منذ المراحل الأولى لتفشي جائحة فيروس كورونا، انتشرت نظريات المؤامرة حول أصل الفيروس، وما إذا كان قد تم تصنيعه عن عمد، أم أنه خرج عن السيطرة أثناء أبحاث علمية وتسرب عن طريق الخطأ.
وتظهر بين الحين والآخر بعض الأبحاث تاتي تشير إلى احتمالات ونظريات قد تكون خاطئة أو صائبة عن أصل الفيروس، إلا أن ذلك لا يغير شيء من أن الفيروس المستجد قد أودى بحياة لملايين من البشر حول العالم.
مادة اعلانية
ومؤخراً أفادت نسخة أولية لدراسة نشرت في مجلة "ذا لانسيت" The Lancet، في 6 أغسطس 2021، تمت برئاسة إليزابيتا تانزي الأستاذة في قسم العلوم الطبية الحيوية للصحة في جامعة ميلانو بإيطاليا، بأنها هي وزملاؤها عثروا على اكتشاف ضخم محتمل، حينما كان الباحثون يدرسون العينات التي تم جمعها كجزء من مراقبة الحصبة والحصبة الألمانية في إيطاليا، بحسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".
هل يعود أصل الفيروس للصين؟
وأبلغ العلماء عن اكتشاف دليل على مادة وراثية لـفيروس "سارس-كوف-2" في عينات من 11 شخصاً تم أخذها قبل الإعلان عن الوباء، حيث تعود الحالة الأولى إلى أواخر صيف 2019، وهذا يعني أن الفيروس كان ينتشر في إيطاليا قبل ذلك بكثير من يوم 8 ديسمبر، الذي يُعتقد أنه تاريخ لأول حالة معروفة في مدينة ووهان الصينية.
ومن المحتمل أن تغير هذه النتائج قواعد اللعبة، وقد تقلب فهمنا لكيفية ظهور جائحة كوفيد-19، وكيفية انتشاره، وكيفية عمل الفيروس نفسه.
وهذه ليست أول دراسة تفترض أن "كوفيد-19 كان ينتشر في إيطاليا قبل وقت طويل من الإبلاغ عنه في ووهان. وقد دفعت وسائل الإعلام الحكومية والسلطات في الصين بهذه الدراسات كدليل محتمل على أن الوباء ربما لم ينشأ في ووهان أبداً.
تعبيرية
إلا أن الجدول الزمني الذي قدمه المؤلفون الإيطاليون أيضاً يثير أسئلة كبيرة عندما قاموا ببناء شجرة لطفرة الفيروس. وهذه الشجرة تشير إلى أن تفشي الفيروس في ووهان قد حدث قبل الانتقال إلى إيطاليا في أكتوبر 2019، وهذا يعني أن الباحثين يجادلون بأن الفيروس جاء من ووهان إلى إيطاليا خلال صيف عام 2019، "وهو ما يتناسب مع أي أمر كنا نشاهده في ذلك الوقت، كما يقول أندريو رامباوت عالم الأحياء التطورية الجزيئية في جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة في بحثه المنشور في يوليو 2021 في مجلة "جينوم بيولوجي" Genome Biology العلمية المتخصصة.
وفي الوقت الذي ادعى تسنغ جوانغ، كبير علماء الأوبئة سابقاً في المركز الصيني لمراقبة الأمراض والوقاية منها، في مؤتمر أكاديمي في نوفمبر 2020 "أن ووهان كانت المكان الذي تم فيه اكتشاف الفيروس التاجي لأول مرة، لكنها لم تكن المكان الذي نشأ فيه"، أكد ليانغ وانيان رئيس فريق الجانب الصيني من فريق منظمة الصحة العالمية، الذي يتتبع أصول الوباء، أن المرحلة التالية من التحقيق يجب إجراؤها في أجزاء أخرى من العالم، حيث تم تحديد انتقال الفيروس على أنه يحدث قبل اكتشافه في ووهان، وهو أشبه برواية أخرى دفعتها السلطات الصينية في وقت سابق مفادها أن الفيروس ربما تم إحضاره إلى الصين على أغذية مجمدة معلبة.
إلا أن جيسي بلوم، عالم الوراثة التطورية الفيروسية في مركز "فريد هاتشينسون" لأبحاث السرطان في سياتل بولاية واشنطن الأميركية، يقول إن "هناك أدلة دامغة على أن جائحة كوفيد-19 نشأت في الصين، بالتأكيد تقريباً في ووهان"، إذ من الواضح أن محاولات وسائل الإعلام الصينية للقول بأن الوباء ربما نشأ في مكان آخر من العالم هي معلومات مضللة علمياً.
وفاة الملايين حول العالموتسبّب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 4,683,586 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019.
والولايات المتحدة هي أكثر الدول تضررا لناحية الوفيات، تليها البرازيل ثم الهند والمكسيك والبيرو.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية، آخذةً بالاعتبار معدّل الوفيات الزائدة المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بكوفيد-19، أن حصيلة الوباء قد تكون أكبر بمرتين أو ثلاث مرات من الحصيلة المعلنة رسمياً.
أخبار متعلقة :