تشهد قمة المناخ "كوب26"، التي تقام في مدينة غلاسكو الاسكتلندية، مشاركة فاعلة لقطاع صناعة الموضة الذي يعمل على هدف أساسي هو خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن هذه الصناعة إلى النصف في السنوات العشر المقبلة. فما هي الخطوات التي سيتمّ أخذها لتحقيق هذا الهدف؟
كان قطاع الموضة البريطانية قد تبنّى سابقاً خطة تهدف إلى تخفيض الانبعاثات السامة بنسبة 30% خلال السنوات العشر المقبلة، لكن التراجع الذي شهده الوضع البيئي العالمي دفع بمجلس الأزياء البريطاني للدعوة إلى فعالية Great Fashion for Climat Action بهدف البحث في الأوضاع البيئية وتسريع آلية اتخاذ خطوات عمليّة وملموسة في مجال الاستدامة. ولا يزال قطاع الموضة مسؤولاً حتى اليوم عن 10% من الانبعاثات السامة عالمياً، وهو يسبق بذلك قطاعي النقل البحري والجوي مجتمعين في مجال تلويث البيئة.
مجموعة من المصممين والعارضين المشاركين في فعالية Great fashion for climat auction
مادة اعلانية
من أبرز الخطوات الصديقة للبيئة التي تمّ تبنّيها سابقاً كانت تنفيذ أزياء وأكسسوارات قابلة للتدوير واعتماد التقنيّات المساعدة على تخفيض الانبعاثات السامة أثناء التصنيع. ولكن هذه الخطوات تبقى غير كافية بشهادة الخبراء المشاركين بقمة المناخ "كوب26".
وقد أظهر الواقع الذي وصلنا إليه على الصعيد البيئي أن مقررات ميثاق الأمم المتحدة لصناعة الموضة الداعمة للبيئة، الذي تمّ إصداره في العام 2018 وجمع 130 علامة تجارية، لم يعد كافياً.
ويعتبر الخبراء أن قطاع الموضة لديه فرصة كبيرة للمساهمة في أنظمة تحدّ من التلوث البيئي وتعتمد على نهج يمكن تعميمه على تجارب مختلفة في هذا المجال، ويقوم على الاستثمار في مجال إعادة التدوير، وإعادة البيع، وإبطاء التصنيع، والتوعية على مخاطر منهجيّة "الموضة السريعة" أو ما يُعرف باسم Fast Fashion.
قمة المناخ كوب26
وقد شهدت قمة المناخ "كوب26" تحديد أهداف جديدة لميثاق صناعة الموضة للعمل المناخي وتحديد تدابير تسرّع آليّة الاستدامة استجابةً لأزمة المناخ. أبرز هذه التدابير: الاعتماد على استعمال الطاقة التي تولدها مصادر متجددة، التركيز على استعمال المواد الخام الصديقة للبيئة، استبدال الجلود الطبيعية بالجلود النباتية، ومنع استعمال الفرو في صناعة الموضة.
ويدعو الميثاق أيضاً إلى إيجاد آليات تحفيزيّة لمشاركة الموردين لشركات الملابس في تخفيض الانبعاثات الكربونية ووضع خطط اقتصادية تأخذ بالاعتبار حماية البيئة.
مستقبل واعدمن المبادرات التي أثبتت نجاحها حتى الآن نذكر تبني مادة Pinatex المصنوعة من أوراق ثمار الأناناس كبديل للجلد الطبيعي من جانب 300 علامة تجارية في العالم منتشرة في 80 دولةً.
حقائب صديقة للبيئة مصنوعة من بقايا خرطيم الإطفاء
ومن الأمثلة الناجحة أيضاً تجربة علامة Elvis&Kresse التي تصنّع حقائبها وأحزمتها من بقايا خراطيم الماء القديمة التي يستعملها رجال الإطفاء، بالإضافة إلى توقيعها اتفاقية لمدة 5 أعوام مع دار Burberry لاستعمال 120 طنا من فضلات الجلود لديها لابتكار منتجات جلديّة فاخرة.
كما يتمّ العمل على مجموعة من الأبحاث لتطوير طرق جديدة لتصنيع المنسوجات من النفايات المنزلية مثل مخلّفات الطعام ولفائف المحارم الورقيّة.