أشار عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد نصرالله إلى أن “قوة منظومة الفساد بدأت تتفوق على الدولة وتتحكم بمفاصلها، من هنا علينا تفعيل المقاومة السياسية في حماية لبنان داخليا”، ورأى أن “تحقيق ذلك أمامه صعوبات وعوائق يجب تذليلها وأبرز هذه العوائق وعي الطبقة السياسية الحاكمة لحجم الخطر ونوعه وآلية الخروج من الخطر”.
وأضاف، خلال لقاءات جمعته في مكتبه في سحمر في البقاع الغربي مع رؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات إدارية صحية ومستشفيات وتربوية وفعاليات المنطقة: “المقاومة بمفاعيلها السياسية والاقتصادية بعد العسكرية، يجب تفعيلها بمسؤولية عالية من خلال حماية الواقع الوطني من الفساد الذي يعيشه لبنان بعدما نجحنا في حماية الواقع الوطني من الخطر العسكري المتمثل بإسرائيل أولا والتكفيريين لاحقا وهذا ما فعلته المقاومة، فنجحت بحماية الكيان اللبناني والأن مطلوب استكمال هذه الرسالة والمشوار الطويل بحماية المجتمع اللبناني مما هو أخطر من إسرائيل أي الفساد المستشري في البلاد الذي ينعكس دموعا وآلاما على اللبنانيين كل يوم ويتعاظم يوما بعد يوم من خلال الأزمة الاقتصادية وأثارها الاجتماعية، فلبنان يعيش اليوم كواحدة من أكثر دول العالم بطالة والتي بلغت ما يزيد عن 30 في المئة في أدنى تقديراتها والسنوات الثلاثة القادمة سترتفع لأكثر من 50 في المئة مع قرار الدولة بوقف التوظيف لثلاث سنوات، يضاف إليهم تخريج 90 ألف طالب جامعي خلال السنوات الثلاث وبالتالي يكون لبنان سوق بطالة”.
وعن تداعيات فرض عقوبات أميركية جديدة على شخصيات لبنانية مقربة من “حزب الله”، رأى نصرالله في “كلام بومبيو وما يصرح به أنه يلزمه والإدارة الأميركية ليس إلا”، وأعطاه “الحق الديبلوماسي بما يصرح به والرئيس سعد الحريري مسؤول عما يقوله، ونحن كلنا ثقة بأنه لا يمكن كما لم يفعل سابقا أن يتنازل عن حق لبنان في سيادته والقرار السياسي المحلي والوطني والأمن الإجتماعي والسياسي”.
وقال: “للرئيس الحريري تصريحات ومواقف متكررة “أن حزب الله هو مكون سياسي أساسي في لبنان وله نواب منتخبون من الشعب وله وزراء في الحكومة اللبنانية وممثل في المؤسسات الدستورية في لبنان حسب الأصول الدستورية”، ما يعني أن الرئيس الحريري لا يعني أنه وافق على كلام بومبيو والإدارة الأميركية”.
وعما إذا كان هنالك من خوف من فرض الإدارة الأميركية عقوبات على لبنان أو لبنانيين حلفاء وأصدقاء لـ”حزب الله”، قال نصرالله: “لقد عودتنا الإدارة الأميركية على ارتكاب السياسات الخاطئة وعلى حصد نتائج فشلها في الكثير من المواقف الدولية والإقليمية والمحلية، وإذا ما اتخذت مثل هذه القرارات، فنحن على ثقة أن لبنان سيتمكن من مواجهة مثل هذه القرارات وسترتد نتائج إيجابية لمصلحة لبنان، فلن ولم تتمكن الإدارة الأميركية من فرض ما سيؤدي إلى الإضرار بالمستقبل اللبناني”.
ونصح “الإدارة الأميركية بعقلنة السياسة الأميركية وأن تعتبر لبنان ذات سيادة واحدة موحدة ودولة واحدة وحكم واحد وتترك أموره الداخلية للدولة اللبنانية”.
وأضاف: “إذا أراد الأميركي فرض عقوبات على لبنان أو أي لبناني سنتصدى له بوحدتنا وتضامننا وتعاوننا وتكاملنا وتكاتفنا مع بعضنا البعض، إذ سبق للأميركي أن فرض عقوبات تدريجية على “حزب الله” وآخرها نواب للحزب ولم يؤد ذلك إلى انهيار لبنان”.
وعن دور رئيس مجلس النواب نبيه بري في تقريب وجهات النظر ومصالحة “حزب الله” مع الحزب “التقدمي الاشتراكي” ووليد جنبلاط، انطلاقا من مسعاه في الدفع باتجاه المصالحة في حادثة قبرشمون-البساتين والتي أثمرت مصالحة في بعبدا قال نصرالله: “من الطبيعي وكما عودنا بري أنه رجل حلول الأزمات الصعبة فهو دائم الحضور في خدمة لبنان واللبنانيين والمساعدة في “معالجة كل الأزمات”، متابعا: “بري وضع نصب عينيه حلحلة كل العقد والأزمات الصعبة بين أي فريقين في لبنان، فلبنان بأمس الحاجة للوحدة السياسية المتكاملة للتصدي للخطر الأكبر على لبنان في هذه المرحلة، من العدو الإسرائيلي والوضع الاقتصادي الاجتماعي في لبنان”.
وعن ربط النزاع بين الاقتصاد وبين السياسة وإلى متى سيبقى هذا الربط قائما ولبنان مرهونا بهذا الربط؟، رأى أن “الصورة الإيجابية في قراءة الواقع الاقتصادي والاجتماعي تكمن في الحكومة والمجلس النيابي في تجاوز أزمة موازنة 2019 والتي أصبحت قيد التنفيذ والإعداد لموازنة 2020 التي انتهت وزارة المالية من إعداد صفحاتها الأساسية، والتحدي الأكبر هو في وضع خطة اقتصادية ترتكز على رؤية اقتصادية مستدامة”.
وختم نصرالله قائلا: “لقد وعدت أهلنا في البقاع الغربي والمنطقة عامة ومشغرة تحديدا بفتح مستشفى مشغرة الحكومي ليكون في خدمة أهلنا وتخفيف المعاناة الصحية والاستشفائية، خاصة أن المبنى جهز بمساعي مجلس الجنوب مشكورا وعلى أكمل وجه والمستشفى قائم ولا ينقصه سوى الموازنة المالية التشغيلية”.
كما جال نصرالله على عدد من البلديات والمرافق الاستشفائية في البقاع الغربي وتفقد المدينة الكشفية حيث زرع فيها ورئيس البلدية منور جراح شجرتي زيتون وأرزة، كما اطلع على منطقة المسيل ومجرى نهر الليطاني وتوقف في بلدية المرج قبل أن يولم منور جراح في دارته على شرفه.
وشدد على “ضرورة المساعدة لأنها من واجبات الدولة، فمعالجة الليطاني حاجة ماسة وضرورية تماما كما تنمية البلديات التي على الدولة صرف أموال البلديات لتفعيل العمل التنموي فيها”.
أخبار متعلقة :