جاء في “الأنباء الإلكترونية”:
يتقدم على الوضع المعيشي والاقتصادي، حيث لفت الخبير المالي والاقتصادي، أنطوان فرح، في حديثٍ مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ لبنان أمام سيناريوهين اثنين: أسود وأبيض. السيناريو الأسود ويندرج من خلال استمرار الوضع على ما هو عليه، أي كما كان سنة 2022، من فراغ رئاسي وعدم انتظام مؤسّسات الدولة، وتجاذبات سياسية تؤدي إلى عرقلة عملية التنقيب عن النفط والغاز ما قد يؤدي إلى تجميد هذا الملف، وفي هذا الوقت يكون لدينا العديد من الاستحقاقات الداهمة أبرزها انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، التي تنتهي في تموز المقبل، ونحن نعلم جيداً أنّ احتياطاتنا بالعملة الأجنبية بدأت تنضب مع الوقت، وبذلك نكون قد دخلنا بأزمة كبيرة، وهذا يؤدي إلى زيادة في التضخم واستمرار ارتفاع الدولار. وعليه فإنّ القدرات الشرائية للمواطن تتراجع ونكون قد جمّدنا مشروع التعاون مع صندوق النقد، ونكون قد دخلنا في الحلقة المفرغة ويصبح لبنان مثل الدول المفلسة”.
وأضاف فرح: “السيناريو الأبيض يبدأ بتوافق داخلي على إنهاء الشغور الرئاسي، وانتخاب رئيس للجمهورية، واستعادة الانتظام السياسي للدولة، ومع عودة هذا الانتظام تصبح هناك إمكانية لتحريك ملف التنقيب عن النفط والغاز في الاتجاه الصحيح، فتبدأ شركة توتال الفرنسية عملها في المياه اللبنانية كما هو متفق، ويصبح لدينا مهلٌ نعيد فيها النظر بالاتفاق مع صندوق النقد، ونعيد النظر بخطة التعافي التي تسمح بتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد”.
وتابع: “هذه المؤشرات الثلاث: انتظام الوضع السياسي، والتنقيب عن النفط والغاز، وتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد، تجعلنا ننتقل إلى مشهد آخر، فتكون سنة 2023 الخطوة الأولى في مسيرة الإنقاذ، وبذلك ينتفي الحديث عن تفلّت للدولار وانهيار للّيرة، ونكون بدأنا نتحدث عن مشهد لمسار تسووي طويل، وبعد ذلك تصبح كل سنة أفضل من سنة، وتكون سنة 2023 أفضل بكثير من سنة 2022”.
وأمام هذه المقاربة، أي سيناريو سيُكتب للبنان، وهل يحمل العام الجديد معه الخير لهذا البلد وأهله بعد كل هذه المعاناة؟