نبض لبنان

الكشف عن مسببات مرض خطير يتربص بمحترفي كرة القدم

لكل مهنة أخطار صحية، أكثرها تأبطا بالشر لكل محترف كرة قدم بعد تقاعده عن اللعبة، هي انتكاسات عصبية، يشملها مرض "الخرف" المعروف باسم Dementia إنجليزيا، أي باركنسون وزهايمر وشحن عصبي، وغيرها من الاعتلالات، لأن من يحترف اللعبة الأكثر شعبية بالعالم في شبابه، يقتله بعد تقاعده انتكاس ما ينال من جهازه العصبي "بنسبة 3 مرات ونصف المرة أكثر ممن لم يكن يحترفها" طبقاً لما توصلت إليه دراسة أعدتها جامعة University of Glasgow الاسكتلندية، واتضح منها وجود صلة وثيقة بين ما ينفذ العصبي إلى الأعصاب والتعامل المتكرر للرأس مع الكرة لمدة طويلة.

الدراسة جاءت بطلب من "جمعية كرة القدم" كما ومن "جمعية محترفي كرة القدم" الاسكتلنديتين، بعد التأكد مما لم يكن معروفاً عن لاعب اسمه Jeff Astle خاض 361 مباراة، سجل خلالها 174 هدفا، حين كان بستينات وسبعينات القرن الماضي نجم فريق West Bromwich Albion الإنجليزي بشكل خاص، ومهاجماً في منتخب إنجلترا، وفق ما قرأت "العربية.نت" بسيرته، وهو أنه قضى حين وفاته عام 2002 بعمر 59 سنة "ضحية صدمات متكررة على رأسه"، في إشارة إلى ارتطام الكرة المسبب ارتجاجاً بالرأس.

قام أفراد الفريق العلمي بقيادة السير William Stewart بتقييم سجلات 7676 محترفاً سابقاً لكرة القدم، ممن ولدوا من 1900 إلى 1976 باسكتلندا، وقارنوها بمجموعة تضم 23028 شخصاً، مشابهين اجتماعيا واقتصاديا بهم، وأبصروا النور في الفترة نفسها، ووجدوا أن 1180 لاعباً في السابق للكرة، فارقوا الحياة، بينهم 222 بمرض عصبي، وهي نسبة كبيرة جداً. كما اكتشفوا من البيانات، بحسب الفيديو المرفق، وجود زيادة لدى المحترفين للكرة سابقا، نسبتها 5 أضعاف المعتاد من الموت بمرض الزهايمر، واعتلال نسبته 4 أضعاف بمرض يسمونه Motor Neuron Disease يخترق الخلايا الحركية العصبية ويضعفها، إلى درجة يعجز المعتل حتى عن الكتابة أحياناً. كما يصاب المحترفون السابقون بنسبة الضعفين بالمرض الرعّاش، أو الباركنسون، مقارنة بالسكان العاديين.

لا فرق بين حارس المرمى وغيره

إلا أن الدراسة اعترفت بوجود فوائد من لعب كرة القدم، تزيد عما يحيط بها من أخطار، فقد اتضح أن العمر امتد بمحترفيها السابقين 3 أعوام ونصف العام في المتوسط، أكثر من أعمار عامة السكان، وتمتعوا بمخاطر أقل من الإصابة بأمراض القلب وغيره، خصوصا الأخبث بين العلل الفتاكة، وهو السرطان.

صورتان للاعب جيف أستل، إحداهما وهو ينطح الكرة، والراحل ضحية الارتجاج المتكرر برأسه

ولم يجد معدو الدراسة التي نشرتها أسبوعية New England Journal of Medicine المستمرة منذ 1812 بالصدور عن "جمعية أطباء ماساشوستس" الأميركية، وطالعت "العربية.نت" ملخصاً عنها بعدد اليوم الثلاثاء من صحيفة "التايمز" البريطانية، أي فرق بين أن يكون المحترف السابق حارس مرمى أو مختلفاً عنه بالملعب، فالانتكاس الناتج في الجهاز العصبي عن ارتجاج الرأس من ارتطام كرة به قوية، واحد للاثنين معا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الكرة المصنوعة حديثا، أخف وزنا مما كانت في الماضي، ولا تمتص الماء كما كانت تمتصه الكرات الجلدية القديمة.