Advertisement
وقال العلماء في دراسة نشرت نتائجها مجلة "Psychological Science" الصادرة شهريا عن جمعية "Association for Psychological Science" الأميركية للعلوم النفسانية، إنهم اختبروا الطعم بعد مزجه مع الرائحة، لأن مركبات الطعام الذي تتناوله الأم تنتقل إلى مجرى الدم، ومنه عبر المشيمة إلى سائل "الأمينوسي" الموفر الحماية للجنين داخل "الكيس الأمنيوتي" في رحم الحامل، ومنه يتذوق الذين لم يولدوا بعد جزيئات النكهة حين يستنشقون السائل ويبتلعونه.
وبحسب ما بينت النتائج، فإن من تذوقوا نكهة الجزر اللطيفة أظهروا باستمرار استجابات أكثر "لوجه ضحوك" بعكس من تذوقوا الكرنب الملفوفي المر، حيث ظهر كل منهم بوجه عابس، لذلك ورد بالدراسة أن الكراهية الغريزية للطعم المر "هي منطقية من وجهة نظر تطورية، وهذا ما ساعد أسلافنا على تجنب السموم" لأن طعم معظمها منفر كرائحتها.
مع ذلك، يعتقد الباحثون في الوقت نفسه، أن "التفضيلات الغذائية تتشكل أيضا من خلال نظام أمهاتنا الغذائي قبل أن نولد" وفق ما قالت الدكتورة Beyza Ustun الباحثة بعلم النفس في جامعة "Durham University" بإنكلترا، وقائدة الفريق العلمي المعد للدراسة، مضيفة أن الأمهات قد يكون بإمكانهن منع "اضطراب الأكل" لاحقا من خلال تناول الطعام بشكل جيد أثناء الحمل.
كما سبق أن درست بروفيسورة أخرى، هي Nadja Reissland رئيسة مختبر أبحاث الأجنة وحديثي الولادة بالجامعة نفسها، عمليات المسح رباعية الأبعاد لإظهار تأثير التدخين أثناء الحمل، وقالت: "يمكن أن يكون لهذه الدراسة الأخيرة آثار مهمة لفهم الدليل المبكر لقدرات الجنين على الإحساس والتمييز بين النكهات والروائح المختلفة من الأطعمة التي تتناولها أمهاتهم" وفق تعبيرها.
أيضا، قالت البروفيسورة Jacqueline Blissett الأستاذة بجامعة "Aston University" في مدينة برمنغهام البريطانية: "نعلم من الأبحاث السابقة أن التغذية التي يتلقاها الجنين في الرحم مهمة بتحديد الحالة الصحية اللاحقة، ولكن هذا (الدراسة) هو أول دليل مباشر على أن الجنين يستجيب للنكهات الموجودة في النظام الغذائي للأم بطرق مشابهة لتلك التي يستجيب لها عندما يختبرها بعد ولادته، وهذا يدل على أن الحمل قد يكون وقتا رائعا لتناول الأشياء التي يصعب جعل الأطفال يحبون أكلها، وأهمها الخضروات الخضراء" النيئة.