أشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله إلى أن “المنطقة الحدودية ومركزها مدينة بنت جبيل، لها تجارب تاريخية مع الحروب، ودائما كانت تتصدى لأي حرب عليها بإرادة شعبها ومقاوميها وشهدائها وجرحاها وتخرج منتصرة”، معتبرا “أننا اليوم أمام حرب من نوع جديد، العدو فيها غير مرئي على مستوى العالم أجمع، وهناك دول عظمى تتخبط وترتبك وغير قادرة على مواجهة هذا العدو، ولكن هنا في منطقة بنت جبيل، بإرادة الأهل الكرام، والبلديات، والمقاومة، وكل إرادات متكلة على إرادة الله عز وجل، تجري الاستعدادات لهزيمة هذا العدو غير المرئي”.
كلام فضل الله جاء خلال جولة قام بها برفقة رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي على مركز الدفاع المدني في “الهيئة الصحية الإسلامية” للإسعاف والإنقاذ في بنت جبيل، إضافة إلى مراكز مستحدثة للحجر الصحي، وذلك للاطلاع على جهوزية تلك المراكز للتعامل مع أي حالات طارئة بحاجة للحجر الصحي أو مصابة بفيروس كورونا.
وقال فضل الله: “هناك استعدادات كبيرة على مستويات مختلفة، لاسيما على المستوى الصحي والطبي، ونحن بانتظار أن يستكمل التجهيز في مستشفى بنت جبيل الحكومي، ليكون جاهزا لاستقبال الحالات المصابة أو للحجر الصحي، وأيضا بقية المؤسسات الصحية، سواء المستشفيات الحكومية أو الخاصة، التي هي في حالة استنفار من أجل حماية صحة أهلنا وناسنا في هذه المنطقة وعلى امتداد الجنوب”.
وأضاف: “رأينا أيضا الحضور والاستعداد للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية والسيارات المجهزة بأجهزة التنفس، علما أن المعركة اليوم في العالم هي معركة صناعية حول أجهزة التنفس الاصطناعي، وبحمد الله قد وفرت هذه المنطقة بعض الامكانات على تواضعها لجهة عددها، ولكن على أهميتها للتصدي لأي حالة ممكنة”.
ولفت فضل الله إلى “أننا أمام التحضير لما يشبه المستشفى الميداني لملاقاة أي سيناريو ممكن، وهذا كله يطمئن الناس من جهة، ولكن هذه الطمأنينة لا تكفي، وبالتالي لا بد للناس أن يلاقوا هذه الإجراءات والخطط والاستعدادات والامكانات أيا تكن، والتي لا يمكنها أن تفي بالغرض إلا مع التزام الأهالي بكل الإرشادات والتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية والطبية المعنية”.
وأكد أن “نسبة الالتزام في هذه المنطقة عالية، سواء على مستوى الحجر الصحي أو إلغاء كل التجمعات، أو على مستوى التزام البيوت من قبل الناس”، وقال: “نجدد تأكيد هذا الأمر، وكان لنا اتصالاتنا ولقاءاتنا مع البلديات من أجل المزيد من التشدد حفاظا على سلامة الناس وصحتهم”.
وتابع: “لدينا في هذه المنطقة نسبة عالية من المغتربين، وشهدنا نقاشا حول هذا الموضوع، وإذا تحدثنا عن القرى المحيطة ببنت جبيل، لوجدنا أن لديها نسبة عالية من المغتربين في الولايات المتحدة وإفريقيا وأستراليا والعديد من المناطق في العالم، وهؤلاء هم أهل هذه المنطقة، وكانوا دائما إلى جانب شعبهم وأهلهم يدعمون في كل المحطات لإبقاء هذه المنطقة كريمة وعزيزة، والحمد لله الاتصالات التي قام بها حزب الله بالأمس أثمرت عن نوع من التفاهم من أجل إيجاد الحلول المطلوبة ليعود من يرغب بالعودة في إطار خطة صحية محكمة، تحمي العائدين والمقيمين، وكلنا أهل في النهاية، ولذلك فإن المطلوب هو أن نتعاون ونتلاقى لمعالجة هذه المشكلات”.
وأمل من الحكومة أن “تأخذ الإجراءات اللازمة على ضوء الاتصالات التي تم القيام بها من قبل حزب الله بين الرئاسات المعنية في ما يتعلق بالمغتربين اللبنانيين، وتقوم بوضع خطة سريعة تسمح لمن يرغب منهم بالعودة إلى لبنان”، مشيرا إلى أن “هناك إقبالا من الناس على مساعدة بعضهم البعض ضمن برامج التكافل الاجتماعي، وهذا هو عهدنا بهذا الشعب الذي قدم الدماء والتضحيات من أجل أرضه وبلده، واليوم يقدم قليلا من المال والمساعدات، وكذلك البلديات والجهات المعنية في حزب الله، تقوم بما يجب أن تقوم به لجهة إيصال هذه المساعدات إلى مستحقيها”.
وختم قائلا: “نتابع أيضا مع البلدية موضوع ارتفاع الأسعار غير المبرر، وقد آثرنا هذا الموضوع مع الوزارات المختصة، ولكن للأسف مصلحة حماية المستهلك غائبة عن متابعة هذا الموضوع في هذه المنطقة، علما أنها قد بدأت منذ فترة بالقيام بواجبها ثم غابت، وهذا يحتاج إلى استنفار جهود وزارة الاقتصاد، وأيضا استنفار جهود القضاء المختص الذي حاولنا أن نرفع له شكوى بهذا الشأن، ولكن للأسف حتى الآن هذا القضاء غائب عن المتابعة، ونأمل من القضاة الذين يتحسسون ألم الناس أن يستنفروا أيضا معنا لمواجهة أي حالات جشع أو طمع أو استغلال للظروف الحالية”.
أخبار متعلقة :