كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
تدور اتصالات في كواليس الفريق المعارض للمنظومة، لكسر المراوحة السلبية الرئاسية القائمة… الثلثاء، اكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع خلال استقباله وفداً من منطقة البقاع الشمالي في معراب، أن “الحوار جار لإيجاد مخرج إصلاحي وسيادي لانتخابات رئاسة الجمهوريّة ما بين مختلف الكتل النيابيّة التي تؤمن بالحوار الحقيقي والجدي، وهذا هو السبيل لحوار فعلي يمكن أن يؤدي إلى نتيجة لا الحوارات الرسميّة التي اعتدنا عليها والتي لم تسفر عن أي نتيجة في كل مرّة كانت تعقد فيها على مرّ السنوات الـ17 الماضية”.
هذا الموقف يؤكد ان التنسيق جار على قدم وساق بين القوى التي لا تعتمد التعطيل وسيلة لفرض توجهاتها الرئاسية، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، والحركة نشطة بعيدا من الاضواء بين هذه الاطراف للبحث في ما يمكن فعله لحشر الفريق الآخر ودفعه الى الاقتناع بالاحتكام الى قواعد اللعبة الديموقراطية الطبيعية.
وفق المصادر، فان هذه الاتصالات تدور بين معراب والصيفي والنواب المستقلين وعدد من النواب التغييريين وتشمل ايضا المرشح النائب ميشال معوض، وهي تبحث ليس فقط في سلة اسماء يمكن ان تحقق سكورا اكبر من سكور معوض، بل ايضا في الدعوة الى الحوار التي يتمسك بها الثنائي الشيعي وفي توحيد الموقف منها.
الرهان الكبير، تتابع المصادر، هو على انضمام النواب الـ13 الى المصوّتين للمرشح الذي سيتم الاتفاق عليه، وعلى وضع ايضا عدد من النواب السنة الى المقترعين له. لكن حتى الساعة، لا شيء يدل على ان هذا الخرق قد يتحقق. بل ان التغييريين منقسمون على انفسهم، بعضهم مع دعم صلاح حنين مثلا والبعض الاخر يرفضه.
وربما لهذا السبب، انتقدت عضو تكتل الجمهورية القوية النائب ستريدا جعجع هذا التشتت. فقالت امس “خضنا إنتخابات نيابيّة في الربيع المنصرم فرزت معادلة، يمكن أن نقول عنها أنها جديدة، إلا أن هناك مجموعة من النواب الجدد لم تعرف بعد حتى اللحظة اتخاذ القرار بإنقاذ لبنان الذي على أساسه انتخبهم الناس، لذا جل ما أتمناه في بداية هذا العام، وفي زمن الأعياد المجيدة الذي نمر فيه اليوم، أن يلهمهم طفل المغارة ليأخدوا هذا القرار ويقفوا إلى جانبنا لنخلّص لبنان، وبداية طريق الخلاص هذه هي عبر انتخاب رئيس سيادي للبلاد يقوم بوضعها على سكّة الإنقاذ الحقيقي”.
وطالما ان لا اتفاق عريضا وشاملا على اسم موحد، فان الشغور سيستمر، وسيبقى الاستحقاق ورقة في يد المعطّلين والمقاطعين في الداخل، وفي يد القوى الاقليمية وابرزها ايران التي تحبس الانتخابات وتستخدمها في مفاوضاتها مع الغرب…