نبض لبنان

بري منزعج .. هل يسحب يده من المبادرات؟

بعدما اصطدمت كل المبادرات لمعالجة تداعيات احداث قبرشمون التعطيلية، والتي كان للرئيس نبيه بري باع طويلة فيها او اقله في دعم الحلول، يبدو ان الاخير منزعج، فهل ينسحب من المساعي وهو معروف عنه باخراج الارانب من قبعته عند كل ازمة معقّدة؟!

فقد اشار مصدر مطلع، عبر وكالة “أخبار اليوم” الى انه بعدما وصلت المبادرة التي قادها الرئيس بري الى مراحل متقدمة من تقريب وجهات النظر بين رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان تمهيدا لاصطحابهما الى القصر الجمهوري من اجل انجاز المصالحة واقفال الملف، جاءت الاجواء التي سُرّبت عن ان رئيس الجمهورية ليس شيخ صلح، وبان مكمنا كان يحضّر للوزير جبران باسيل.

عند هذا الحدّ اطفأ بري محركاته، لكن يبدو ان “حزب الله” وتحديدا امينه العام السيد حسن نصر الله تلقّف الوضع فأوفد النائب محمد رعد الى عين التينة متمنيا على بري الاستمرار في مساعيه.

وفي سياق متصل اوضح عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب قاسم هاشم ان الرئيس بري لا يطفئ محركاته في اي موضوع اساسي يتعلق بالاستقرار الوطني على اي مستوى من المستويات طبعا، مذكرا عبر “أخبار اليوم” ان رئيس المجلس هو من اطلق مبادرة منذ اللحظة الاولى لوقوع الحادث واستمر باتصالاته للمساهمة بالخروج من الازمة التي يمر بها البلد، خاصة فيما يتعلق بالتعطيل السياسي وتعليق العمل الحكومي الذي كان قد نبه منه بري اكثر من مرة، ومن خطورة استمراره.

وردا على سؤال، قال هاشم: الموضوع ليس مَنْ أفشل المبادرة بل هي الظروف التي احاطت بكل جوانب الازمة وتداعياتها والمواقف التي رافقت هذه المرحلة اثرت بشكل مباشر وغير مباشر على كل المسار الذي كان يفترض ان يصل الى نتائجه وخواتيمه قبل هذا الوقت.

واشار الى ان الرئيس بري رسم خارطة طريق للوصول الى حل لحادثة الجبل كونها على مستوى عال من الخطورة وتعني كل اللبنانيين نظرا الى حساسية الجبل وما يعنيه على المستوى الوطني العام. واسف الى مجموعة من التدخلات التي ادت الى تعطيل الحل خلال اكثر من مرحلة من مراحل المبادرة.

وماذا عن زيارة النائب رعد الى عين التينة، قال هاشم: طبعا الاتصالات لم تتوقف اطلاقا بين عين التينة وحارة حريك على كافة المستويات ويتناول البحث في كل القضايا والتطورات على المستوى الوطني العام والجنوبي، الى جانب كل ما يتعلق بالمنطقة، لافتا الى ان هذه الاتصالات مستمرة سواء اكانت معلنة او غير معلنة، بالمباشر او غير المباشر، خاصة في هذا الوقت حيث هناك الكثير من القضايا الشائكة التي تتطلب مقاربتها من خلفية وطنية، ومن هنا الاتصال بين بري وقيادة “حزب الله” وكتلة “الوفاء للمقاومة “هو امر طبيعي جدا ليس خارج السياق.

هل طلب رعد من بري الاستمرار في مساعيه، اجاب: “هناك تأكيد على اهمية الدور الذي يقوم به بري، وهذا ما قيل على لسان مسؤولي “حزب الله” في اكثر من مناسبة”. وختم: “اللقاء لا يتعلق بزاوية معينة، انما البحث تناول في كل ما يتعلق بالبلد، وما يتعرض له من ضغوط”.