نبض لبنان

بري يحضّر لمفاجأة!

في وقت يصوب فيه رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بشكل مستمر على “الثلاثي غير المرح”، (الذي بات معلوما انه فريق العهد والثنائي الشيعي)، الذي منع الحكومات السابقات كما الحالية من الذهاب قدما في معالجة الملفات المشكو منها، اجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصلا بجعجع وعقيلته النائبة ستريدا لمعايدتهما بحلول عيد الفصح المجيد. وبحسب بيان عن المكتب الاعلامي لجعجع، تم التطرق خلال الاتصال إلى موضوع وباء “كورونا” ووضع بشري و”ضرورة التعاون جميعا من أجل مواجهة هذا الوباء العالمي”.

حرص بري

صحيح ان هذا الاتصال يندرج في خانة “معايدة”، الا انه رسالة، متعددة الأوجه، منها انه حتى ولو كان هذا المكون (اي القوات) خارج الحكومة، فان رئيس المجلس حريص على المحافظة على هذه العلاقة التي تتجاوز الموضوع الحكومي والبرلماني الى التعاطي معه كفريق سياسي.

اما الرسالة الثانية فهي ان ما من شيء اسمه “صدفة” عند بري ، اذ لم يصدر اي بيان يفيد بان الأخير اتصل برئيس الجمهورية العماد ميشال عون او اي طرف مسيحي آخر للمعايدة، مع الاشارة ان المكتب الاعلامي في معراب من المؤكد انه نسق شكل البيان مع المكتب الاعلامي في عين التينة.

خارج السرب … ولكن

اما في السياسة، فقد رأى مرجع سياسي متابع ان بري يحاول ان يبرّء ذمته في عدد من الملفات، وان كان في بعض الاحيان يبدو وكأنه يغرد خارج سرب “الثنائية الشيعية”، وهو خلال الفترة الاخيرة مرر “باسين” (passes):

– الاول الضغط باتجاه اعادة اللبنانيين في الخارج، مطالبا بفتح المطار امام الراغبين، والا الانسحاب من الحكومة، وان كان كل عائد دفع من جيبه، ولكن الرئيس حسان دياب كان رفض هذا الاجراء خشية من تبعات صحية قد لا يكون للحكومة القدرة على تحملها.

– الثاني حول الهيركات او اي مس باموال المودعين، حيث فرمل بري اندفاعة الحكومة، ووجه عبر وسطاء رسالة الى كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ودياب، مفادها ان مفتاح المجلس في جيبه، واي مشروع قانون من هذا النوع سيسقط على ابواب المجلس الامر الذي يعتبر انتكاسة قوية للحكومة، وتشكل مبررا للثورة كي تنتفض مجددا بوجهها.

… ما بعد كورونا

واضاف المصدر: يعرف بري انه لحظة انتهاء ازمة الوباء في لبنان الشارع سيتحرك مجددا، وهو بالتالي “يسلفه” اكثر من موقف، والمفاجأة ستكون من خلال ادارته للجلسات المزمع انعقادها الكترونيا، سيكون سدا منيعا حين يطرح اي ملف شبيه بالهيركات، فهو كان قد اعلن مرارا وتكرارا ان اموال المودعين مقدسة.

وذكر المصدر انه قبل موجة كورونا، كان بعض الاطراف يجمع قواه، وتحديدا القوات والاشتراكي والمستقبل، من اجل تشكيل نواة معارضة، في حين لطالما كان بري الميزان ويحول دون ان “تطبش كفة على الاخرى”، وفي المرحلة المقبلة سيبرز اكثر دوره كضابط ايقاع بين من هم في الحكومة ومن هم خارجها.

أخبار متعلقة :