نبض لبنان

مأزومية “الحزب” تدفعه للتصويب على معراب ومعوض

كتبت نجوى ابي حيدر في “المركزية”:

تكاد تكون من المرات النادرة التي يبلغ فيها حزب الله ومحوره مستوى ‏المأزومية التي يقبع فيها راهنا، بفعل الضغوط الممارسة عليه من كل الاتجاهات، وليس ‏اقلها مواقف وممارسات حليفه في تفاهم مار مخايل، التيار الوطني الحر، كونه المظلة ‏المسيحية الشرعية الوحيدة للحزب، فإذا ما خسرها سيصبح مبتورا سياسيا. وتلافيا للخسارة ‏أدار محركاته بقوة في اتجاه محاولة رأب الصدع من خلال اتصالات ولقاءات يجريها بعيدا ‏من الاضواء مع المعنيين للغاية.‏

وتوازيا، اعاد الحزب في الاسبوعين الاخيرين فتح قنوات التواصل مع المرجعيات ‏والمقامات الروحية المسيحية من بوابة المباركة بالاعياد فجال وفد برئاسة رئيس المجلس ‏السياسي السيد ابراهيم امين السيد على البطاركة انطلاقا من بكركي، مطلقا مواقف تؤكد ‏ضرورة انتخاب رئيس جمهورية سريعا من خلال حوار بين القوى السياسية كافة ، في ‏محاولة لنزع تهمة التعطيل عنه ورميها في اتجاه فريق المعارضة.‏

ومن اجل الهروب الى الامام، لايجد الحزب افضل من المعارضة لاستهدافها والصاق تهمة ‏التعطيل بها، وتحديدا حزب القوات اللبنانية الذي يشكل عصبها بكتلة من 20 نائبا ، فيسعى ‏لحرق ورقة مرشحها النائب ميشال معوض من خلال ضخ تسريبات في الاوساط السياسية ‏والاعلامية مفادها ان معراب بدأت مسار البحث عن مرشح جديد بدل معوض، حتى انها ‏تطرح اسماء هي في الحقيقة غير واقعية، اعتقادا منه انه يضرب عصفورين بحجر، يصدّع ‏جبهة المعارضة الملتفة حول ترشيح معوض ويُحرج الاخير علّه يخرج من نادي الترشيح ‏الرئاسي .‏

تقول اوساط معراب لـ”المركزية” ان الفقاعات الاعلامية التي يفتعلها حزب الله في هذا ‏المجال من دون جدوى. ذلك ان اي انتقال الى الخطة “ب” في المسار الرئاسي يفترض ‏اولا التنسيق والتشاور بين مختلف مكونات المعارضة وبين معوض الذي نتمسك به حتى ‏النهاية، وثانيا، وإن تم الاتفاق، فعلى المرشح الآخر ان يؤمن 60 صوتا، لان لا مفاضلة ‏بين مرشحي جبهة المعارضة، انما بين من يملك القدرة على تأمين 60 صوتا وتجاوزالـ65 ‏لانتخابه. ‏
وترى الأوساط ان حزب الله يعطل الانتخابات الرئاسية للتعمية على مدى مأزوميته، ذلك ‏انه اليوم عاجز حتى عن تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية السابقة حينما ابقى على فراغ ‏العامين ونصف العام لايصال مرشحه العماد ميشال عون ، اذ كان يملك العصمة النيابية ‏آنذاك (74 نائبا) مقابل اقلية (54نائبا) لفريق 14 اذار.‏

في مطلق الاحوال، تختم اوساط معراب بالتأكيد ان فريق المعارضة يدفع في كل الاتجاهات ‏لتأمين 65 صوتا لمرشحه ميشال معوض الموضوع في عين الاستهداف من محور ‏الممانعة ايحاء للرأي العام بأن المعارضة عاجزة عن تأمين 65 صوتاً يفرضها غالبية ‏عددية موثّقة في البرلمان، وان لا سبيل لانتخاب رئيس الا بالتوافق والحوار ، فيما حقيقة ‏الامر ان للمعارضة (67 نائبا) ولمحور الممانعة (61 نائبا)، ولو ان ثمة في المعارضة من ‏لم يتوحد مع الاكثرية المطلقة في الخيار الرئاسي .‏