كتب يوسف فارس في “المركزية”:
عادت الحياة في البلاد مع انتهاء عطل الاعياد الى مشهدية الكباش السياسي والتعطيل الدائرة بين القوى والافرقاء التي طبعت السنوات الثلاث السابقة والاخيرة من عمر العهد العوني وتظهرت اكثر فاكثر بالعجز عن انتخاب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام الى المؤسسات الدستورية وليكتمل مع انتخابه عقد السلطات مع تأليف حكومة، الامر الذي كان ليمهد لاطلاق ورشة اصلاحات جدية على وقع ثقة شعبية وفرصة داخلية وخارجية لاعادة ترتيب الاوضاع المالية. ولكن امال اللبنانيين اصطدمت كالعادة بالحسابات الفئوية التي تطيل امد الشغور ولم يكن الانتقال من سنة الى اخرى الا استمرارا للاوضاع نفسها. لا مؤشرات الى ان الشغور الرئاسي سينتهي قريبا لان ميزان القوى النيابي لا يسمح لاي فريق بانتخاب رئيس من صفوفه كما ان ارادة التوافق على مرشح وسطي غير موجودة بعد، فيما حركة الخارج ما زالت عاجزة عن تحقيق الاختراق الرئاسي المطلوب ومع عدم وجود قوة دفع داخلية او خارجية، فان الشغور الرئاسي سيبقى سيد نفسه ولن تختلف جلسات الانتخاب المقبلة بنتيجتها عن السابقة.
“المركزية” استطلعت رأي النائب التغييري ملحم خلف في الموضوع واذا كان ثمة مبادرة لرأب الصدع داخل كتلة التغيير وباتجاه الكتل الاخرى فقال: ليس هناك ما يسمى مبادرة انما تحرك في هذا المنحى حتى اذا ما نجحنا في لم الصف التغييري من الطبيعي عندها ان يكون لنا توجه نحو المجموعات السياسية والنيابية. الحقيقة ان الامور لم تكتمل بعد. فالاجواء السائدة في البلاد لا توحي مع الاسف بوجود شيء ايجابي قريب لملء الشغور الرئاسي والبدء باخراج البلاد من ازمتها واذا ما استمرت الاحوال على هذه الوتيرة من التعطيل لا شك ستكون النهاية وخيمة واعلان لبنان دولة فاشلة، علما ان التصنيفات الدولية السيادية والاقتصادية والاجتماعية تضع البلاد في الترتيب الاخير للدول المتعثرة.
وعن انتظار كلمة سر خارجية لانتخاب رئيس الجمهورية اعتبر خلف الامر خيانة وطنية كون الموضوع ينطوي على رهن للوطن للارادات الخارجية وهو في اعتقادي ما حال منذ الاستقلال حتى اليوم دون بناء دولة ذات سيادة كسائر الدولة الناهضة.
وختم داعيا الجميع الى الاستدارة نحو الداخل لان الخارج مشغول بشؤونه في وقت العالم على ابواب حرب عالمية ثالثة شبيهة الى حد كبير بالاجواء التي سبقت الحرب العالمية الثانية.