لتقي الجميع على اعتبار مشكلة الكهرباء في لبنان أمّ المشاكل، وركن اساسي من الازمة المالية التي يشهدها، كونها استهلكت ما نسبته 40 في المائة من دينه العام. كما هم يجمعون على ان اصلاحها يتقدم على ما عداه من البنود الاصلاحية التي تشترطها الدول الصديقة والصناديق المالية لمساعدة لبنان ومد يد العون اليه.
وعلى رغم الوعود المقطوعة والخطط الموضوعة منذ سنوات وعهود من الذين تعاقبوا على سدة المسؤولية، وتحديدا في الوزارات والادارات المعنية منذ العام 1992حتى اليوم لا تزال ساعات التقنين في التغذية الى ازدياد، حتى علت الصرخة في اكثر من محافظة ومنطقة خصوصا في الاطراف حيث التغذية شبه معدومة ،الامر الذي شكل مادة دسمة لتبادل الاتهامات والتراشق الاعلامي بين الفرقاء ومناصريهم.
رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بما يمثل تدخل اخيرا في الموضوع مؤكدا اعطاءه الاولوية على ما اعلن اكثر من مرة امام زواره الذين ينقلون عنه تأييده لتحرك الحكومة على هذا الخط وتشكيلها لجنة وزارية للخروج من هذا النفق عبر البنك الدولي كونه المنطلق الصحيح للمعالجة السليمة للملف خصوصا ان هذه المؤسسة الدولية تملك التفاصيل الكاملة للقضية. وهي كانت عرضت خدماتها على لبنان منذ ما يفوق العشر سنوات مع تسهيلات مالية تتعدى الملياري دولار، على ان يبني البنك الدولي وحدتين لانتاج التيار الكهربائي على الغاز في دير عمار والزهراني شرط ان يقوم لبنان بإصلاح شبكات النقل والتوزيع من المبلغ الذي يتم توفيره والمقدر بـ 400 مليون دولار سنويا من الانتقال بالانتاج من الفيول الى الغاز، ولكن وللاسف بقيت قضية الكهرباء تتخبط بين النكد السياسي والوزاري المتبع منذ عشرات السنوات.
ويتوقف بري بحسب ما يقول الزوار لـ”المركزية” عند ما يدفعه لبنان للبواخر والبالغ 920 مليون دولار، معتبرا انه في هذا المبلغ كان ممكنا بناء اكثر من معملين وثلاثة لانتاج التيار وبقدرة كبيرة من الطاقة تكفيان لبنان وتسد حاجته المتزايدة لاحقا، علما انه الى جانب البنك الدولي كان العديد من الدول الصديقة والشقيقة يعرب عن استعداده لمساعدتنا في حل هذه المشكلة ومن بين تلك الدول فرنسا والمانيا.
ويختم الزوار مؤكدين ان رئيس المجلس النيابي يلاقي في متابعته لمعالجة ملف الكهرباء توجه الحكومة على هذا الصعيد. ويكشفون عن وصول وفود من شركتي سيمنز وجنرال الكتريك الى بيروت قريبا لمعاودة البحث في الحلول الكهربائية العاجلة ومنها العودة الى بناء وحدتي الانتاج البريتين وعلى الغاز في كل من الشمال والجنوب حتى اذا تم ذلك نكون قد باشرنا في وضع الامور على سكة الحل، ويكون رئيس المجلس ومن خلال مواقفه الداعية الى اولوية المعالجة قد وفر الغطاء اللازم والمطلوب لهذا الملف وتعيين محلس ادارة جديد لمؤسسة الكهرباء وامور اخرى حال النكد السياسي والوزاري دون توفيرها الى الآن.
أخبار متعلقة :