نبض لبنان

الملف الرئاسي مفرمل… والأزمات الى الأمام در!

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

بعد تأجيل رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة التي كانت مقررة غدا الخميس لانتخاب رئيس، يبتعد الاستحقاق الرئاسي أكثر فأكثر، رغم ازدياد المآسي التي ترهق كاهل المواطنين بدءاً من الهمّ المعيشيي مروراً بالتعليم والصحة والاستشفاء وصولاً إلى الضرائب والرسوم التي ترتفع يوماً بعد يوم. فأين أصبحت الاتصالات بين الأفرقاء لتقريب المسافات وانتخاب رئيس للجمهورية ينتشل الوطن والمواطن من أزماته؟

عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله يؤكد لـ”المركزية” ان “الملف الرئاسي لم يتحرك بعد، وما زال يراوح مكانه، ولم يحصل أي حوار جدّي باتجاه المخرج اللبناني لهذا الاستحقاق بين الفرقاء المعنيين، فمن الواضح ان هناك فريقا سياسيا، يصوّت، حتى الآن، بورقة بيضاء، ولم يتراجع بعد عن قراره بانتخاب رئيس من فريقه، والذي تمّ التعبير عنه بالقول: “لا نريد رئيساً يطعن المقاومة في الظهر”. لذلك فالفريق الآخر، الذي نحن جزء منه، متمسك بترشيح النائب ميشال معوّض، بانتظار ان يكون هناك تلمس قابلية تسوية”.

ويشير عبدالله إلى “أننا حتّى الآن في مأزق سياسي، بسبب استمرار هذا الانقسام في مجلس النواب، خاصة وأن هناك كتلا ونوابا مستقلين لم يحسموا موقفهم حتّى اليوم بخصوص الاستحقاق، والعدد ليس بقليل، ربما بانتظار التسوية”. ولهذه التسوية عنوان: رئيس لا ينتمي الى احد المعسكرين، اذا صحّ التعبير، رئيس يطمئن الداخل كل الداخل ولا يستفز أحدا من القوى السياسية، أقله الأكثرية. ورئيس قادر على ان يحمل رؤية اقتصادية إنقاذية إصلاحية، وعلى فتح لبنان وإخراجه من عزلته عربياً ودولياً. بهذه المواصفات، هل لِزاماً ان يكون منتمياً إلى أحد الفريقَين؟ ألم يعد لدينا موارنة أصحاب خبرة وتجربة وكفاءة للقيام بهذه المهمّة؟ بالطبع هناك. إذاً الموضوع ينتظر القرار، المطلوب الترفّع من الجميع باتجاه المصلحة الوطنية، إلا إذا كانوا لا يشعرون بوجع وألم المواطنين وهجرة الشباب وغياب فرص العمل والأزمات الغذائية والاستشفائية والتربوية. إذا لم يعوا كل ذلك، وما زالوا يتعاطون في إطار النكد السياسي، فعندها ستكون بالطبع الحلول صعبة وطويلة”.

ويضيف: “نأمل ألا تطول فترة الشغور الرئاسي لأن الوضع لم يعد يحتمل هذه الإطالة التي تعني الانتحار. الحوار بين الفرقاء السياسيين الذي دعا إليه الرئيس برّي كان يشكل احد الحلول. لا نتحدّث حصراً عن هذا الحوار، بل أي حوار داخلي مفتوح بدون قفازات، واضح وصريح بين السياسيين، ممكن ان يكون مخرجاً لتقريب وجهات النظر وإلا إذا استمر كل فريق متمترساً على ما هو عليه، ستزيد معاناة الناس”.

ويختم: “المبادرة الفعلية والجدية هي بفتح كوةٍ بين الفرقاء، بين المعسكر الذي يصوّت بالورقة البيضاء، والآخر الذي يصوّت لمعوّض، والمعسكر الذي لا يصوّت حتّى الآن أو يصوّت بأسماء مختلفة مبعثرة. المطلوب كسر حدّة الاصطفاف وفتح حوار مباشر”.