قالت منظمة الصحة العالمية إنها تأمل في أن تظل أبحاث الصين بشأن منشأ كورونا "علمية وشفافة"، في وقت تقترب فيه الوفيات العالمية جراء الفيروس التاجي من حاجز الـ4.5 مليون وفاة.
وقالت د. ماريا فان كيركوف، المسؤولة التقنية في المنظمة الأممية عن مكافحة كوفيد-19، إنه "لا يمكن للصين أن تتأخر في إجراء الدراسات المتعلقة بمنشأ كورونا، فهناك العديد من العلماء الأكفاء في مراكز البحث ويمكنهم إجراؤها دون تأخير".
مادة اعلانية
كيركوف أضافت بالقول: "لذلك نحن نلح على ضرورة مواصلة تلك الدراسات، نريد أن تظل أصول العمل علمية وشفافة وعاجلة".
يأتي ذلك فيما أرسل تشن شو، الممثل الصيني الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف، رسالة إلى منظمة الصحة العالمية مطالبا بإجراء فحص لمختبرات بيولوجية أميركية، في إطار التحقيق في منشأ جائحة كورونا.
وقال تشين شو في رسالته: "إذا أصر شخص ما على أن قضية تسرب المختبر لا تزال مفتوحة، فيجب أن يتم التحقيق علانية في مختبرات مثل فورت ديتريك وجامعة ولاية كارولينا الشمالية".
ورأى الدبلوماسي الصيني الرفيع أن فرضية تسرب الفيروس من معهد ووهان أمر غير مرجح. ولكن إذا اعتقد شخص ما أن كوفيد–19 تم تخليقه بشكل مصطنع، فيجب أيضا فحص المختبرات الأميركية.
مختبر فورت ديتريك الأميركي العسكري
ولفتت صحيفة "غلوبال تايمز" Global Times إلى أن هذا الطلب الرسمي هو الأول من الصين إلى منظمة الصحة العالمية عبر القنوات الدبلوماسية، وقد أرفق خطاب الدبلوماسي الصيني الرفيع إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدانوم غيبريسوس، برسالة جماعية من 25 مليون مستخدم صيني للإنترنت.
وأوضحت الصحيفة الصينية في الوقت نفسه، أن معهد "والتر ريد" للأبحاث التابع للجيش الأميركي يوجد في فورت ديتريك بولاية ميريلاند، والذي يديره البنتاغون ويقوم بإجراء بحوث طبية حيوية، بما في ذلك عن الأمراض المعدية.
وتحدثت الصحيفة عن وجود تعاون بين مختبر فورت ديتريك وفريق يرأسه عالم الأوبئة الأميركي رالف باريك من جامعة كارولينا الشمالية، مشيرة إلى أن نتائج أبحاثهم المشتركة المنشورة تظهر أنه بحلول عام 2003، كانت لدى مراكز الأبحاث هذه في الولايات المتحدة تقنيات متقدمة لتركيب وتعديل فيروسات كورونا.
وكان تقرير مشترك بين منظمة الصحة العالمية والصين صدر في مارس الماضي عقب بعثة منظمة الصحة العالمية إلى ووهان في عام 2021، قد خلص إلى أنه "من غير المحتمل جدا أن يتم تسريب الفيروس من المختبر".
وقال التقرير إن السيناريو الأكثر احتمالا لظهور "كوفيد-19 هو انتقال المرض من الخفافيش إلى حيوان آخر أصاب الناس في وقت لاحق.
ومنذ وقت مضى، دعا ممثلو السلطات الصينية إلى دراسة روايات حول تسرب الفيروس التاجي من المختبر العسكري الأميركي في فورت ديتريك ومن مؤسسات مماثلة في بلدان أخرى.
وأعرب منسق الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك رايان، عن استيائه إزاء بيان تشين. وقال رايان إن هناك تناقضاً بين اعتبار أن فرضية وقوع حادث في مختبر غير مرجح وفي الوقت نفسه الاقتراح بإجراء تحقيقات في مختبرات أميركية.
وأضاف رايان في مؤتمر صحافي في جنيف "أجد أن هذا يصعب فهمه".
وتزامنا، قال خبراء مستقلون إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء عاجل في البحث عن منشأ فيروس كورونا في الصين. وكان هؤلاء الخبراء جزءاً من أول تحقيق كلّفت به منظمة الصحة العالمية، والذي سافر إلى الصين بداية العام الجاري.
وكتب 11 عالماً في مجلة "نيتشر" Nature العلمية، إن هذا التحقيق كان من المفترض أن يكون الخطوة الأولى في إطار عملية توقفت. ودعوا إلى استمرار التحقيق.
وقال العلماء إن "نافذة الفرصة لإجراء هذا التحقيق الحاسم تُغلق بسرعة؛ أي تأخير سيجعل بعض الدراسات مستحيلة بيولوجياً".
وتسبّب فيروس كورونا بوفاة 4,461,431 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019.
وتأكدت إصابة 213,795,270 شخصاً على الأقل بالفيروس منذ ظهوره. وتعافت الغالبية العظمى من المصابين رغم أن البعض استمر في الشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر.
وتستند الأرقام إلى التقارير اليومية الصادرة عن السلطات الصحية في كل بلد وتستثني المراجعات اللاحقة من قبل الوكالات الإحصائية التي تشير إلى أعداد وفيات أكبر بكثير.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية، آخذةً بالاعتبار معدّل الوفيات الزائدة المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بكوفيد-19، أن حصيلة الوباء قد تكون أكبر بمرتين أو ثلاث مرات من الحصيلة المعلنة رسمياً.
وتبقى نسبة كبيرة من الحالات الأقل خطورةً أو التي لا تظهر عليها أعراض، غير مكتشفة رغم تكثيف الفحوص في عدد كبير من الدول.