"تشكل الصهيونية أبشع أنواع العنصرية، ويكاد يكون الكيان الصهيوني، هو الكيان العنصري الوحيد الباقي في العالم، لذلك فإن دعوات مقاطعته، من منطلق انساني حضاري، تتوسع عالميا وفي أوساط أكاديمية وثقافية وطلابية وشعبية.
يشكل الاحتلال الصهيوني لفلسطين، بالاعتماد سابقا على الاستعمار القديم وحاليا بالاعتماد على الاستعمار الجديد، اغرب أنواع الاحتلال، اذ انه احتلال إحلالي يشرد شعبا بكامله ليحل مكانه جماعات من أشتات الأرض بقوة السلاح والإجرام والإرهاب.
على امتداد أكثر من سبعين عاما، أثبت حكام الكيان الغاصب، أنهم لا يقيمون وزنا لعهد ولا يلتزمون أي قرار دولي، وهم يعتمدون التفاوض من أجل كسب الوقت وتثبيت خطواتهم على طريق تحقيق حلمهم الصهيوني باحتلال الأرض واستعباد الانسان من النيل الى الفرات، وصولا الى ما أبعد من ذلك بكثير.
في ضوء هذه الثوابت، فقد كان لاتحاد الكتاب اللبنانيين ومنذ ان بدأت مسيرة التطبيع الرسمي العربي مع كيان الاحتلال الغاصب، موقف رافض ومدين لهذا التطبيع، داعيا الكتاب والادباء والمفكرين الاستراتيجيين الى شرح مخاطر الصهيونية على التقدم الحضاري للإنسانية جمعاء، وقد وقف هذا الموقف أيضا الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي حرص على تضمين بياناته الختامية لمؤتمراته كافة، رفض وإدانة كل أنواع التطبيع مع الكيان الغاصب.
ان اتحاد الكتاب اللبنانيين، الذي يعيش مع شعب لبنان وسكانه وضيوفه، مآسي الانفجار المدمر لعاصمة الثقافة، والإبداع، والفن، وملتقى الحضارات، بيروت الأبية، يجدد موقفه الثابت والدائم برفضه أي نوع من أنواع التطبيع مع العدو الصهيوني، ولاسيما ان مسارات التطبيع من كمب دافيد الى أوسلو ووادي عربة، واتفاقات أخرى ما تحت الطاولة وما فوقها، لم تردع هذا العدو عن تنفيذ مخططاته التوسعية الاستيطانية قيد أنملة، بل على العكس شكلت له ذريعة لمحاصرة الأمة وعلى الأخص الأقطار العربية التي تقيم تطبيعا رسميا معه، والشواهد كثيرة لمن يريد ان يقرأ بموضوعية وتجرد من الأهواء السياسية والمصالح الآنية".
أخبار متعلقة :