مرصد مينا – سوريا
كشف تقرير أمريكي عن وجود قلقٍ لدى إدارة الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب” من عودة النفوذ السوري إلى لبنان مجدداً، عبر حزب الله، وتصاعد دوره في تقويض الوضع في لبنان، بحسب ما ذكرته مجلة فورين بوليسي، الأمريكية.
في السياق ذاته، لفت التقرير إلى أن النظام السوري لا يزال يحتفظ بحلفاء سياسيين في لبنان، ساهموا في استعادته لنفوذه في لبنان، لا سيما من ناحية الضغط على الحكومة الهشة، ما سمح له بتحويل لبنان إلى متنفس سياسي واقتصادي له.
يشار إلى أن حزب الله يتهم بتهريب القطع الأجنبي من لبنان إلى سوريا، عبر منافذ حدودية غير قانونية، يديرها بين البلدين، في ظل لعبه دوراً محورياً في إفشال تشكيل الحكومة الجديدة بالتعاون مع حلفائه في التيار الوطني الحر وحركة أمل، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام لبنانية.
تزامناً، أوضح الباحث في الشأن السياسي اللبناني”، “ميشال بو صعب” لمرصد مينا، إلى أن معادلة العلاقة بين النظام السوري وحزب الله، شهدت انقلاباً في موازين القوى خلال سنوات الثورة، لصالح حزب الله، الذي استغل وجوده العسكري في سوريا وتراجع قوة النظام وتزايد النفوذ الإيراني، للتحول إلى وصي على النظام وآمراً لقواته الميدانية.
كما أشار “بوصعب” إلى أن انفراد إيران بالقضية السورية من الناحية العسكرية ساهم في تدعيم موقف الحزب وجعله يصعد في قوته متجاوزاً نظام “الأسد”، خاصةً وأن الحزب كان يتولى إدارة معظم المعارك الحاسمة والاستراتيجية في سوريا.
يشار إلى أن مقاتلين سابقين في حزب الله منحدرين من منطقة قرطبا الجنوبية، قد كشفوا أن قتلى الحزب في سوريا ارتفع إلى 4 آلاف عنصر، في حين أقر الحزب بـ 1500 قتيل منذ تدخله في سوريا عام 2012.
إلى جانب ذلك، اعتبر “بوصعب” أن اغتيال قائد فيلق القدس، “قاسم سليماني” والتدخل الروسي المباشر في سوريا وتراجع الدور الإيراني في المنطقة عموماً، ساهم في إعادة الأمور بين النظام السوري ككتلة كاملة، وبين حزب الله إلى سابق عهدها بنسبة كبيرة، لا سيما مع الأنباء، التي أفادت مؤخراً بسحب مئات العناصر التابعين للحزب من سوريا.
تعليقاً على حديث بوصعب، أكد المحلل السياسي “عامر الزحيلي” أن حالة التضييق على الحزب وتراجع قوته المالية ودعمه السياسي والعسكري من إيران، رافقه حالة هدوء وتنفس للنظام السوري، مع تراجع وتيرة المعارك، موضحاً: “وجود الروس وبالتزامن مع كل العوامل المذكورة، أعاد حزب الله مجدداً إلى عباءة النظام، أقول النظام وليس بشار الأسد بشخصه، فطرق الإمدادات الإيرانية للحزب عادت مجدداً إلى قبضة النظام، الذي لم يعد حالياً بحاجة إلى الإيرانيين أو حزب الله، فالمعارك تراجعت والروس باتوا مسيطرين على الأوضاع”.
كما شدد “الزحيلي” على أن النظام السوري أو قادته العسكريين لن ينسوا الفترة، التي قضوها تحت تحكمات وسيطرة عناصر ميليشيات حزب الله، ولا الصدامات المسلحة التي دارت بين الطرفين في بعض المناطق خلال سنوات الثورة، لافتاً إلى أن النظام سيعمل جاهداً على ضبط علاقته مع حزب الله والحد من عمليات الدعم الواصلة إليه من إيران عبر سوريا، بمجرد خروج إيران وعودة الاستقرار السياسي إلى البلاد، في حال بقي النظام على شكله الراهن أو وثه نظام جديد مستنسخ عنه.
أخبار متعلقة :