نبض لبنان

بالأرقام: الموسم السياحيّ دون التوقعات!

كتبت سمر الخوري في “المركزية”:

بعد سكرة الاعياد جاءت فكرة الارقام والتدقيق بنسب الاشغال في الفنادق والمطاعم التي ضاقت بالسياح والمغتربين الوافدين من مختلف أقطار العالم. فهل كان موسم العيد “حرزان” وهل حقّا خرقت حملة “عيدا عالشتوية” جدار الازمة الإقتصاديّة وحركت الدورة المالية في البلاد؟

وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار أشار في حديث متلفز إلى أن “نسبة الوافدين إلى لبنان في العام 2022 بلغت 69 بالمئة بالمقارنة مع العام الذي سبقه، لافتا الى أنّ “خلال الشهر الاخير من العام 2022 تم تسجيل وصول 700 ألف سائح وحملة “عيدا عالشتوية” ساهمت بارتفاع العدد عن النصف مليون”.

لكنّ للأرقام رأيا آخر، اذ يؤكّد الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين لـ “المركزية” أنّ كل الذين دخلوا الى لبنان في الفترة الممتدّة ما بين 8 كانون الأوّل و31 منه، أي الشهر الأخير من العام 2022، هم 320 ألفا، وبعملية حسابية بسيطة، بعد احتساب المعدّل الوسطيّ للوافدين يوميا وهو بمعدّل 6 آلاف يظهر لنا أنّ حوالى 80 ألف سائح دخلوا البلاد لا أكثر!

وبرأي شمس الدين، اذا ما اعتبرنا أنّ معدّل الانفاق للفرد الواحد هو حوالى ألف دولار، فيمكن الحديث هنا عن دخول ما يقارب الـ 70 الى 80 مليون دولار فريش الى البلاد، خصوصا أنّ أغلب الوافدين هم من اللّبنانيين، مما يعني أنّ المبلغ الانفاقيّ لم يكن كبيرا.

أمّا من يعتبر أنّ المطاعم والمقاهي “المفولة” مؤشّر الى تهافت عدد كبير من السياح الى لبنان، فيشير شمس الدين الى أنّ سعة أكبر المطاعم لا تتخطى الألف شخص ومن السهل أن تمتلئ مع احتساب حوالى الـ 25% من السكان اللّبنانيين الذين خرجوا هم أيضا في الأعياد، وعددهم بحدود المليون لبنانيّ وهؤلاء هم إمّا من الأثرياء أم من الذين تأتيهم أموال من الخارج، أو رواتبهم بالدولار الطازج.

وعن تأثير هذه الحركة على سعر صرف الدولار، شدد شمس الدين على أنّ تقلبات سعر الدولار لا علاقة لها بالاقتصاد، والبرهان أن مجيء السياح لم يفرمل تحليق الدولار لا صيفا ولا في موسم الاعياد.

الفنادق

الواقع الذي عكسه شمس الدين، يؤكّده نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر الذي أشار الى أنّ “الوضع في بيروت كان أفضل من خارجها”، ويشير الى “أننا كنّا نتوقّع حركة واعدة خارج بيروت وتحديدا في مناطق التزلج التي عادة ما تجذب السيّاح في هذا الوقت من السنة، الّا أنّ الحركة فيها اقتصرت على يومين الى ثلاثة قبل رأس السنة وبعده، ولم تستمر لأسبوع أو 10 ايام كما كان متوقعا”.

أمّا في بيروت فالوضع كان أفضل واستمرت الحركة لحوالى 10 أيّام، يقول الأشقر لـ “المركزية”، ومع ذلك لم “تفوّل”.

وبرأي الأشقر وضعنا سيبقى سيّئا، ما دام الخليج العربي لم يسمح لمواطنيه بالقدوم الى لبنان، وطالما أنّ الغرب كله يحذّر من المجيء الى لبنان.

هذا على صعيد الخارج، أمّا داخليا فيرى الأشقر أن انقطاع التيار الكهربائي بشكل دائم أدى الى “حرق” ما جنيناه فورا، اذ ان الاموال التي يتقاضاها القطاع تدفع لتأمين المازوت للمولدات ولتأمين المياه وغيرها من الخدمات المفقودة.