ويرفض التوطين أو الوطن البديل أو التهجير، أيضا إستعرضنا الأوضاع الإنسانية والمعيشية لأهلنا بالمخيمات، ولجنبلاط موقف واضح طالما أن الموقف السياسي أننا سنعود بالتأكيد سنبذل جهود لتحسين الأوضاع المعيشية لإخوتنا وشعبنا الفلسطيني هنا في المخيمات".
وأضاف هنية: "كذلك تناولنا ما يجري في القدس وغزة المحاصرة، ونعبّر عن تقديرنا لجنبلاط لدوره وإسناده في قضيتنا، وهي قضية كل إنسان عربي وكل إنسان مسلم. وكذلك تناولنا بالتفصيل لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وشرحنا الخطوات التي نقوم بها من أجل الوحدة الوطنية وإستعادة العمل الفلسطيني المشترك، وسمعنا من جنبلاط كل التشجيع والترحيب في هذه الخطوات، بل هو جاهز ومستعد لإسناد هذه الخطوات مع الفصائل الفلسطينية سواء مع الأخ الرئيس أبو مازن أو معنا أو مع باقي الفصائل الفلسطينية".
وختم هنية: "لا يفوتني أن أشير الى أننا نحن قدمنا تعازينا لجنبلاط بشهداء المرفأ وتمنينا الشفاء للجرحى، ولكن أيضا نشعر أن لبنان قادر على أن يخرج من هذه الأزمة، متمنيين النجاح لحوارات تشكيل الحكومة اللبنانية، وان يكون لبنان أكثر أمناً وإستقراراً ووحدة، فلبنان القوي والموحد والمستقر هو قوة ورصيد لفلسطين".
وردا على سؤال حول تهديده بالصواريخ من لبنان، أشار هنية إلى أنه "لم يحصل تهديدات إطلاقاً، ونحن نتكلم عن تأكيد حق الشعب الفلسطيني التمسك بثوابته، وهذا شيء طبيعي جدا، كما نحن حريصون على أمن لبنان، وندير مقاومتنا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن شعبنا يحمل همومه، ويتمسك بثوابته، ودوره معروف وحاصر في مشهد الصراع مع الإحتلال الصهيوني"، مؤكدا أن "علاقتنا بلبنان واضحة وقوية مع كل المكونات، وبالتأكيد لا نتدخل بالشأن الداخلي ولا نحرج لبنان، وموافقنا من التطبيع معلنة، فنحن نرفض التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي، وكذلك لبنان أعلن أنه ضد التطبيع".
من جهته، قال جنبلاط: "وصيتي وتمنياتي للأخ إسماعيل هنية أهم شيء وحدة الموقف الفلسطيني أيا كانت الضغوطات أيا كان التطبيع، أيا كانت الصعوبات، وحدة الموقف الفلسطيني، وأنا جاهز بما أملك من إمكانيات للمساعدة في هذا الموضوع، وأيضا وعدته، بما أملك من إمكانيات أيضا، بتسهيل الحق البديهي للعيش الكريم للمواطن للاجئ الفلسطيني منذ العام 1948، مجحف بحقه هذا التمييز العنصري الحاصل بالرغم من صدور قانون يسمح له بالعمل منذ سنوات".
وفي الملفات المحلية اللبنانية، قال جنبلاط: "أيدنا منذ اللحظة الأولى المبادرة الفرنسية، مبادرة الرئيس ماكرون، وهي برأيي آخر فرصة إنقاذية للبنان، بعد كارثة تدمير الأشرفية ومار مخايل والمرفأ، وعليّ بهذا السياق أن أقول، إذا غرقنا بالتفاصيل الوزارية، يبقى المرفأ مدمرا، تبقى مار مخايل والأشرفية وغيرها من المناطق مدمّرة، وقد يغرق لبنان في مزيد من التأزم الإقتصادي، آخذين بعين الإعتبار بأنه عندما تحدّث الأستاذ إسماعيل هنية عن التطبيع، قد نرى سكة حديد بين فلسطين المحتلة، وبين الخليج، قد نرى خط أنابيب نفط من عسقلان إلى البحر العربي، ونذكّر بأنه أيام سايكس بيكو في الثلاثينات، كان هناك أنبوبان للنفط يأتيان إلى لبنان، أحدهما من كركوك إلى طرابلس، والثاني من السعودية إلى الزهراني، ومصير لبنان الإقتصادي والسياسي والتنموي على المحك إن لم تُنجز الحكومة في أقرب فرصة".

أخبار متعلقة :