مرصد مينا- لبنان
أكد وفد مكون من أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الأربعاء، أن بلادهم تتطلع لمساعدة لبنان في التغلب على نقص الوقود، محذرين في الوقت ذاته من أن استيراد النفط الإيراني قد تكون له “عواقب وخيمة”.
وخلال زيارة إلى لبنان، تضمنت اجتماعات مع الرئيس اللبناني ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء المكلف، قال المشرعون الأميركيون إن واشنطن تتطلع لمساعدة لبنان في التغلب على نقص الوقود الذي أصاب البلاد بالشلل، كما تعهدوا بدعم الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتحدة.
وتأتي زيارة لبنان بعد أسبوعين من إعلان زعيم جماعة “حزب الله” أن ناقلة وقود إيرانية أبحرت باتجاه لبنان، وستتبعها ناقلات أخرى للمساعدة في تخفيف أزمة الوقود.
ويرى مراقبون، أن عملية التسلم التي نظمها “حزب الله” تنتهك العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، بعد أن انسحب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية والذي أبرم عام 2018.
في السياق، انتقد السناتور “ريتشارد بلومنتال” من ولاية كونيتيكت “حزب الله” ووصفه بأنه “منظمة إرهابية سرطانية خبيثة”، مضيفًا أنهم سمعوا “بشكل مقلق للغاية عن التأثير الإيراني السيئ وخاصة فيما يخص الوقود”.
وأضاف “بلومنتال” أنه لا يوجد سبب يدعو لبنان للاعتماد على إيران لأن هناك الكثير من “مصادر الوقود الأخرى، بلا عواقب خطيرة محتملة للاعتماد على النفط الإيراني”.
بدوره، قال السيناتور “كريس ميرفي” من ولاية كونيتيكت، في تصريحات للصحفيين، إن عبور الوقود من خلال سورية من المحتمل أن يخضع لعقوبات يفرضها الكونغرس، لكنهم يعملون على حل هذه العقبة من خلال بحث “ما إذا كان بإمكاننا المساعدة في تسهيل ذلك العبور دون تطبيق العقوبات الأميركية”.
وتابع ميرفي “آمل أن نتمكن من إيجاد طريقة لإنجاز ذلك دون أن تنطوي عليها عقوبات أميركية”، مضيفاً أن هذه ليست سوى واحدة من عدة طرق “نعمل بجد (من خلالها) لمحاولة إيجاد حل لأزمة الوقود”.
من جهة ثانية، “بلومنتال” إن أعضاء مجلس الشيوخ يستكشفون طرقاً محددة للغاية لرفع الرواتب الحالية للقوات اللبنانية إلى المستوى الذي كانت عليه قبل الأزمة و”ربما أعلى”، دون أن يوضح كيف، لكنه قال إنهم سيناقشون الأمر لدى عودتهم الى الولايات المتحدة مع لجنة الخدمات المسلحة بالكونغرس.
وتابع “القوات المسلحة في هذا البلد هي الصمغ الذي يربط البلاد ببعضها في كثير من النواحي”.
يذكر أن لبنان يغرق في أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، حيث وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أشد الأزمات التي يشهدها العالم منذ خمسينيات القرن الماضي، إذ انهارت العملة المحلية مع نضوب الاحتياطيات الأجنبية لمصرف لبنان المركزي، ما أدى إلى نقص حاد في الأدوية والوقود والغاز.
وكانت الولايات المتحدة قد اقترحت أن تساعد واشنطن لبنان في الحصول على الكهرباء من الأردن وتسهيل تدفق الغاز المصري عبر الأردن وسورية إلى شمال لبنان.
أخبار متعلقة :