نبض لبنان

هكذا تتجنبون الإصابة بالإنفلونزا في فصل الشتاء

يعتبر مرض الإنفلونزا عدوى فيروسية تصيب الأنف والحنجرة والرئتين، والجهاز التنفسي عموماً. ورغم أن هذا المرض ليس خطراً في معظم حالاته، إذ يتعافى منه معظم المصابين من تلقاء أنفسهم دون تدخل دوائي حقيقي، فثمة فئات تتعرض للإصابة بمضاعفات الإنفلونزا التي يمكن أن تصل في بعض الحالات إلى مراحل مزمنة تهدد حياة المريض.

 

تنقسم الإنفلونزا إلى 4 أنواع رئيسة، بعضها يصيب البشر وبعضها الآخر ينتقل إلى الحيوانات، وهي: فيروس الإنفلونزا (أ)، وفيروس الإنفلونزا (ب)، وهما يصيبان البشر ويسبّبان عدوى الانفلونزا الموسمية التي تنتشر في موسم الشتاء، وفيروس الإنفلونزا (سي) الذي يصيب البشر أيضاً ويسبب عدوى الإنفلونزا خلال السنة. أما فيروس الإنفلونزا (د) فيصيب المواشي ولا يمكن أن ينتقل إلى البشر.

 

فئات أكثر عرضةً للخطر

يقول الدكتور عماد الدين محمد بركات، اختصاصي الطب الباطني والسكري في مستشفى دانة الإمارات إنّ مريض الإنفلونزا يتماثل للشفاء من تلقاء نفسه في معظم الحالات، ويضيف: "رغم أن الإنفلونزا مرض بسيط في معظم حالاته، فهنالك بعض الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر المضاعفات الشديدة، وهم الأطفال دون سن عامين، وكبار السنّ فوق 65 عاماً، وكوادر الرعاية الصحية في المستشفيات ومنشآت الرعاية طويلة الأجل، والحوامل أو اللواتي يخططن للحمل في موسم الإنفلونزا، وأصحابُ المناعة الضعيفة، والمصابون بأمراض مزمنة كالسكري والربو وأمراض القلب والكلى والكبد، بالإضافة إلى المصابين بالبدانة".

 

الوقاية

من جهته، يشير الدكتور عماد سلمان، استشاري طب الأسرة في مستشفى هيلث بوينت، إلى أن الطريقة المثلى لتعزيز الوقاية من الإنفلونزا الموسمية هي أخذ اللقاح سنوياً، قائلاً: "يعتبر لقاح الإنفلونزا أفضل طريقة ممكنة لتجنب مضاعفات الإنفلونزا، إذ على رغم عدم قدرة اللقاح على تحقيق الوقاية بنسبة 100% فهو خيار فعال لتقليل المضاعفات عند التعرض للمرض. ومن النصائح الأخرى لتقليل فرص العدوى قدر الإمكان عدم الاقتراب من المصابين بالإنفلونزا، والبقاء في المنزل عند الشعور بأعراض المرض تجنباً لنقل العدوى للآخرين، وتغطية الفم والأنف عند السعال، وتنظيف اليدين وتجنب لمس العينين والأنف والفم، فضلاً عن ممارسات النظافة والتعقيم العامة". ويضيف الدكتور عماد أنَّ العدوى تحدث من خلال السعال أو العطس أو التحدث. وللأطفال دورٌ مهمٌ في انتشار المرض داخل المجتمعات والأسرة، على نحو غير مباشر، وذلك من طريق إفرازات الجهاز التنفسي على اليدين أو الأسطح. وتكون ذروة انتشار الفيروس قبل يوم من ظهور الأعراض إلى 3 أيام بعد ظهورها، وتحصل الاستجابة المناعية الوقائية في غضون 14 يوماً بعد التحصين".

 

مخاطر الحمل والسكري

 

من جهة أخرى، قالت الدكتورة سنا الذويبي، طبيبة ممارسة عامة في مركز هيلث بلاس لصحة الأسرة: "إذا تعرضت المرأة الحامل لفيروس الإنفلونزا، تكون فرص إصابتها بالمضاعفات الشديدة أعلى من المرضى العاديين. لذلك يتعين على السيدات اللواتي يخططن للحمل أخذ تطعيم الإنفلونزا الموسمية، ويمكنهن أخذ اللقاح أيضاً أثناء الحمل، لتجنب المضاعفات وحماية الجنين، إذ يساعد التطعيم في بناء المناعة الضرورية لتجنب مضاعفات المرض وتفادي الحاجة إلى دخول المستشفى".

 

وبالنسبة إلى المصابين بمرض السكري، أضافت: "تسبب عدوى الإنفلونزا ارتفاع مستويات سكر الدم وزيادة احتمالات حدوث مضاعفات شديدة، إلى جانب تغير الشهية والعادات الغذائية التي قد تؤثر أيضاً في ذلك. لذلك يتعين على مريض السكري المصاب بالإنفلونزا مراقبة مستويات سكر الدم باستمرار واستشارة طبيبه تجنباً لحدوث مضاعفات هو في غنى عنها.

 

أهمية التطعيم

يؤكد الدكتور زيد زعمط، رئيس قسم طب الرئة في معهد الجهاز التنفسي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، أهمية تطعيم الإنفلونزا الموسمي، مشيراً إلى أنه يتعين على الجميع أخذ تطعيم الإنفلونزا سنوياً وتشجيع أفراد أسرهم على القيام بالمثل. ولأن فيروس الإنفلونزا متغير باستمرار، فإن التطعيم الذي أخذته العام الماضي لن يحميك من أشكال الفيروس الجديدة. وتكمن أهمية أخذ اللقاح في قدرته على التخفيف من الأعراض حال الإصابة بالفيروس، وبالتالي ضمان تعرض الجهاز التنفسي لأقل قدر ممكن من المرض. (لها)