وقالت: "في الأشهر الأخيرة، تم تداول مصطلحات مثل الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي والجسدي، وملازمة المنزل، ونتيجة الاختبار إيجابية والعديد من المصطلحات الأخرى التي طبعت احاديث الناس واثرت في سلوكيات الاشخاص في جميع أنحاء العالم. وبما أن الفيروس لا يزال حقيقة واقعة في الوقت الحاضر، فقد تسبب في إثارة الخوف عبر القارات، ونتيجة ذلك ترافق هذا الخوف مع نشوء وصمة اجتماعية وسلوكيات تمييزية ضد أي شخص يعتقد أنه تعرض للفيروس".
واضافت: "تعرف الوصمة بأنها ربط سلبي موصول بشخص أو مجموعة من الأشخاص قد يشتركون في خصائص معينة أو مرض معين، في هذه الحالة، فيروس كورونا. وهذا يعني أنه يتم تصنيف الأشخاص ووسمهم بقوالب نمطية والتمييز ضدهم بسبب التعرض المحتمل للفيروس. ويمكن الوصمة والتمييز أن يزيدا من صعوبة الوضع الضاغط نفسيا أصلا وأن يتسببا بضرر أكبر للصحة النفسية للأشخاص المتأثرين وأسرهم.
والوصمة المحيطة بـفيروس كورونا ليست ضارة فقط للمصابين بالفيروس، ولكن أيضا لعائلاتهم وأصدقائهم ولتماسك المجتمع وجهوده للحد من تفشي الفيروس عبر ردع الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض من طلب الرعاية تخوفا من تعرضهم لأي سلوكيات تمييزية".
وقالت مؤسسة "أبعاد" ومديرتها غيدا عناني، "مع إصابة ملايين الأشخاص حول العالم بفيروس كورونا المستجد، يمكن الجزم بأن الفيروس نفسه لا يميز. غير أن الوصمة الاجتماعية المرتبطة بمرض فيروس كورونا تؤثر خصوصا على نوعية حياة النساء والفتيات، لا سيما في المجتمعات المحلية الهشة، مما يؤدي إلى إخفاء الإصابة بالمرض وتجنب إلتماس الرعاية الصحية، لتجنب التمييز وخطر العنف الذي قد يصل الى حد القتل. لذا، ينبغي علينا أن نلحظ خاصية أوضاع المتضررات في خطط الإستجابة الطارئة وأن نوفر بيئة وقائية إحتوائية يمكن فيها مناقشة كل ما يرتبط بالمرض وتأثيراته والتعامل معه بعلانية".
وقالت ممثلة "اليونيسف" في لبنان يوكي موكو: "في حين أن العديد من الأطفال ليسوا معرضين للخطر في حال إصابتهم بكوفيد-19، غير أن هذه الأزمة قد غيرت حياتهم رأساً على عقب بطرق عديدة وهم معرضون لخطر وصمة العار والتمييز في حال إصابة أي فرد من أسرتهم أو مجتمعهم بكوفيد-19. بالإضافة إلى الخوف والوحدة التي يشعرون بها عندما يكونون معزولين عن أقربائهم المصابين بكوفيد-19. إن فيروس كورونا لا يميز بين بلد المنشأ أو الثقافة أو العمر أو الجنس، وبينما نتعافى من هذا التفشي، يجب أن نبني مجتمعا قائما على التسامح واللطف وإدماج الجميع".
ومن جهته، تحدث رئيس البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العامة الدكتور ربيع الشماعي عن الرسالة الرئيسية للحملة عن أن "الاختبار الحقيقي يتجاوز نتيجة إيجابية أو سلبية لاختبار الكشف عن فيروس كورونا. الاختبار الحقيقي #Therealtest هو الوقوف معا وإظهار تفهمنا ومحبتنا تجاه بعضنا البعض. الخوف هو شعور طبيعي ومشروع - الخوف على صحتنا، أو على صحة أحبائنا، الخوف على المستقبل - ولكن في وسعنا ضمان عدم تحويل هذا الخوف الى سلوكيات سلبية ضد الآخرين". وتهدف الحملة أيضا إلى توفير منصة لعرض قصص التضامن والتعاطف مع بعضنا البعض، والتي لا بجب خسارتها.
وأطلقت الحملة من خلال مقدمة نشرات الاخبار بالتعاون مع العديد من القنوات التلفزيونية، عبر قراءة مذيعي الاخبار بيان الحملة، مسهمين بذلك في نشر رسالة الحملة على نطاق واسع. وتمتد المبادرة بعد ذلك إلى المجال الرقمي حيث ستستحوذ على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة لدى المشاهير وقادة الرأي الذين عبّروا عن رسائل مفعمة بالأمل موجهة خصوصا الى الأشخاص المصابين بفيروس كورونا. سيجرى إشراك الناس في جميع أنحاء لبنان والطلب منهم مشاركة رسائل الأمل وقصص التضامن والتجارب الإيجابية الملهمة للتضامن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وستنتقل الحملة الى الشوارع مع رسائل تضامن ودعم مع إنخراط البلديات وعبر منافذ متنوعة. ودعما لوسائل الإعلام في دورها الفاعل في الاستجابة لـفيروس كورونا وزيادة الوعي، إلى تقليل الوصمة ومساعدة الناس على التعامل مع الضغط النفسي، ستتم مشاركة ورقة معلومات وارشادات مع الإعلاميين عن سبل تطرق الاعلام الى فيروس كورونا.
وفي هذا الصدد، قالت مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان سيلين مويرو: "تشكل الوصمة والتمييز ضد فرد واحد خطرا على الصحة الجسدية والنفسية لجميع الناس. فلنعمل معا لدعم أطفالنا وعائلاتنا وأصدقائنا وجيراننا والعاملين في الخطوط الأمامية ردا على وباء كورونا، ونعيد بناء مجتمع أفضل".
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة إيمان الشنقيطي: "لقد هزت جائحة فيروس كوفيد-19 عوالمنا ونشرت الخوف بين مجتمعاتنا، لكنها أعطتنا أيضا فرصة للتوحد معا على الرغم من اختلافاتنا. معا يمكننا نشر الحقائق بدلا من الخوف، معا يمكننا محاربة الوصمة والدفاع عن المصابين. معا يمكننا بناء مجتمع أفضل".
أخبار متعلقة :