المواقف السيادية والوطنية للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لا تزال موضع ترحاب واستقطاب من قبل اهل الداخل والخارج. وقد كان بارزا على هذا الصعيد ما اطلقه اخيرا من روما وبدا اشبه بنداء استغاثة طلبا لمساعدة لبنان على التحرر من القيود التي تحول دون استنهاضه، لافتا الى ان الدولة اللبنانية لا توجد فيها سلطة مركزية تتخذ القرار، وذلك ما يحول دون تطبيق اتفاق الطائف في الشق المتعلق على سبيل المثال بحل جميع الميليشيات حيث السلاح راهنا هو من يحكم الحياة السياسية اللبنانية ومن يملكه هو الذي يقرر.
وبناء عليه، ناشد الراعي المجتمع الدولي مساعدة لبنان على استعادة هويته كدولة ديموقراطية لاننا لسوء الحظ فقدنا هويتنا وانفصلنا عن العالم وينظر الجميع الينا كدولة حرب. لبنان مريض ولا بد من علاجه لذلك نحن بحاجة الى مؤتمر دولي خاص به تحت مظلة الامم المتحدة وهو يجب ان يكون محايدا لان ذلك من صميم طبيعته ولا يمكن ان يكون جزءا من حروب ومن مجموعة ارهابية هنا وهناك وابدى اسفه لان يكون لبنان اليوم انفصل عن العالم بأسره وغير معترف به في اي مكان.
عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم يقول لـ”المركزية”: “العناوين التي يرفعها البطريرك الراعي جيدة، لكن السؤال كيف السبيل الى ترجمتها وسط هذا التخلي العربي والعالمي عن لبنان مع انعدام سبل المواجهة الداخلية لهذه المنظومة الحاكمة والمتحكمة التي وضعتنا أمام خيارين مرفوضين هما اللجوء للاقتتال أو التقسيم. من هنا كان قرار الرئيس الحريري ونحن معه بتعليق العمل السياسي وترك البلد لمصيره بعد سقوط الرهان على التغيير السلمي من خلال ما كان يعرف بالانتفاضة أو الثورة التي ضاعت واندثرت تحت شعار “كلن يعني كلن”.
وعن امكان التغيير عبر الانتخابات، قال: “لو وجدنا الفرصة مؤاتية لذلك لما أحجمنا عن خوض الاستحقاق. لنفترض أننا حصلنا على الاكثرية والغالبية النيابية هل نستطيع برلمانيا مواجهة السلاح وايران أم نطلب دعما خارجيا لذلك. هل يا ترى الدول ايا تكن تقدم لك الدعم مجانا. نحن لا نريد الارتهان لاحد ولا نريد هيمنة أحد على البلد .ومن هنا جاء قرارنا بالانسحاب من الحياة السياسية”.