نبض لبنان

واشنطن تطالب برلين بحظر الجناح السياسي لحزب الله

حثّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ألمانيا على أن تحذو حذو بريطانيا وتحظر حزب الله اللبناني. جاء ذلك خلال زيارة بدأها بومبيو الجمعة ببرلين في إطار جولة أوروبية تستغرق خمسة أيام.

وأعلنت بريطانيا في فبراير الماضي حظر الجناح السياسي لحزب الله في خطوة تتماهى والقرار الأميركي بخصوص الحزب. وتبدو باقي الدول الأوروبية ومنها فرنسا وألمانيا مترددة حيال تصنيف الجناح السياسي لحزب الله على القائمة السوداء لعدة اعتبارات قانونية وأمنية وحتى سياسية من بينها أن الحزب هو جزء من تركيبة الحكم في لبنان فضلا عن وجود قلق من أي ردة فعل قد تطال قوات حفظ السلام “اليونيفيل”، التي تضم في معظمها عناصر من دول أوروبية.

وسبق وأن صنّف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية في عام 2013. ويرى مراقبون أن إثارة بومبيو لقضية حزب الله في زيارته لبرلين تندرج في سياق مواصلة واشنطن مساعيها لإقناع الدول الغربية الحليفة بضرورة تشديد الضغوط على الحزب الذي يعد أحد أبرز أذرع إيران في المنطقة، وتراهن عليه طهران في سياق خططها الإقليمية.

وتشن الولايات المتحدة منذ سنوات ضغوطا مالية واقتصادية كبيرة على الحزب تكثفت مع تولي دونالد ترامب السلطة. ويرى مراقبون أن أثر العقوبات على إيران كان لها مفعول أكثر حدة على الحزب من العقوبات التي تم فرضها عليه بشكل مباشر.

ويرجح أن تستمر الولايات المتحدة في ذات النهج تجاه حزب الله، مع السعي لخلق مناخ دولي رافض للحزب. وقال المبعوث الخاص للولايات المتحدة حول إيران برايان هوك الخميس إن حزب الله بات يواجه أزمة مالية. وأضاف الدبلوماسي الأميركي أن الولايات المتحدة تريد لبنان بلدا مستقلا فيما تريده إيران تحت سيطرتها.

وطالت الأزمة المالية التي يعاني منها حزب الله على خلفية الضغوط المشددة عليه قطاعات مدنية وعسكرية على السواء، وعمدت مؤسسات كثيرة تابعة له إلى وقف برامجها وتقليص أنشطتها وخدماتها وتسريح المتعاقدين معها. فيما طالت إجراءات التقشف رواتب المتفرغين داخل صفوف الحزب لاسيما جانب من كوادره وأفراده العسكريين.

وكانت تسريبات من داخل الحزب قد تحدثت في الفترة الأخيرة عن أنه بدأ تخفيض عدد مقاتليه في سوريا.

ويقول مراقبون بوجود مؤشرات توحي بأن الولايات المتحدة قررت التراجع قليلا عن سياسة حافة الهاوية التي سلكتها مع إيران في الآونة الأخيرة ولكن مع الإبقاء على ضغوطها والسعي إلى توسيع مظلة التعاون الدولي في هذه المواجهة، من خلال استمالة الحلفاء الأوروبيين المترددين، وأيضا من خلال توظيف نقاط الالتقاء مع الدول المختلفة معها على غرار روسيا.

مؤشرات توحي بأن الولايات المتحدة قررت التراجع قليلا عن سياسة حافة الهاوية مع إيران لكن مع الإبقاء على ضغوطها
وتحتضن إسرائيل الشهر المقبل قمة أمنية تضم إلى جانبها كلا من الولايات المتحدة وروسيا، حيث يرجح أن يتصدر ملفا إيران وسوريا طاولة المباحثات.

وأعلن البيت الأبيض، مساء الأربعاء، عن اللقاء الذي سيجمع مستشار الأمن القومي الأميركي ونظيريه الروسي والإسرائيلي في مدينة القدس، في يونيو المقبل.

وأوضح البيت الأبيض في بيان أن مستشار الأمن القومي، جون بولتون، وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات، سيبحثون في اللقاء الثلاثي قضايا إقليمية على نطاق شامل، دون أن يتم ذكر موعد محدد لهذا اللقاء.

وتزامن الإعلان الأميركي مع زيارة أداها بولتون إلى الإمارات العربية المتحدة، على خلفية التوترات مع إيران. وكان مستشار الأمن القومي الأميركي قد اتهم طهران بالوقوف خلف العمليات التخريبية التي استهدفت في وقت سابق من هذا الشهر أربع ناقلات نفط في مياه الإمارات.

وهذه أول قمة من نوعها تجمع بين روسيا والولايات المتحدة في إسرائيل، ويرجح أن تخرج بقرارات استثنائية، ذلك أنه رغم الخلافات الكثيرة بين البلدين فإن هناك تقاطعات خاصة في المشهد السوري.

ومعلوم أن أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الولايات المتحدة إلى تصعيد تحركاتها ضد إيران هو وجودها في سوريا، وترى روسيا أن الضغط الأميركي قد يشكل فرصة كبيرة بالنسبة لها لجهة تحجيم النفوذ الإيراني في هذا البلد.

ورغم أن طهران وموسكو تتشاركان في دعم دمشق، بيد أنه لم يعد خافيا على أحد وجود تنافس بينهما على النفوذ في سوريا، خاصة على المواقع الاستراتيجية المطلة على البحر المتوسط.

وتشارك إيران في الحرب السورية منذ العام 2013 حيث استقدمت قوات لها من فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري فضلا عن العشرات من الميليشيات أبرزها حزب الله اللبناني.

وحذر دبلوماسيون روس في وقت سابق من أن إيران تعمل جاهدة على إنشاء قاعدة عسكرية جديدة بالقرب من مدينة بانياس الساحلية التابعة لمحافظة طرطوس.

ونقلت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” مؤخرا عن مصدر دبلوماسي قوله إن إنشاء قاعدة إيرانية بين المواقع الروسية في طرطوس وفي حميميم ستكون له عواقب بعيدة المدى.

وحذر مصدر آخر للصحيفة الروسية من أن نشاط إيران في منطقة بانياس يمكن أن يكون له تأثير مزعزع ليس لاستقرار المنطقة فقط، بل أيضا للقوى التي تحاول تحقيق الاستقرار فيها، في ما بدا إشارة إلى روسيا.

وتسعى إسرائيل والولايات المتحدة لتوظيف الهواجس الروسية من نوايا إيران في سوريا في خطة عملية وقد يكون احتضان القدس للقمة نقطة انطلاق لعمل ثلاثي بين هذه البلدان لتحقيق هذا الهدف.

ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصادر دبلوماسية قولها إن إسرائيل تعتبر منذ فترة طويلة بمثابة جسر لنقل الرسائل بين موسكو وواشنطن.

وكان بنيامين نتنياهو قد أجرى على مدار السنتين الأخيرتين عدة زيارات إلى موسكو التقى خلالها بالرئيس فلاديمير بوتين وكانت آخر زيارة في أبريل الماضي. وقبل ذلك اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس دونالد ترامب عارضا عليه خطة لإخراج القوات الإيرانية وحزب الله اللبناني من سوريا.