نبض لبنان

"ارتكبت أخطاء".. ضربة جديدة من خبير شهير لمنظمة الصحة

"ارتكبت أخطاء".. بتلك العبارة وصف الخبير الأميركي ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، تصرف منظمة الصحة العالمية حيال الجائحة التي انتشرت حول العالم منذ أشهر، مصيبة أكثر من 13 مليون إنسان.

ولا شك أن هذا الإقرار الآتي من قبل فاوتشي، يأتي ليدعم العديد من الانتقادات التي وجهها في السابق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قبل أن يعلن انسحاب بلاده من المنظمة ووقف المساهمة في تمويلها.

كما يعزز الخطوة التي انطلقت قبل أيام من أجل تشكيل لجنة أممية للتحقيق في كيفية معالجة المنظمة لأزمة كورونا، بعد عدة دعوات دولية صبت في هذا الاتجاه.

انتقادات عدة

فقد تعرضت المنظمة العالمية لانتقادات عدة حول توجيهاتها بشأن الفيروس التاجي، وكيفية التعامل معه، فضلا عن اتهامها من قبل الإدارة الأميركية بتبني وجهة النظر الصينية تجاه هذا الملف الصحي الشائك.

إلا أن الخبير الأميركي المرموق أعرب في الوقت عينه عن أمله بأن تتحسن علاقة بلاده مع المنظمة، مشددا على أن العالم بحاجة إليها. كما قال خلال ندوة عبر الإنترنت في جامعة جورجتاون: "إنها منظمة غير مكتملة. لقد ارتكبوا أخطاء، لكنني أنظر أيضا إلى الأخطاء التي تم تصحيحها".

إلى ذلك، أكد وجود أشخاص طيبين في المنظمة الأممية، مشيراً إلى أنه عمل عن كثب مع المنظمة منذ 40 عامًا.

يذكر أن المنظمة العالمية مرت على مدى أشهر بأكثر المراحل حرجاً في تاريخها في ظل اهتزاز الثقة بطريقة إدارتها لأزمة كورونا، وسط اتهامات عديدة لها بـ"التواطؤ" مع الصين.

تململ خلف الكواليس

فطوال شهر يناير الماضي، عملت المنظمة على الإشادة بما وصفته بالاستجابة السريعة للسلطات الصينية عقب ظهور الفيروس المستجد. وقدمت بشكل متكرر الشكر لحكومة بكين لمشاركتها الخريطة الجينية للفيروس "على الفور"، قائلة إن "عمل والتزام الدولة بالشفافية مثيران للإعجاب للغاية".

إلا أن وثائق كشفت لاحقا بحسب وكالة أسوشيتد برس، عن تململ مسؤولي المنظمة خلف الكواليس من تأخر الصين المتعمد على صعيد تقديم معلومات عن كورونا.

فقد انتظرت الصين أكثر من أسبوع لنشر الخريطة الوراثية أو جينوم الفيروس، على الرغم من نجاح ثلاثة من مختبراتها الحكومية في فك شفرة المعلومات بشكل كامل. كما كشفت عشرات المقابلات التي أجرتها الوكالة الأميركية ووثائق داخلية أن اللوم يلقى على الرقابة المحكمة على المعلومة والمنافسة داخل النظام الصحي الصيني.