زار سكرتير الدولة لشؤون السياحة والفرنسيين في الخارج والفرنكوفونية جان باتيست لوموان، يرافقه السفير الفرنسي برونو فوشيه، ميدان سبق الخيل في بيروت، حيث يتم استيداع المساعدات الفرنسية من مواد طبية وأدوية ومواد بناء، والتقى مع المنظمات غير الحكومية التي تستفيد من هذه المساعدات، وتحدث إليهم والى الموزعين والعاملين الفرنسيين في مجال الإغاثة، اضافة الى عناصر الجيش، في حضور رئيس مؤسسة رينيه معوض النائب السابق ميشال معوض وعدد من المتطوعين والإعلاميين وأركان السفارة.
وتحدث لوموان، فأوضح ان زيارته تأتي "في إطار متابعة لزيارة الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون المتمسك بالتعبير عن التضامن الفرنسي بالكامل مع لبنان، بقوة وفعالية". وقال: "ألمس فعالية تحركنا في المرفأ وفي المدارس، حيث نقوم بالمساعدة في العديد من الأشغال، بفضل شراكاتنا مع نحو 15 هيئة من المجتمع المدني ومن بينها مؤسسة رينيه معوض، فنحن سنقوم بواسطة هذه المؤسسة بتوزيع عدد من الحاجات الضرورية لحياة اللبنانيين اليومية مثل الطحين، والمواد اللازمة لإصلاح المنازل".
وأضاف: "ان التحدي لدينا يكمن في السرعة في تقديم المساعدة لتصل بفعالية حيث هناك حاجة، وكما تلاحظون هناك شفافية تامة في العمل الذي نعتبره نموذجيا، وأحيي كل الطواقم الموجودة هنا منذ نحو خمسة عشر يوما من عناصر الدفاع المدني، والأمن المدني، ومركز الأزمات، والجنود أيضا لأنهم يقومون بعمل لوجيستي، اذ ان هذه المواد تصل الى المرفأ على متن بواخر آتية من فرنسا، ويقوم الجيش اللبناني بإيصالها الى هذا المكان ليصار الى توزيعها. وكل عناصر هذه السلسلة تعمل بجهد من أجل تحسين حياة اللبنانيين الذين تأثروا بشدة من كارثة 4 آب".
وردا على سؤال حول مساعدة فرنسا في حماية الإرث الثقافي الذي تضرر، أجاب: "زرت اليوم عدداً من المنازل التراثية التي تجسد الإرث التاريخي للبنان ولبيروت، وسنعمل على حشد المؤسسات الدولية لإنقاذ تراث المدينة وتقديم الإجابات المطلوبة، وهناك حركة تضامن نشأت لدى المهنيين والمتخصصين في النقابات ولدى المهندسين، ونحن نشهد تضافر العديد من الإرادات الصالحة، وان دور سفيرنا يكمن في تنسيق كل هذه الجهود والتأكد من ان كل هذه المساعدات تذهب الى المكان المناسب".
وردا على سؤال حول الجهات التي يتم التنسيق معها، قال: "نعمل بشكل وثيق مع الجيش اللبناني، الذي يتعاون من الناحية اللوجستية مع الفرق الموجودة هنا، ومع كل الجهات ومؤسسات المجتمع المدني، واعتقد أن الجميع متجند من أجل خير لبنان.
وحول مدى استجابة المسؤولين اللبنانيين لخارطة الطريق التي وضعها الرئيس ماكرون لدى زياته لبنان، قال: "زيارتي هنا هي لهدف إنساني، والتأكد من ان كل شيء يسير على ما يرام، والأمور تتقدم، وهذا هو واقع الحال، اما في ما يخص الشق السياسي، فقد وجه الرئيس ماكرون رسالة صادقة ورسالة تضامن، وسيزور لبنان قريبا، وهناك أمل وترقب بخصوص الأجوبة المنتظرة من لبنان".
وختم: "ان اللبنانيين في فرنسا صدموا بما حصل مثلهم مثل كل الفرنسيين، وهذه الصدمة وصلت الى جميع انحاء فرنسا، الى باريس وليون ومارسيليا وتولوز، وذلك لتداخل العلاقات الإنسانية بيننا، وهناك نحو 25 ألف فرنسي- لبناني في لبنان، ونحو 200 ألف من الجالية اللبنانية في فرنسا، وهناك علاقات قوية ووطيدة".
من جهته قال معوض: "أشكر فرنسا التي كانت أول من وقف الى جانب لبنان والشعب اللبناني منذ وقوع الفاجعة، ونحن شعرنا بمحبتها، ونحن بحاجة الى كل اصدقاء لبنان ليس لإعادة اعمار بيروت فقط، انما ليعيش الشعب اللبناني بكرامة، ومن هذا المنطلق انا موجود بصفتي الرئيس التنفيذي لمؤسسة معوض، ونحن منذ اللحظة الأولى كنا الى جانب الشعب اللبناني ضمن ثلاث اولويات: الأمن الغذائي، مساعدة الناس طبيا، والأهم إعادة تأهيل هذه المنطقة التي تمثل التعددية في لبنان بكل مكوناتها، ولن ندع بيروت تموت".
وأوضح ان "التعاون مع السفارة الفرنسية مستمر، والأساس في أي تعاون هو الشفافية، فالناس تريد ان تتأكد من وصول المساعدات بشفافية بعيدا عن قنوات الفساد، ونحن نفتخر بأننا أثبتنا الشفافية والمناقبية في العمل، كما الوضوح والاحتراف".
أخبار متعلقة :