أكد الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله ان لبنان يمر بأوضاع حساسة ودقيقة، مشددا على ان ذلك يتطلب التكلم بمسؤولية.
وقال نصرالله في كلمة تلفزيونية: “يوم السبت قلت إن هذا الحراك الشعبي عفوي وصادق ونحترمه وإنه ليس خاضعا لأي حزب أو سفارة، لكن للأسف البعض حاول أن يقول من اليوم الأول إن الحزب يهدد المتظاهرين”.
ولفت الى ان “ما حصل حتى الأيام الأخيرة حقق إيجابيات كبيرة، لكن للأسف هذه الإيجابيات لا يتم شرحها للمتظاهرين، مثل أن الحراك استطاع أن يفرض على الحكومة إقرار موازنة خالية من الضرائب والرسوم وعجز 0.6%، وهذا إنجاز كبير جدا لطالما حلمت به الكتل السياسية”.
واشار الى انه “تحت الضغط الشعبي ظهرت الورقة الإصلاحية التي تكلم عنها رئيس الحكومة وهي مهمة جدا وغير مسبوقة، ورغم أنها دون المستوى إلا أنها خطوة أولى مهمة جدا”.
وأسف السيد نصرالله أن “بعض وسائل الاعلام وبعض قيادات الحراك عمدوا الى تسخيف هذه الورقة رغم انه لم يحصل في جلسات حكومة سابقة صدور مثل هذه الورقة، مع تحديد تواريخ زمنية”.
وشدد على ان الورقة الإصلاحية ليست مجرد وعود بل هي ستنفذ ووضع لها جداول زمنية محددة.
وأضاف: “كحزب الله لن نسمح بتسويف الورقة الإصلاحية التي لن تكون حبرا على الورق”، مؤكدا ان الحكومة مصممة بشكل كبير على تنفيذ قراراتها بالمهل الزمنية المحددة.
ورأى ان “من إيجابيات الحراك كي وعي المسؤولين بأنهم لا يستطيعون فعل ما يريدون على حساب الشعب من دون أن يتحرك ويرفع صوته، وهذه إيجابية مهمة جدا سيكون لها تأثير كبير على أداء العديد من المسؤولين في المرحلة المقبلة”.
ومن إيجابيات الحراك أيضا، وفق نصرالله، إعادة ثقة الشعب اللبناني بنفسه بأنه يستطيع النزول دائما حين يريد.
وشدد في كلمته على ان “الحراك أوجد مناخا ممتازا جدا في البلد يفتح الباب أمام كل القوى السياسية الجادة بمحاربة الفساد والهدر والساعية إلى الإصلاح بأن تصبح أكثر جدية وتصميما”.
وأوضح ان “الورقة الإصلاحية خطوة أولى على طريق خطوات يجب أن تتتابع، وثمة مشاريع قوانين في المجلس النيابي سنسعى إلى الدفع لإقرارها مع قوى سياسية أخرى، والمجلس النيابي سيفعّل نفسه”.
وسأل نصرالله: “الرئيس فتح الباب أمام الحراك الشعبي وقال لهم تفضّلوا للمفاوضات والحوار على عناوين عديدة، وإذا لا يريد المتظاهرون أن يذهبوا إلى الحوار معه فما الأفق الذاهبون إليه؟”
وأكد ان “أي حل يجب ألّا يقوم على الفراغ في بعض مؤسسات الدولة لأنه خطر وسيؤدي إلى الفوضى والانهيار في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم وفي ظل التوترات السياسية الداخلية والإقليمية”، مشددا على ان “الفلتان في البلد يؤدي إلى فوضى عارمة وخلل أمني والفراغ سيكون قاتلا”.
وأضاف: “قلنا إننا لا نقبل بإسقاط العهد وإننا لا نؤيد استقالة الحكومة وإننا لا نقبل بانتخابات نيابية مبكرة فالبعض قال إننا نحمي السلطة، لكننا الحقيقة أننا نحمي البلد من الفراغ الذي سيؤدي إلى الفوضى والانهيار”.
وتوجه نصرالله للمتظاهرين بالقول: “اختاروا قياديكم في الساحات واذهبوا إلى فخامة الرئيس للحوار، وهذا لا يعني أن عليكم مغادرة الساحات، بل ابقوا وتفاوضوا تحت ضغط الشارع”.
وعن قطع الطرقات، رأى ان “من يقطع الطرق لتسعة أيام يمنع المواطنين من العمل ويعطّل البلد في وضع اقتصادي صعب، وهناك ما هو أخطر أن ثمة حواجز تقام على بعض الطرقات المقطوعة حيث يتم إهانة المواطنين وطلب الهوية كما يتم فرض خوات على الناس”.
وناشد نصرالله المتظاهرين فتح الطرقات، مؤكدا ان “هذا لا يعني أن تغادروا ساحات التظاهر، لكن افتحوا الطرقات ليمر المواطنون إلى أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم”.
واشار الى ان بعض الأطراف يحاول إثارة مناخات حول أن الجيش سيصطدم بالمتظاهرين وهذا افتراء وتحريض.
ولفت الى ان “ما بدأ شعبيا وعفويا وغير مرتبط بأحزاب وسفارات بنسبة كبيرة لم يعد كذلك، فاليوم هذا الحراك بنشاطه اليومي لم يعد حركة شعبية عفوية، بل أصبح ثمة أحزاب معينة تقودها”.
وكشف ان ثمة جهات تموّل الحراك وثمة مبالغ طائلة تنفق في بعض الساحات، واضاف: “قولوا للجميع من يتبرّع لنعرف إذا كانت الأموال المدفوعة مشروعة أم لا”.
وشدد على ان “المطالب التي أصبحت تُحكى اليوم لم تعد عفوية وبسيطة كما في بداية الحراك، فمن يطالب بإسقاط النظام مثلا فهل ثمة نظام سياسي في لبنان كما في البلدان الأخرى؟ أما من يطالب بإفراغ السلطة فهل هذا ما يريده الناس حقا؟”
وأعلن الامين العام في كلمته ان القيادات الأساسية في الحراك معنية بتطمين المقاومة بأن لبنان ليس مستهدفا، طالبا من شباب المقاومة ترك الساحات، ومشيرا الى ان من نزل منهم أخيرا فهو ليقدّم صوتا ثانيا يدافع عن المقاومة ضد من يهاجمها.
أخبار متعلقة :