نبض لبنان

لسان حال الحريري: “اللهم احمني من أصدقائي”

جاء في مقدمة النشرة المسائية لتلفزيون “المستقبل”، لليوم الخميس، ما يلي:‏

هل صحيح ان هناك اكثر من جهة داخلية وخارجية تعمل على اضعاف الرئيس سعد الحريري ‏ومحاصرة موقعه في المعادلة السياسية والوطنية؟ السؤالُ مبرر، في ظل ما شهدته الساحة الداخلية في الاسابيع الأخيرة، وفي ظل الهجمة التي ‏تتعدد اطرافها وغاياتها على اختلاف مشاربها السياسية والاعلامية.‏

وفي الآراء التي تتردد في هذا الشأن ان هناك جهةً تريد من الرئيس سعد الحريري ان يكون ‏جسراً تعبُر فوقه لتعود بالبلاد الى الوراء وتجدَ في التفاهم معه فرصةً للتطاول على صلاحياته ‏وتفريغ دوره في النظام السياسي.‏

وهناك جهة من البيئة السياسية للرئيس سعد الحريري، تتحين الفرص لرصد هجمات الآخرين ‏والدخول منها على خطوط التهجم عليه والاساءة الى دوره من مواقع الدفاع عنه.‏

هؤلاء يهجونه في معرض المدح او يمدحونه في معرض الهجاء … لا فرق.‏

المهم ان يُصاب الرئيس الحريري ولا بأس أن تصاب معه كرامة اهل السنة، اذا كانت النتيجة أن ‏تتهيأ لهم من بعده بيارق الزعامة.

الرئيس سعد الحريري اقتحم أسوار تعطيل المؤسسات الدستورية وأقدم بشجاعةِ رجل الدولةِ ‏المسؤول على انجاز تسويةٍ رئاسية، انتشلت البلادَ من القَعر السياسي لتضعها فوق سكة ‏المصالحة الوطنية واعادة الاعتبار لسلطة الدولة.‏

وهو لن يخجلَ في ما أقدم عليه ولن يتراجعَ عن ما اقدم عليه ولن يتردد في حماية أية فرصةٍ ‏تتيح للبنان الخروج من المأزق الاقتصادي الذي يعانيه، لكنه في المقابل لن يتهاون في التصدي ‏لسياسات الاستقواء وإخراج التسوية عن سكة الشراكة الوطنية والعودة بها الى سكة الاستئثار ‏ومد الأيدي على مواقع السلطة يميناً ويسارا.‏

تجربة الاسبوعين الأخيرين عينةٌ بسيطة عن حالة التذمر التي نشأت عن تلك السقطات السياسية ‏والقضائية والتي وضعت الاستقرار السياسي في مهب السجالات، وعن الارادة التي يمثلها ‏الرئيس سعد الحريري في مواجهة محاولات الالتفاف على موقع رئاسة الحكومة والحصار الذي ‏تلتقي جهات داخلية وخارجية على القيام به.‏

أما الجهة التي تتصرف بما هو أدهى وأسوأ فإنها تخرج مع الاسف الشديد من أوكارٍ اعلامية ‏وسياسية تقيم على الرصيف السياسي لبيت الوسط، ولا تكاد أن تلمح تعدياً على صلاحيات ‏رئاسة الحكومة حتى تنبريَ لرفع الصوت بدعوى الدفاع عن الصلاحيات وحماية حقوق السنة ‏في النظام السياسي وتحميل الرئيس سعد الحريري المسؤوليةَ تجاه هذه الهجمةِ او تلك. ‏

ولسانُ حال الرئيس الحريري في هذا المجال الحكمةُ القائلة “اللهم احمني من أصدقائي فأما ‏اعدائي فأنا كفيل بهم “.‏

هناك من ينسى كيف فرشوا للرئيس سعد الحريري دروباً من الورود ليمشي فوقها الى التسوية ‏الرئاسية وانتخاب العماد ميشال عون، وهناك من ينسى أن الرئيس سعد الحريري هو الذي دفع ‏الاثمان الباهظة لسلوك هذا الطريق وان البعض الآخر كانوا من جناة الثمار والادوار والمواقع.‏

المتطوعون لهذه المهمة يعتلون المنابر ويستخدمون بعض الاقلام لنشر الافكار الدنيئة وإشهار ‏الخوف من ان يتحولوا الى ماسحي أحذية في جمهورية جبران باسيل.‏

من أين لهؤلاء عزةُ النفس ومن أين لهم صلاحيةُ الادعاء بأنهم يدافعون عن حقوق اهل السنة اذا ‏كانوا يعتقدون، لثانية واحدة، أن في مقدور أيِ قوة في العالم ان تجعل من مكون لبناني، ماسحَ ‏أحذية عند هذه الجمهوريةِ او تلك؟

هدفهم فقط الاساءة للرئيس سعد الحريري، حتى لو اضطروا الى ان يكونوا ماسحي احذية.‏

بئس هذا المنطق وهذه النفسية وهذا الشعور الدوني وهذه الأقلام التي تجعل من المواقف الوطنية ‏للمفتي ورؤساء الحكومات السابقين، خناجر لطعن الرئيس سعد الحريري في الظهر. اركان السنة ‏في لبنان متراس في ظهر الرئيس سعد الحريري… وهو على خط واحد وقلب واحد مع دار ‏الفتوى، ومع رؤساء الحكومات السابقين، أما الباقي، فأضغاث أحلام ومحاولات لقنص الفرص”.

أخبار متعلقة :