كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
افتُتح العام ٢٠٢٣ بمواقف تنبئ بانتقال العقدة السياسية الرئاسية المستفحلة، الى السنة الجديدة، كما هي، من دون اي بوادر حلحلة وشيكة، بل على العكس.
فقد أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان “انتخاب الرئيس لا يتم ببدعة الإتفاق المسبق عليه – فهذا نقيض نظامنا الديمقراطي – بل بالإقتراع المقترن بالتشاور والحوار، يوما بعد يوم، لا مرة كل أسبوع. فيتوقف عندئذ المجلس النيابي عن تلك المسرحية الهزلية التي مارسها عشر مرات. نتمنى من صميم القلب أن لا يكون هناك من يتقصد تعطيل بتر رأس الجمهورية، وتعطيل المؤسسات ليظهر لبنان دولة فاشلة غير مؤهلة للوجود أو للبقاء كما هي، ولا بد، بالتالي، من تغييرها وبناء دولة أخرى على نسق الدويلات التي تتفشى في منطقة الشرق الأوسط، فلا تأخذ بالاعتبار الديمقراطية والتركيبة التعددية. ونقول: إنها لمفخرة للنواب أن تسجل أسماؤهم في سجل الذين عملوا على إنقاذ لبنان من خلال انتخاب رئيس مميز. فلا تخيبوا آمال الشعب الذي انتخبكم. وهلموا إلى هذا الإنجاز العظيم في مطلع السنة الجديدة”.
الكنيسة اذا، ومعها جزء واسع من النواب الذين يواظبون منذ الجلسة الاولى على المشاركة في جلسات الانتخاب وعلى التصويت للنائب ميشال معوض، يشددان على ان الاولوية المطلقة هي للانتخابات ويصران على عقد جلسات متتالية مفتوحة الى حين الانتخاب..
اللافت، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، هو ان سيد بكركي انتقد في عظته، ادارة رئيس مجلس النواب نبيه بري للجلسات رغم اتصال الاخير به مهنئا بالميلاد ورغم ايفاد “الاستيذ” وفدا من أمل الى الصرح مهنئا ايضا.
من جهة ثانية، فإن الصرح وفريق النواب الملتزمين الانتخاب، بموقفهما هذا، انما يرفضان مقاربة حزب الله وحركة امل للاستحقاق، والتي تدعو الى الحوار حتى التوافق على اسم مرشح معين فيذهب الجميع الى البرلمان للاقتراع باسمه، المحسوم سلفا.
وبما ان لا شيء حتى الساعة يدل على ان الثنائي الشيعي سيبدّل نظرته وسيقتنع باللعبة الديمقراطية وبالاحتكام لقواعدها، وهو الامر الذي على الارجح ستؤكده غدا الثلثاء، كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فإن المراوحة السلبية والفراغ سيستمران في البلد المنهار، وهما باقيان معنا في العام ٢٠٢٣، حتى اشعار آخر يبدو ان تحديد مداه، في يد ايران التي تعتبر الاستحقاق ورقة ضغط في مفاوضاتها مع الغرب، تختم المصادر.