صرحت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية الدكتورة سوميا سواميناثان أن عملية تطوير وتصنيع اللقاح المضاد لفيروس كورونا معقدة للغاية، مشيرة إلى أن هناك من 8 إلى 10 لقاحات يتم استخدامها حاليًا على نطاق واسع وهو ما يعد إنجازًا كبيرًا.
جاء تصريح الدكتورة سواميناثان خلال لقاء أجرته معها فيسميتا جوبتا سميث، في الحلقة رقم 30 من المجلة المتلفزة "العلوم في خمس"، التي يبثها موقع منظمة الصحة العالمية على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، بغرض التوعية والتثقيف بشأن كل ما يتعلق بفيروس كورونا المُستجد واللقاحات المضادة له، وللرد على استفسارات ومخاوف المواطنين حول العالم.
التحدي الكبيروأشارت دكتورة سواميناثان إلى أن التحدي الكبير بالوقت الراهن هو العمل على تصنيع ما بين 12 إلى 14 مليار جرعة لتغطية سكان العالم بأسره.
ونوهت إلى أن الوصول إلى هذا الهدف هو الأمر الذي يجب أن تتضافر جهود الكافة للمساعدة في تحقيقه، من خلال 3 محاور، أولها هو أن هناك الكثير من المكونات الخام التي تدخل في اللقاحات التي يتم الحصول عليها من أماكن مختلفة في العالم، والتي يجب أن يتم التأكد من أن هناك تدفقًا حرًا لهذه المكونات يحدث بين البلدان، وأنه لا يوجد حظر تصدير وعوائق أخرى لسلاسل التوريد العالمية.
تعبيرية
وأضافت دكتورة سواميناثان أن النقطة الثانية هي أنه يمكننا تشجيع الشركات، التي لديها القدرة على التصنيع، والتي لديها المنتج بالجملة، على أن تبحث إمكانية التعاون مع شركات يمكن أن يكون لديها بعض السعة الاحتياطية للقيام بما يسمى "الملء والتعبئة"، أي أنها يمكن أن تحصل على المنتج بالجملة ثم تتولى تعبئته في القوارير.
واستطردت قائلة: "أما النهج الثالث، والذي ربما يستغرق وقتًا أطول قليلاً، لكنه يتطلع حقًا إلى المستقبل، فهو يتعلق بتحسين القدرة على إنتاج اللقاحات وزيادتها في جميع أنحاء العالم عن طريق نقل التكنولوجيا".
تعبيرية
وحول مخاوف البعض من اللقاحات وأعراضها الجانبية والتفكير في إرجاء الحصول على التطعيم بالوقت الحالي، قالت دكتورة سوميا سواميناثان، إننا نتعلم المزيد كل يوم وبالفعل نكتسب المزيد من الخبرات والمعلومات من خلال جميع التجارب السريرية المختلفة للقاحات التي تم إجراؤها، وخاصة اللقاحات التي تمت الموافقة على استخدامها حتى الآن، وكذلك من خلال ما تقوم البلدان المختلفة عما يرصدونها من تأثير للقاحات على سكانها.
وأكدت كبيرة علماء المنظمة الأممية أن كافة البيانات والمعلومات حتى هذا التاريخ تشير إلى أن غالبية اللقاحات فعالة للغاية في الوقاية من الأمراض الشديدة وسرعة الشفاء وتقليل أعداد الوفيات، وهو ما تسعى منظمة الصحة العالمية بشكل أساسي حاليًا.
وشرحت دكتورة سواميناثان أنه يجب تذكر أيضًا أنه كلما زاد عدد الأشخاص، الذين يتم تطعيمهم وبناء مناعتهم ضد فيروس كورونا، كلما قلت فرص تكاثر الفيروس ونموه وتزايده وانتشاره من شخص لآخر، وبالتالي فإنه في الواقع يحد من فرص حدوث المزيد من الطفرات والمتغيرات.
تعبيرية
وأوضحت دكتورة سوميا سواميناثان أن هناك دائمًا بعض المخاطر المرتبطة بأي دواء أو لقاح، إذ لا يوجد شيء آمن بنسبة 100%. لكن الخطر قد يتمثل في أن شخصًا واحدًا من بين كل مليون شخص يعاني من مضاعفات معينة، خاصةً إذا كان بالفعل لديه تاريخ مرضي أو قابلية للإصابة بتلك الأعراض، أو يمكن القول في صياغة أخرى إن واحدًا من كل مليون شخص يعاني من حساسية شديدة تجاه اللقاح. إن هذه هي المخاطر المعروفة حتى الآن، والتي يمكن أن يتم ابلاغ المتلقين للقاحات عنها حتى يمكن الحيلولة دون حدوث مشكلة ما، مشيرة إلى أنه يتم بذل جهد كبير لجمع أي معلومات عن أي آثار ضارة أو جانبية لهذه اللقاحات على مدار الساعة.
رصد وبحث واستنتاج ونصائحوأضافت أنه يتم التدقيق على نطاق واسع لمعرفة ما إذا اللقاح مرتبط بأي شكل من الأشكال بأي مضاعفات يتعرض لها أي متلقي للجرعات.
ويتم النظر بعناية شديدة في الحالات الفردية ومحاولة معرفة ما إذا كان هناك أي ارتباط بناء على تفسير علمي لطريقة عمل اللقاح ومكوناته وما يمكن أن يظهر من آثار جانبية. واستطردت قائلة إنه يتم أيضًا الرصد عن كثب لأي صلة بين أي أعراض بين من يتم تطعيمهم وما يمكن أن يحدث في عموم السكان على أي حال، وفي ضوء نتائج هذه الجهود وبحث بياناتها بعناية شديدة، تتوصل مجموعات من العلماء والخبراء إلى استنتاج ما إذا كان منتج معين آمنًا أو غير آمن.
واختتمت دكتورة سواميناثان حديثها قائلة إنه إذا توصل علماء وخبراء منظمة الصحة العالمية إلى أي شيء يمكن أن يثير أي قلق على الإطلاق من أي من اللقاحات، فستبادر على الفور بتقديم النصيحة والتوصية حتى تتمكن الحكومات بعد ذلك من اتخاذ الإجراءات، اعتمادًا على ما يجب القيام به.
أخبار متعلقة :