نبض لبنان

بعدما نهبوا خزينة الدولة.. سياسيو لبنان يتسوّلون باسم الشعب!

تحوّل لبنان في عهد ميشال عون إلى بلد "متسوّل"، ينتظر تلقي المعونات من الدول، ليخرج المسؤولون ويقدمون الشكر إلى من رأف في حالهم وليس في حال الشعب الذي لم يستفد يوماً من أي تقدمة، هبة أو مكرمة.

في الأمس تسلّم الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، اللواء الركن محمد خير، 487 طناً من المساعدات الطبية والغذائية، مقدّمة من جمهورية مصر العربية إلى لبنان، حيث تمّت عملية التسليم على رصيف مرفأ بيروت، في حضور وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، وزير الصحة العامة فراس الأبيض، المدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني، وسفير مصر ياسر علوي.

وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمرفأ، فإنّ اللواء خير أكد أنّ "عملية توزيع هذه المكرمة ستكون ضمن برنامج تمّ تنظيمه بالتنسيق مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والوزراء المختصين"، أما مولوي فكشف أنّ "الأدوية ستذهب بإشراف وزارة الصحة في غالبيتها إلى قوى الأمن الداخلي لسدّ احتياجاتها، أما الأغذية فستذهب إلى كلّ من قوى الأمن الداخلي وفوج إطفاء بيروت وفوج إطفاء طرابلس".

كذلك أعلن الجيش اللبناني أنّه تسلّم 70 طناً من المواد الغذائية المقدّمة هبة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأشارت قيادة الجيش، في بيان، إلى أنّه جرى تسلّم الهبة في مطار بيروت في حضور ممثل قائد الجيش العماد جوزف عون ووفد من سفارة دولة قطر، وبحسب البيان، شكر ممثل قائد الجيش أمير دولة قطر "على مبادراته المتكررة تجاه الجيش اللبناني".

لا بل حتى اسرائيل أعلنت عن استعدادها لمساعدة لبنان، حيث قال وزير الدفاع الاسرائيلي، بيني غانتس، أن بلاده عرضت على لبنان،، تقديم مساعدات للمساهمة في التخفيف من حدة الأزمة التي تعاني منها البلاد.

وقال غانتس، على هامش مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل "لبنان تحول إلى جزيرة غير مستقرة، ومواطنو لبنان ليسوا أعداء لنا، ولذا فقد عرضت خلال هذا العام أربع مرات تقديم مساعدات للبنان بما في ذلك خلال الأسبوع المنصرم من خلال قائد قوات اليونيفيل".

مؤكداً إن "إسرائيل تريد مساعدة الجيش اللبناني الذي يعاني من نقص في اللوازم الضرورية وخسر أكثر من خمسة آلاف جندي تركوا الجيش في الفترة الأخيرة. في الوقت الذي يتم فيه تعزيز مكانة حزب الله وبدعم مباشر من إيران".

وفي شهر يناير الماضي أقامت مصر جسر مساعدات إلى لبنان حيث قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، حينها  إن أولى تلك الطائرات هي «شحنة ألبان أطفال»، والثانية هي أدوية كورونا ومستلزمات مواجهة الجائحة، ومقدمة من مصر لهم، والثالثة مهداة من جامعة الدول العربية تتضمن وحدات رعاية مركزة ومشتملاتها،  مشيرة إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من الدعم المصري لدولة لبنان، مناشدة جميع دول العالم الوقوف إلى جوار لبنان في تلك الفترة.

أي درك هذا الذي وصل إليه لبنان، بسبب مسؤولين اعتادوا تقاسم خيرات الوطن، نهبوا خزينة الدولة، هربوا أموالهم من المصارف إلى خارج البلد، والنتيجة أن المودعين والشعب دفعوا الثمن، فقراً وحاجة وحرماناً، وفوق هذا لا يخجل السياسيون من "الشحادة" باسم الشعب، لتصل المساعدات الى لبنان الذي أصبح من أفقر البلدان، من دون أن تصل إلى أي من اللبنانيين!