رأى وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد أن “النجاح العلمي يمثّل الوجه المدني للمقاومة، خاصة وأننا نواجه عدوا شرسا خبيثا يخطط للسيطرة على العقول ويسعى دائما ليتفوق علينا بالمعلومة”، مشيرا الى أن “الرد عليه ومواجهته يكونان بالمزيد من التحصيل العلمي والدخول في معترك السباق العالمي، لإنتاج المعلومات حتى يصبح لنا مكان بين صناع القرار، ولدينا القدرة والإرادة لذلك”.
وأكد مراد، خلال رعايته حفل تخريج طلاب في بلدة كيفون – قضاء عاليه، أن “مثل ما انتصرت ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، سننتصر بالتفوق العلمي بوجود هذه النخب من الطلاب”، وقال: “يا إخوان منذ أواخر شهر حزيران الماضي، وأنا والوالد النائب عبد الرحيم مراد نتنقل من منطقة الى منطقة في كل لبنان لنشارك في أعراس النجاح والتخرج، ومع كل عرس تخرج، يزيد إيماننا وثقتنا بخيارنا التربوي للتنمية، وهو خيار مواز لخيار المقاومة”.
وأضاف: “مع الفرح العارم بالخريجين ونجاحهم، يكون لدينا تساؤلات كبيرة بحجم الوطن: ما ذنب هؤلاء الشباب والشابات ليعيشوا تحت رحمة موظف فاسد وإدارة عامة تهدر المال العام؟ وأي قناعة ستترسخ لديهم عندما يقرأون في كتب التربية عن المساواة والعدالة ودولة القانون؟ ما ذنب كل هؤلاء الناس الذين تعبوا على أولادهم وضحوا من أجل تعليمهم، وفي النهاية سيقفون على أبواب السفارات لحجز تأشيرة للهجرة؟ ما ذنب الخريجين الذين حلمهم هو أن يحصلوا على وظيفة أو فرصة عمل، إذا كانوا يعرفون الكثير بعلمهم لكن ذويهم لا يعرفون أحدا نافذا؟ ما ذنب هذه الأجيال لتتنشق هواء ملوثا وتعيش في بيئة لا تتوفر فيها أبسط الظروف الصحية، وهم حفظوا منذ طفولتهم أنشودة لبنان الأخضر وهواه العليل ومياهه العذبة؟ ما ذنبنا كلنا إذا كانت ذهنية التعايش المشترك تطغى على ثقافة العيش المشترك، التي نعززها من خلال تشريعات عادلة أبرزها: قانون انتخاب عصري، يعتمد لبنان دائرة إنتخابية واحدة على قاعدة النسبية”؟
وشدد مراد على “أهمية التزام الجميع بالدستور والقوانين المرعية واحترام التنوع، وكيفون وعاليه وكل الجبل نموذج للعيش المشترك والتنوع، وسيبقى بوعي قيادته ومحبة أهله وإيمانهم بالوحدة الوطنية”، وقال: “لا أحد يأخذ صلاحيات أحد، وإن لا نية لأحد بأخذ صلاحيات أحد أو إعطاء صلاحياته لأحد، لأن الدستور هو الذي يحدد الصلاحيات، لا مزاج أحد أو رغبته والدستور فوق الجميع، ولا أحد يمكنه فرض حلول إلا من خلال حوار وطني، على قاعدة المصلحة الوطنية العليا”.
ووجه في ختام كلمته “تحية المقاومة والصمود من كيفون معقل الرجال، لأهلنا في فلسطين، التي ستبقى بوصلة الصراع، وأن الأمل كبير بتحريرها وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة كل أبناءها لها، طالما أن ثقافة المقاومة تزيد، وطالما هناك أطفال يشربون مع الحليب حب فلسطين والتمسك بها والعودة إليها”، وقال: “بانتظار هذا اليوم، يجب أن نحفظ حق الفلسطيني المقيم في لبنان مؤقتا، بإنتظار عودته الى بلده، ويجب أن نحفظ له حقه في العمل وفي العيش الكريم، ضمن القوانين والأنظمة التي يجوز تطبيقها بمرونة، والتي تعطي الاستثناءات للأخوة الفلسطينيين، الذين قدموا للبنان كثيرا من الخدمات العلمية والأكاديمية والاقتصادية”.
أخبار متعلقة :