يوم أمس الأربعاء الموافق 9/6/2021، سمعنا وشاهدنا نقيبَ المحامين في بيروت الأستاذ ملحم خلف يُعلن "بدء انتفاضة المحامين الكبرى" في مواجهة "منظومة سياسية أمنية قضائية تربّعت في قصور العدل حماية لمنظومة فاسدة أكبر"، مناشداً اللبنانيين الالتفاف حول هذه الانتفاضة في سبيل إقرار قانون استقلالية القضاء "في مهلة عشرين يوماً".
"طفح الكيل"، قال النقيب خلف، ونحنُ إذ نشدّ على يدِ النقيب وعلى أيدي كلّ المحامين الشرفاء الذين بذلوا ويبذلون مهنتهم ورسالة المحاماة الأصلية نصرةً لقضايا "ثورة 17 تشرين" وفي مقدمتها قضية المودعين، نقولُ لنقابة المحامين في بيروت نقيباً وأعضاءاً:
لقد طفحَ كيلُ المودعين من قضاءٍ يهابُ الظالمين الأقوياء ويستقوي على المظلومين الضعفاء،
لقد طفحَ كيلُ المودعين من قضاءٍ يهبّ لإسكاتهم كلّما شتموا تألُماً ويسكتُ عن ناهبيهم كلّما أمعنوا نهباً،
لقد طفحَ كيلُ المودعين من قضاءٍ يجالسُ الحكّام والسياسيين و"يشاورهم" في قضايا المودعين حتى صار هؤلاء الحكّام ينطقون الأحكام باسم القضاء عليهم،
لقد طفحَ كيلُ المودعين من بطشِ المصارف وإفلاتها من العقاب حتى ارتضوا مرغمين يائسين أن يشحذوا من أموالهم المنهوبة قروشاً بالكاد تسدّ كفافَ يومهم،
لقد طفحَ كيلُ المودعين من مشاهدة القضاء الأجنبي يتحّرك لاسترداد أموالهم فيما يفسخُ القضاء اللبناني قراراتٍ قضائيّة يتيمة أنصفت قلّةً منهم،
لقد طَفحَ كيلُ المودعين من قضاءٍ لا يفتح باباً إلا ليغلقَه في وجههم، ولا يبدأ تحقيقاً سوى ليحفظه رغماً عنهم، ويستهجنُ على المحامين الأسبوع الثاني لإضرابِهم وهو المُضرب منذ عشرين شهراً عن إنصافهم،
لقد طفحَ كيلُ المودعين، هُم أيضاً، لا المحامين وحسب، من قضاءٍ نسيَ مضمون قَسَمِه وحفِظَ وجهَ من أقسمَ أمامه، من قضاءٍ سقط القانون عند قدميه ولم ينهض إلاّ ليصافحَ من أسقطَه، من قضاءٍ نسيَ أنه ربيبُ أمّ الشرائع وتعلّق بحزامِ أرباب النفوذ والمال،
المودعون مَعَكُم أيها المحامين في انتفاضتكم المحقّة حتى استقلال القضاء عن المنظومة السياسية المالية التي سرقت منهم جنى عمرهم وداست قوانينهم وارتهنت قضاءهم ودمّرت لبنانهُم!
إرساء رابطة المودعين معكم أيها المحامين في انتفاضتكم الكبرى!
أخبار متعلقة :