ترى أن المرأة بحاجة إلى مساحة كبيرة من أجل مناقشة مواضيعها بجرأة أكثر، وأن السينما هي المتنفس الوحيد من أجل القيام بذلك، لا تخشى الانتقادات وتقول ما يحلو لها من دون أن تسيء إلى أحد بل إنها محبوبة من الجميع، إنها النجمة "هنا شيحا" التي تنتظر عرض فيلمها الجديد "النهاردة يوم جميل" عن الاغتصاب الزوجي، والتي تحدثت مع موقع العربية. نت عن كواليسه، وعن مشاركتها كعضو لجنة تحكيم في المهرجانات السينمائية وغيرها من التفاصيل عن غيابها لفترة عن الساحة.
أين أنت من التمثيل وما سبب غيابك؟غبت عن الدراما العام الماضي فقط، ولكن منذ فترة طويلة لا أجد ما أتطلع إليه سينمائياً وتلفزيونياً، فهناك موضوعات تصلح أكثر للتليفزيون لأنها تتطلب مساحة عرض كبيرة، لكن لدي فيلم انتهيت من تصويره بعنوان "النهارده يوم جميل" مع المخرجة نيفين شلبي، وهو أول فيلم طويل لها بعد إخراجها عددا كبيرا من الأفلام القصيرة، من إنتاج المخرج شريف مندور.
مادة اعلانية
الفيلم اجتماعي يتناول قضية الاغتصاب الزوجي، وهي قضية مطروحة بقوة، لكننا كنا نحضر للفيلم منذ عامين لأن القضية مهمة وتعاني منها سيدات كثيرة في مجتمعاتنا، وحينما تذهب المرأة للإبلاغ عنها يقال لها إن القانون لا يجرم الزوج، والحقيقة أنني عندما قرأت السيناريو انهرت كثيراً، وأخبرت الكاتبة أن الفيلم لمسني كثيراً وأثر فيّ، وأتمنى أن توضع قوانين صارمة ضد الاغتصاب الزوجي، لأن الرجل يظن أنه طالما تزوج المرأة فهي قد أصبحت ملكاً له ويفعل ما يحلو له.
هنا شيحا
مهم جداً أن أحب الدور، وأن يكون السيناريو محكما وأتعلق به، وإلا لن أستطيع إتقانها، بل يفرق معي القصة والإنتاج وأن أقدم شخصية جديدة، لكننا في النهاية نخضع لأشكال درامية محددة مع اختلاف الحوادث، المهم هو كيفية التناول الدرامي لها، ولا بد أن أقع في غرام القصة والسيناريو لكي أقدم على خطوة المشاركة في عمل، مثل فيلم "عيار ناري" فلقد شاركت كـ ضيف شرف بـ أربعة مشاهد لمجرد أنني أحببت الدور والعمل لامسني، وأنا أحب أعمال المخرج كريم الشناوي، ومنذ فيلم "الديزل" للأسف لم أجد مشروعاً سينمائياً متكاملاً سوى فيلم "النهاردة يوم جميل" لأن قصته استفزتني كثيراً.
كما أنه يفرق معي أن تكون سينمائية أو تليفزيونية، ولا أن تنتمي لبطولة فردية أو جماعية، وأعتقد أنني جريئة في اختياراتي، والفن عموما يستلزم قدراً من الجرأة.
هنا شيحا
هي المرة الرابعة بالنسبة لي التي أشارك فيها كعضو لجنة تحكيم، الأولى كانت بمهرجان الإسكندرية عام 2014، ثم في المهرجان الكاثوليكي، ومهرجان القاهرة السينمائي، وأخيرا مهرجان أسوان الذين تواصلوا معي لأكون ضمن لجنة تحكيم الفيلم القصير، وكان شرف كبير لي.
فأنا أحب المشاركة في لجان التحكيم في المهرجانات، فهي ممتعة، حيث نشاهد العديد من الأفلام، ويحدث خلال ذلك تبادل ثقافات ووجهات نظر مختلفة سينمائيا، وهو ما أحبه لأننا كلنا مشتركون في لغة السينما ولكن مختلفين في الثقافات وهو أمر مهم جدا، حيث شاهدت أفلاما جيدة تتناول قضايا معاصرة حدثت في العامين الأخيرين على غرار التباعد الاجتماعي، والأمراض والأوبئة، والعنف الزوجي والتحرش، فالأفلام تعبر عن ثقافات متباينة، ومع ذلك فإن لغة السينما واحدة، فهي توحد الناس جميعا على اختلاف ثقافاتهم، وبرنامج الأفلام القصيرة كان قوياً، لذا فإن اختيار الأفلام الفائزة لم يكن سهلاً، لكننا لم نختلف وتوافقنا عليها.
وهل كان هناك استفادة من المشاركة فنياً في هذه اللجان؟بالتأكيد، فلقد استفدت بمشاهدة أفلام لا يتاح مشاهدتها إلا في المهرجانات، حيث أتعرف على ثقافات مختلفة وشخصيات جديدة تعمل في السينما، تكاد تكون الهموم واحدة، وفي مشاهداتي لا أفضل عنصراً على حساب الآخر، بل أهتم بالفيلم ككل وإلا فسأظلم عناصر فنية مهمة تساهم في نجاح الفيلم، مثل الموسيقى التصويرية، السيناريو، الإيقاع، التصوير، المونتاج، كما أنني لا أرى أن هناك اختلافاً بين الأفلام المصرية والأجنبية، فنحن لدينا تمثيل جيد، رغم أن الأفلام المصرية التي تشارك في مهرجانات لم تعد بالكثرة التي كانت عليها من قبل، لسيطرة الأفلام التجارية بشكل أكبر على الساحة، نحن في حاجة لأفلام فنية أكثر وهذا لا يعني ألا تكون جماهيرية، وأرى أن السينما المستقلة هي التي تنتج في السنوات الأخيرة أفلاما قادرة على المشاركة في مهرجانات كبرى.
وما رأيك في المهرجان بشكل عام وأنه يقدم ما يدعم سينما المرأة؟أرى أنه المهرجان الوحيد الذي يهتم بسينما المرأة وهو أمر مهم جدا، ومؤخرا أصبح صوت المرأة في المجتمع قوي ومسموع في البلد وتتقلد مناصب مهمة في كل مكان، ولابد أن يكون أيضا في السينما، وما زالت سينما المرأة تحتاج لدعم وضخ العديد من الأموال، فلابد للناس أن تدعم وتشاهد وتشجع الفيلم والقائمين عليه، لأن في العادة هذه الأفلام ليست كوميدية طول الوقت، ولأنه يناقش قضية مهمة خاصة بالمرأة، وأنا أساند المرأة المصرية والعربية في أعمالها دائما، وأتمني أن تقدم كل ما في وسعها من أجل المرأة.
وليس أفلام المرأة فقط، فهناك العديد من الأفلام التي تعرض في دور السينما، ولكنها لا تحقق الأرباح مثل فيلم يوم الدين مثلا، والذي يتحدث عن مستعمرة الجزام، وحصل على جائزة مهمة في كان، واتكرم في مهرجانات كثيرة، ولكن عندما عرض للجمهور لم يحصل على الاهتمام اللازم له، ولابد أن يحصل وعي نوعا ما للجمهور، ونقول لهم انزلوا واقطعوا تذاكر وشاهدوا هذه الافلام، فأنا أدعم السينما.
هنا شيحا