نبض لبنان

كلفة إصلاح الطائرات باهظة… أمن المطار بمهبّ “العشوائي”‏!

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:

ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة، يصيب رصاص الجهل والتخلف ‏‏”الاحتفالي” مطار بيروت بطائراته ومدارجه و”على شعرة” المسافرين عبره من لبنانيين ‏واجانب، واضعا امنه وسلامتهم على محك “طيش مطلقيه” عن عمد او من غير قصد، لا ‏فرق ما دامت النتيجة واحدة، وسط عجز السلطات المتعاقبة عن ردع امثال هؤلاء ووضع ‏حد لممارسات بعض المستفيدين من فائض قوة الدويلة في ما تبقى من دولة لبنان، ان عبر ‏عدم تنفيذ وعودهم بمعاقبة مطلقي النار او باتخاذ قرار طال انتظاره بتشغيل سائر ‏المطارات الموجودة في لبنان وتحرير بوابة لبنان من قبضة “الزعران”.‏

الوضع ما عاد يحتمل و”مش كل مرة بتسلم الجرة”، تقول مصادر سياسية لـ”المركزية” . ‏الحوادث نفسها تتكرر وتتطور. ليلة رأس السنة اصاب الرصاص الذي اطلق بغزارة في ‏المنطقة المحيطة بالمطار، طائرتين تابعتين لطيران الشرق الاوسط من طراز‎ T7-ME9 ‎و‎ T7-ME2 ‎تم سحبهما الى حظيرة الطائرات تمهيدا لاصلاحهما ، وتوازيا وأثناء خروج ‏مواطن من مطار بيروت في منتصف الليل، سقط عيار ناري طائش واستقر في هاتفه ‏الخلوي. وقد نجا المواطن الذي كان يجر عربة حقائبه بعناية آلهية. وقبل ذلك بنحو شهر ‏اصابت رصاصة طائرة عائدة من الاردن، على متنها نائبة في البرلمان اللبناني، أثناء ‏هبوطها في المطار دون تسجيل اصابات‎.‎

نحو 7 الى 8 طائرات تتعرض سنويا للرصاص الطائش، من دون ان تنفع المناشدات ‏المتكررة من رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت ومديرعام الطيران ‏المدني فادي الحسن والمواطنين الذين باتت حياتهم عرضة للخطر، بوجوب ارساء معالجات ‏جذرية من جانب الوزارات المختصة والاجهزة المعنية ومعاقبة مطلقي النار وفق ما ‏يقتضي الفعل من قصاص ليكونوا عبرة لغيرهم. الا ان المسؤولين الغائبين عن السمع ‏و”الوعي” في دولة المناكفات وجمهورية الاحقاد المتلهين عن الاساسيات بالسجالات وتبادل ‏الاتهامات، يكتفون بالمواقف الطنانة الرنانة ولا يقدمون على اي فعل يبعد شبح الموت عن ‏مطار بيروت ومسافريه. ‏

قبل نحو ثلاثة اسابيع ،جال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف ‏الأعمال القاضي بسام مولوي في المطار بمرافقه قائد جهاز أمن المطار العميد نبيل ‏عبدالله وكبار الضباط في جهاز أمن المطار وقوى الأمن الداخلي والأمن العام في ‏المطار، واطلع على الاجراءات والتدابير المتخذة من الاجهزة العسكرية والمدنية وعقد ‏مؤتمرا صحافيا، اعلن فيه انه ناقش “مع جهاز امن المطار بعض الخروقات الأمنية التي ‏سجلت في الفترة السابقة حول المطار والمواضيع التي تهدد سلامة الطيران كإطلاق النار ‏العشوائي او الرصاص الطائش في أماكن محيطة بالمطار، ويجب وضع حد له وهذا ما ‏سيحصل، فوزارة الداخلية وجهاز امن المطار والمختصون يعملون لإيجاد حل إذ من غير ‏المعقول ان يشهد محيط المطار الرصاص الطائش”. وطمأن المسافرين الى سلامة قدومهم ‏الى لبنان‎”.‎‏ الا ان الواقع خالف وعود الوزير الذي تقضي اقل واجباته نشر عناصر امنية ‏في المنطقة المحيطة بالمطار لمنع تعريضه للخطر، اذ لولا العناية الالهية لسقط عدد من ‏المسافرين “المُطَمأنين” بين قتيل وجريح، لا سمح الله، ذلك ان الرصاص اصاب طائرة ‏خلال هبوطها وهاتف مواطن يبعد عن جسده بضعة سنتمرات. ‏

تؤكد المصادر ان المنطقة المحيطة بمطار بيروت بوابة لبنان ودرّة الشرق كما اسماه ‏الوزير المولوي، لا بدّ ان تصبح منزوعة السلاح، واذا تعذر، في ظل فقدان الدولة قدرتها ‏على ردع جماعة الدويلة، تقديم واحد على الاقل من مطلقي النار الى العدالة ومحاكمته ‏ليرتدع الاخرون. هذا عدا عن الخطر الذي تسببه الطيور المنتشرة في المحلة بسبب جبل ‏نفايات الكوستا برافا، وهو خطر لا يقل اهمية عن رصاصات الطيش، وصولا الى التسبب ‏بسقوط طائرات.‏

وبعيدا من الخطر الجسدي، تكشف المصادر لـ”المركزية” ان كلفة اصلاح طائرة واحدة ‏جراء اصابتها برصاصة تفوق المليون ونصف مليون دولار، كون الامر لا يقتصر على ‏‏”ترقيعة” انما يستوجب ارسال فريق مهندسين من الشركة الام للاشراف على عملية ‏اصلاحها خشية حصول اعطال لاحقا.‏

بوابة لبنان بحاجة ماسة الى صيانة امنية سريعة قبل وقوع المحظور، والا فإن اي حادثة قد ‏يتعرض لها ركاب طائرة او مسافر في المطار، ستخلف تداعيات وخيمة والندم لن يجدي ‏آنذاك…فتحركوا.‏