رفع البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الصلاة على نية لبنان، في كنيسة الصرح في بكركي، وقال في تأمل ليلة الجمعة: “نحيي المشاركين ومعهم جماعة الرحمة الإلهية الذين أرادوا من خلال مشاركتهم التماس الرحمة للقلوب ولاسيما عند المسؤولين، والرحمة لشعبنا الجائع والمقهور والمظلوم والعاطل عن العمل والذي اضطر للهجرة. نحن بحاجة إلى الرحمة وهذه نيتنا الليلة بنوع خاص بعد أن فقدت الرحمة في العالم. عندما نتحدث عن الفساد وعن سرقة مال الشعب ومال الدولة فهذا يشير إلى غياب الرحمة في القلوب. نلتمس نعمة الرحمة عند كل الناس وخصوصا عند المسؤولين في بلدنا”.
وأضاف: “اليوم هو عيد الاستقلال الذي يتساءل البعض عن أي استقلال نتحدث، نقول له هذا الاستقلال عمره 76 عامًا ولكن استقلال التحدي يكمن في سيادة القرار اللبناني وبكل ما يريده الشعب والدولة وعدم الارتباط بأية دولة أو قوة أخرى لاتخاذ القرار، فهذه أمور يقوم بها الأولاد الصغار وليس الدولة أو المسؤولين، فسيادة القرار وحريته هما أولوية وليس انتظار رأي الدولة الفلانية أو السفير الفلاني بل نحن ماذا نقول، هذا هو الاستقلال. هذه دولتنا وهذا شعبنا وتاريخنا وحضارتنا وثقافتنا”.
وتابع: “في قراءات الأسبوع الماضي، كانت قراءتان للمكرم البطريرك الياس الحويك الذي ارتبط اسمه بإعلان دولة لبنان الكبير، فعندما طلبت المرجعيات المسيحية والإسلامية منه ترؤس الوفد اللبناني إلى مؤتمر السلام في فرساي 1919، برزت معنا ركيزتان في القراءات لقيام لبنان السيد والمستقل: الأولى وهي وحدة الشعب والثانية الانتماء الوطني لا الطائفي. ويقول “ان رؤية وحدة الشعب في خدمة الوطن العزيز هي اثمن شيء عندي، فليبارك الله كل الذين يريدون خير لبنان إلى أية طائفة انتموا”.
وأردف: “أنا أقول إن هذه الوحدة المنشودة في كلام البطريرك الحويك يترجمها الحراك المدني بامتياز، لأن الشعب توحد بكل طوائفه ومذاهبه وأحزابه واجتمع تحت راية الوطن الواحد وهكذا عاشوا وحققوا على الأرض هذه الكلمة. للأسف وحدة الشعب اللبناني تقطعت على مر التاريخ، كالحطب قطعوها بالأحزاب والطوائف والمذاهب وطارت الوحدة اللبنانية التي هي أساس لبنان وميزته بين كل بلدان الشرق الأوسط. أما الميزة الثانية التي كشفها المكرم الحويك فهي الانتماء الوطني لا الطائفي وهو يقول “لا يوجد في لبنان طوائف بل طائفة واحدة وهي الطائفة اللبنانية، لبنانيون نحن وسنبقى لبنانيين متحدين في وطنية واحدة لذلك ما يهمني في الذي يدير شؤون وطننا تعلقه بالوحدة والرحمة لا بمعتقداته الدينية”.
وختم الراعي: “هذا هو الأساس الذي قامت عليه الدولة اللبنانية وهذا ما يميز لبنان عن كل دول المنطقة ذات الأنظمة الدينية. ولكن لبنان، كما يطالب الحراك المدني، وفق كلمات المكرم الحويك، يعني الدولة المدنية وهذا ليس باكتشاف البارود، فهذه هي الدولة المدنية الحقيقية التي عناها الحويك، وفي المئوية الأولوية يجب أن نعرف جذورنا ومنطلقاتنا لنواصل طريقنا. نشكر الرب بأن الحراك المدني يعيد كشف ركائز وطننا لبنان. عيد الاستقلال هو عيد وحدة الشعب اللبناني والانتماء الوطني لا الطائفي”.
أخبار متعلقة :