نبض لبنان

هاشم: لا نراهن على الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل

عوّل الكثيرون على زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري واشنطن، واللقاءات التي أجراها مع وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، إلى جانب اجتماعه برئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل، ناقش خلالها مجموعة من الملفات، أبرزها التجديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، وترسيم الحدود البرية والبحرية مع اسرائيل، واهتمام المؤسسات الأميركية بالاستثمار في قطاعي النفط والكهرباء. ما هو موقف كتلة “التنمية والتحرير” من هذه الزيارة؟

عضو “التنمية والتحرير” قاسم هاشم أكد، لـ”المركزية”، أن زيارة رئيس الحكومة الى واشنطن “طبيعية، كونه رئيس حكومة لبنان، وأمر طبيعي ان يعقد لقاءات على مستويات رفيعة، اينما تسنّى له ذلك، سواء في الولايات المتحدة الاميركية او خارجها”، معتبرا أن “التواصل ضروري لشرح وجهة نظر الحكومة اللبنانية ولبنان إزاء كل القضايا وكيفية مقاربتها من زاوية المصلحة اللبنانية، وإن كنا لا نراهن دائما على الموقف الاميركي الذي اكد عبر كل المسار التاريخي انحيازه الدائم في المنطقة للكيان الصهيوني وهذا ليس بالأمر الجديد”، لافتا إلى “أننا ما زلنا نعيش انتصار تموز منذ 13 عاما”، مشددا على أن “الدور الاميركي ساعد باحتضان الكيان الصهيوني منذ قيامه وظلمه بحق شعبنا اللبناني والعربي”.

وأضاف هاشم: “من الطبيعي ان تكون هناك علاقات، وأن يتم التعاطي من منطلقات المصلحة الوطنية الجامعة وإبداء وجهة نظر لبنان في كل المحافل الدولية وليس فقط مع الادارة الاميركية، ومن واجب رئيس الحكومة ان يتابع الموقف اللبناني وان يقوم بكل ما يخدم لبنان وعلى كل المستويات”.

وعن انعكاساتها الايجابية والمساعدات، قال هاشم: “المساعدات الاميركية معروفة وسطحية للجيش اللبناني ولا ترتقي الى مستوى السلاح الاستراتيجي الذي يحتاجه لبنان للدفاع عن سيادته وكرامته وحدوده في مواجهة العدوانية الاسرائيلية الدائمة والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة. المساعدات الاميركية محدودة ومعروفة وهي تصل في بعض الأحيان الى مستوى الخردة. لكن ما يطمح له لبنان هو اكثر من ذلك وقد لا تكون لدى الادارة الاميركية سياسة ايجابية اكثر من حدود المطلوب للحفاظ على استراتيجية اميركية تخدم الاسرائيلي في المنطقة اكثر مما تخدم لبنان والعرب. ولهذا رهاننا دائما محدود للدور الايجابي الاميركي. نعرف الضغوط التي يمارسها الاميركي اليوم على لبنان على المستوى الاقتصادي والعقوبات وعلى مستوى المنطقة بشكل عام”.

وعن تخفيض عديد اليونيفيل، أجاب: “هذه اكبر اشارة سلبية من الموقف الاميركي اذا صح ذلك، وهذا باب من ابواب الضغوط والتهويل الاميركي والسياسة الاميركية على لبنان”.

وعن ترسيم الحدود البحرية والبرية مع إسرائيل، قال: “في النهاية لا بد من الوصول الى حل، كنا قد تقدمنا أشواطا في المفاوضات التي جرت مع الرئيس نبيه بري عبر مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد، ولكن دوره انتهى، إنما الأجواء في آخر جلسة كانت سلبية، وموقف ساترفيلد هو الموقف الاميركي، ولهذا دائما نقول ان رهاننا على ما نملكه من إرادة وقوة لفرض رأينا للوصول الى حقنا، وهذا ما أثبتته التجربة عبر العقود الماضية من خلال التمسك بحقنا والاستناد الى ما نملكه من عوامل القوة، وهي قوة المقاومة ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة، ووحدة الموقف الوطني الداخلي”.

وأشار إلى أن “من المفترض ان تفعّل الحكومة حراكها وانتاجيتها لتعوّض عن كل سلبيات المرحلة السابقة”.

وختم هاشم: “اليوم تصادف الذكرى 13 للانتصار في حرب تموز، للمناسبة اؤكد التمسك بعوامل القوة اللبنانية التي اثبتت جدواها وحفظت لبنان وحمته من كل عدوانية وهذا ما يدفعنا الى التمسك دائما بالوحدة الوطنية الداخلية وتحصينها من اي اهتزازات لأنها عامل اساسي في مسار تحصين الواقع الداخلي والحفاظ عليه من اي تحديات وتطورات على مستوى الوطن”.