نبض لبنان

دراسة تحذر: أدوية لمضادات الالتهاب قد تؤدي إلى ألم مزمن!

حذر باحثون من جامعة "ماكجيل" من أن استخدام العقاقير والستيرويدات المضادة للالتهابات لتخفيف الألم يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بألم مزمن، ويطرح هذا البحث تساؤلات حول الممارسات التقليدية المستخدمة لتخفيف الألم.

 

ويؤكد جيفري موغيل الأستاذ في قسم علم النفس في الجامعة، أنه لعقود طويلة كان علاج الألم بالأدوية المضادة للالتهابات ممارسة طبية معتادة، لكن الأطباء وجدوا أن هذا الإصلاح قصير المدى قد يؤدي إلى مشكلات طويلة الأمد.

 

وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة Science Translational Medicine، فحص الباحثون آليات الألم لدى كل من البشر والفئران، ووجدوا أن "العدلات" وهو نوع من خلايا الدم البيضاء التي تساعد الجسم على مكافحة العدوى، تلعب دوراً رئيساً في علاج الألم.

 

وعند تحليل جينات الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر، لاحظوا تغيرات نشطة في الجينات بمرور الوقت لدى الأشخاص الذين اختفى الألم لديهم، ويبدو أن التغيرات في خلايا الدم ونشاطها هي العامل الأكثر أهميةً، خاصة في الخلايا المسمّاة "العدلات".

 

وأشار البروفسور موغيل، وهو أيضاً عضو في مركز آلان إدواردز للبحث في الألم مع البروفيسور دياتشينكو، إلى أن منع "العدلات" تجريبياً في الفئران من طريق تناول مضادات الالتهابات أدى إلى إطالة الألم لمدة تصل إلى عشرة أضعاف عن المدة الطبيعية.

 

ولفت إلى أن علاج الألم بالعقاقير المضادة للالتهابات والمنشّطات مثل "ديكساميثازون" و"ديكلوفيناك" يعطي النتيجة نفسها، على الرغم من أنها كانت فعالة ضد الألم في وقت مبكر.

 

وهذه النتائج مدعومة أيضاً بتحليل منفصل لـ500 ألف شخص في المملكة المتحدة أظهر أن أولئك الذين يتناولون الأدوية المضادة للالتهابات لعلاج آلامهم كانوا أكثر عرضةً للإصابة بالألم بعد عامين إلى عشر سنوات، وهو تأثير لم يُلاحظ في الأشخاص الذين يتناولون عقار "إسيتامينوفين" أو مضادات الاكتئاب.

 

وتشير النتائج التي توصل إليها الخبراء إلى أن الوقت قد حان لإعادة النظر في الطريقة التي تتم معالجة الألم الحاد بها، إذ يمكن القضاء على الألم بطرق أخرى لا تتضمن التدخل في الالتهاب.