نبض لبنان

نصف حالات الحمل في جميع أنحاء العالم غير مقصودة!

حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان، من أن الخرافات والمعلومات الخاطئة التي تحيط باستخدام وسائل منع الحمل تجعل النساء يتجنبن استخدام وسائل تنظيم الأسرة الحديثة.

وأظهرت الأرقام أن ما يقرب من نصف حالات الحمل في جميع أنحاء العالم غير مقصودة، بحسب ما أفاد تقرير لصحيفة "الغارديان". 


ويذكر التقرير السنوي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الذي صدر الأربعاء، إن "الافتقار إلى الوصول إلى وسائل تنظيم الأسرة لم يعد سببا رئيسيا في الحصول على وسائل منع الحمل"، مشيرا إلى أن هناك "257 مليون امرأة لا يستخدمن وسائل منع الحمل الفعالة على الرغم من رغبتهن في تجنب الحمل". 

وبينما كان استخدام وسائل منع الحمل يتزايد في جميع أنحاء العالم، فإن هؤلاء النساء اللائي يتجنبنها عمدا كن على الأرجح يفعلن ذلك بسبب مخاوف بشأن "الآثار الجانبية والأساطير والوصم ومعارضة الآخرين".


ويأتي الخوف من الآثار الجانبية، كسبب أول بالنسبة للنساء اللائي لا يستخدمن وسائل منع الحمل الحديثة وفي نفس الوقت لا يرغبن في الحمل، بنسبة 26 في المئة. 

وشدد الصندوق في تقريره، على أن استخدام وسائل منع الحمل بالنسبة للعديد من النساء أمر معقد، مشيرة إلى أن "هناك العديد من الأساطير والخرافات، وأن المفاهيم الخاطئة لا تزال قائمة وتسهم في عدم استخدام هذه الوسائل". 

في دراسة استقصائية شملت 60 مستجيبة، قالت امرأة من غانا إنها سمعت أن "موانع الحمل تجعل من تتناولها تعاني من السمنة". 

وقالت نساء من دول مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة، إنه سبق أن قيل لهن أن حبوب منع الحمل يمكن أن تسبب العقم.

وفي التعليقات التي أوردها الصندوق، قالت سيدة تبلغ من العمر 43 عاما من بوركينا فاسو: "قيل لنا إن وسائل منع الحمل تجعل المرأة عقيمة"، فيما أشارت امرأة أخرى من السودان تبلغ 31 عاما، بأن هناك اعتقادا بأنها تسبب العقم والسرطان. 


وحتى في الولايات المتحدة، ذكرت امرأة تبلغ من العمر 39 عاما، أنها تعتقد أن حبوب منع الحمل تسبب زيادة في الوزن، وظهور حب الشباب، بالإضافة إلى غثيان وصداع وتقلب في المزاج، فيما قالت امرأة أخرى من الولايات المتحدة (39 عاما)، إن تأمينها الصحي لم يكن يغطي الحصول على حبوب منع الحمل الفموية. 

وقالت امرأة جزائرية (44 عاما) إنه "يجب استخدام الواقي الذكري فقط لممارسة الجنس خارج نطاق الزواج، فالحبوب تجعلك عقيمة، واللولب يسبب النزيف"، فيما أشارت امرأة تبلغ من العمر 23 عاما، من نيبال إلى أن الكثير من الشابات تتردد في الحصول على موانع الحمل بسبب الخوف ووصمة العار. 

وفقًا للبيانات، التي نُشرت لأول مرة في عام 2020، فإن ما يقرب من نصف جميع حالات الحمل في جميع أنحاء العالم، حوالي 121 مليون حالة، غير مقصودة، وأكثر من 60 في المئة من حالات الحمل هذه تنتهي بالإجهاض.

وتكمن الخطورة في أن 45 في المئة من جميع حالات الإجهاض غير آمنة، بحسب تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان. 

ودعا التقرير الحكومات إلى وضع "التربية الجنسية الشاملة"، ومعالجة المعتقدات بشأن "وصمة العار" والمعلومات الخاطئة، في برامجها، حتى تتمكن النساء والفتيات من الحصول على معلومات دقيقة بشأن خيارات وسائل منع الحمل المتاحة لهن، بالإضافة إلى تدريب مقدمي الخدمات الصحية. 

وقال التقرير "قطعت برامج تنظيم الأسرة خطوات كبيرة في إتاحة الوصول إلى وسائل منع الحمل والمعلومات عنها، لكن لا يزال هناك الكثير لنقطعه، للوصول إلى أولئك الذين تخلفوا عن الركب".