نبض لبنان

الامن الهشّ بقاعاً: لا صوت يعلو على السلاح المتفلّت

غياب الدولة ورقابة أجهزتها الأمنية والعسكرية في البقاع حقيقة تستند إلى وقائع عدة تتّخذ أشكالاً مختلفة ولو أن هذا الغياب ليس حكراً على القرى البقاعية بل يحلّ في مناطق عدة وبأحداث متنوّعة.

هذا الغياب هو نتيجة تآكل هيبة الدولة وإنتشار السلاح المتفلّت بين المواطنين الذي يُترجم إشتباكات مسلّحة وإعتداءات على الاملاك العامة والخاصة ونشر الرعب والهلع في صفوف الآمنين. ولعل ما حصل أمس في بعلبك من إشتباكات بين آل شمص وآل رعد استمرت حتى ساعات الفجر الاولى إستعملت فيها جميع انواع الاسلحة، وقبلها منذ ايام في بريتال بين عائلتي آل صالح وآل طليس، خير دليل الى ان لا كلمة تعلو فوق هذا السلاح المتفلّت من قرار الشرعية وأن سلطة العشائر والعائلات أقوى من الدولة.

محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضرأوضح لـ”المركزية” “أن الحمل الثقيل الموضوع على أكتاف القوى الامنية والعسكرية في ما يخصّ موضوع كورونا المستجدّ والتعبئة العامة ومراقبة الالتزام بالحجر الصحي شكّل “فرصة” لدى البعض للقيام بأعمال خارجة عن سلطة الدولة مستغلّين إنشغال القوى الامنية بمواجهة الفيروس المستجدّ”، إلا انه جزم في الوقت نفسه “ان ما يجري في البقاع اخيراً من إشتباكات مسلّحة بين العائلات يبقى قليلاً بالمقارنة مع السنوات السابقة، وتحديداً منذ أن بدأت القوى الامنية في العام 2018 تنفيذ خطة أمنية لمنطقة البقاع”.

وقال “ما حصل في بريتال منذ أيام وأمس في بعلبك يجب ان تكون له معالجات اساسية من قبل الدولة. الوضع الامني لا يزال تحت السيطرة، والبقاع مثله مثل سائر المناطق تخرق أمنه أحداث أمنية سرعان ما تطوّق من قبل الجيش والاجهزة الامنية”.

والى الإشتباكات المُسلّحة التي تُبعد محافظة بعلبك-الهرمل ومعها البقاع عن سيادة الدولة، برز في الأونة الاخيرة ما يتداول عن “إحتضان” البقاع لمعامل تصنيع مواد للتنظيف والتعقيم غير مطابقة للمواصفات يتم تحضيرها فيها تمهيداً الى تسويقها في المناطق كافة.

وفي الاطار، أوضح خضر “ن هناك مبالغة في التقارير التي تتحدّث عن وجود معامل في البقاع تُنتج مواد “مغشوشة” علماً ان هناك معامل كثيرة تُنتج مشروبات روحية مزوّرة موجودة في مناطق عدة خارج نطاق البقاع لا يتم التصويب عليها”، مؤكداً “ان الدولة باجهزتها الأمنية والقضائية تقوم بعملها في هذا الشأن”.

وليس بعيداً، وتحديداً في موضوع إغلاق المعابر غير الشرعية ووقف التهريب عبرها وهو الموضوع الذي كان طبقاً رئيسياً على طاولة إجتماع المجلس الاعلى للدفاع امس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، قال خضر “هناك تداخل في الحدود بين لبنان وسورياً، خصوصاً على طول السلسلة الشرقية، من هنا فإن ضبطها يحتاج الى تضافر جهود الدولة بكافة أجهزتها الامنية والعسكرية، لاسيما فوج الحدود البري في الجيش اللبناني ومديريتي الامن العام والجمارك”.

واشار في السياق الى المساعدة البريطانية في عملية ضبط الحدود من خلال تمويلها مشروع بناء أبراج مراقبة على طول حدود السلسلة الشرقية، الا انها لا تكفي لضبطها بالكامل بل نحتاج الى إمكانيات أكبر تكون على مستوى الطبيعة الجغرافية للأراضي المتداخلة بين الحدودين”.

أخبار متعلقة :