نبض لبنان

العام يقفل على خيبة أمل أخيرة: لا حكومة بعد بروز عقد قديمة – جديدة!

خيبة اضافية أخيرة “أهداها” اهل الحكم الى اللبنانيين في نهاية 2019 . فبعد ان كان هؤلاء وَعدوا بتأليف الحكومة الجديدة قبل انقضاء العام فتكون عيدية السنة الجديدة، حالت الخلافات السياسية دون الولادة المنتظرة. وسواء كانت العقبة التي عرقلت التشكيل “الميثاقيةُ” غير المؤمنة، او الصراع على مَن يختار الوزراء المسيحيين او السنة، أو على حصة الدروز، او على اسماء المستوزرين، او على طبيعة الحكومة (مِن اختصاصيين مستقلين او تكنو سياسية او من تكنوقراط يختارهم الاحزاب)، لا فرق، فالنتيجة واحدة. لا حكومة في الايام المقبلة نتيجة اصرار السلطة السياسة على التعاطي مع الواقع الحالي بذهنيتها “التجارية” نفسها، وكأن لا ثورة قامت في 17 تشرين ضد محاصصاتها وفسادها وتقاسمها المغانم، فيدفع اللبنانيون من جيوبهم وكراماتهم ثمن اتفاقاتها تارة وخلافاتها طورا.

كل ذلك يحصل فيما الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والمالية تزداد حراجة، ما ينبئ بان انطلاقة العام لن تكون هادئة بل على العكس. فالانتفاضة التي لا تزال بعض الجهات المحلية تنظر اليها بعين الريبة، ستتوسع ويشتد عودها، بعد ان يوحّد الفقر والجوع والبطالة، الآتية حتما اذا ما استمرت المكابرة السياسية، اللبنانيين كلّهم، تحت رايتها.

بعد ان ارتفع منسوب التفاؤل بتأليف الحكومة مساء امس في شكل لافت، بدا ان ساعات النهار محت ايجابيات الليل، او فرملتها. فلم يزر الرئيس المكلف حسان دياب قصر بعبدا وبدا ان عقدة التثميل الدرزي من جهة، واسماء الوزراء السنّة (لوزارة الداخلية في شكل خاص) من جهة ثانية (وهي عقدة قديمة-جديدة)، هي التي استجدت ولجمت الاندفاعة نحو التشكيل. هذا اذا سلمنا جدلا ان اتفاقا حصل بين “طباخي” الصيغة الحكومية، في الضاحية وعين التينة وميرنا الشالوحي، على ان تكون التركيبة خالية من اي وجوه وزارية قديمة.

على الصعيد الدرزي، تفاعلت مسألة حصة الطائفة في التركيبة الوزارية العتيدة، في اوساطها السياسية والروحية. وقد أتت مواقفُ رئيس حزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في شأنها، لتصب الزيت على نار علاقته بتياري المستقبل والوطني الحر! جنبلاط غرد عبر “تويتر” “بالاساس فان الأقنعة ساقطة واللعبة مكشوفة. ان تفاهم  البوارج التركية والاتصالات بين البرتقالي والأزرق والذي خرب البلاد يبدو يتجدد بصيغة أخرى مع لاعبين جدد في حكومة التكنوقراط الشكلية وهيمنة اللون الواحد، مضيفا “لكن احذر من احتقار الدروز وحصرهم بموقع وزارة البيئة بأمر من صهر السلطان”… كلامه استفز الرئيس سعد الحريري الذي رد عبر تويتر ايضا، بموقف ناري، قائلا: فعلاً الاقنعة سقطت واللعبة انكشفت… في ناس عندن عمى الوان بالسياسة ونظرهن مروكب على اللون الازرق..رافضين يفوتو عالحكومة من الباب وراكضين يفوتو من الشباك. مشاكلكن ما تحلوها على ضهر غيركن . خلصنا بقا”.

من جانبه، رد عضو لبنان القوي النائب سيزار ابي خليل على جنبلاط ، قائلا” لا يتدخّل التيار الوطني الحر لا من قريب ولا من بعيد بموضوع تسمية الوزراء الدروز فهذا شأن له أربابه وهم على قد الحمل”.

أخبار متعلقة :