نبض لبنان

"ذاكرة لا تُمحى" معاناة الشعب العراقي عبر التاريخ

استطاع الفنان العراقي، سيروان باران، أن يجسد استنفار الروح والمعاناة التي يعيشها الشعب العراقي، من خلال 27 لوحة فنية بفرشاته الغاضبة التي تعمل على تحويل القسوة إلى جمال والتي استطاعت أن توثق المشاهد المرعبة ضد الإنسانية التي ارتكبت من خلال معرضه الفني "ذاكرة لا تُمحى" الذي تم افتتاحه منذ 2 من فبراير حتى 20 فبراير بمحافظة القاهرة في حي الزمالك.

لوحة نقطة تفتيش كلبية

وعملت سنين الحرب التي عاشها الفنان سيروان من خلال تجنيده في الجيش العراقي في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي على تشكيل الجندي الفنان الذي يعمل على تجسيد المراحل التي عايشها في بلده لأكثر من 14 عاماً من خلال أعماله الفنية التي تعكس معاناة الشعب العراقي على مر السنين.

فأوضح الفنان باران من خلال حواره لـ"العربية.نت" أنه يحاول أن يسجل آلام الشعب العراقي خلال الحروب التي عاصرها، كما يحاول أن يوثق المعاناة التي عاشها هذا الشعب على يد الحكام الطغاة، وأكد أنه من خلال هذه المجموعة قام بتسجيل المواطنين المهمشين والمظلومين الذين لا تهتم بهم المراجع التاريخية مثل المنتصرين، فالظلم الذي تعرض له الشعب العراقي ومعاناة الأسرى في السجون هي ما يحاول أن يبرزه من خلال لوحاته.

موضوع يهمك
?

قضى لاعب المنتخب الوطني العراقي للكاراتيه، خليل إبراهيم خليل، الخميس، متأثراً بجراحه نتيجة أحداث تظاهرات محافظات النجف،...
مقتل لاعب منتخب العراق للكاراتيه بهجوم أنصار الصدر العراق

وأشار باران إلى أنه يعمل على توثيق طعم الانكسار والهزيمة التي لا توثق إلا قليلاً في الحروب، والتي خسر فيها العديد من زملائه وأصدقائه وآلاف العراقيين. فهذا الكم من الحزن والخذلان وخيبة الأمل تمثل مادة دسمة لموضوعاته التي يحاول أن يجسدها في لوحاته "فأنا لم أمت ولكن رأيتهم كيف ماتوا"، على حد قوله.

كما اعتمد الفنان في كثير من لوحاته على استخدام "الكلب" كرمز لديه للنهش والسعار، حيث رأي باران أن الكلب يحتل مساحة كبيرة في ترويع أهل العراق من خلال التفتيش والتنقيب عن مصادر المقاومة وأدواتها، فقرر باران أن يدرس هذا الكائن الذي ارتبط في مخيلته بالحضارات المتنوعة مثل المصرية واليونانية والفارسية.

كلاب مسلوخة من جلدها الأصلي
مجموعة من المحكومين بالإعدام متجهين نحو الموت

وجدير بالذكر أن الفنان سيروان باران حصل على بكالوريوس فنون جميلة بجامعة بابل، وأقام العديد من المعارض الدولية والمحلية، كما حصل على العديد من الجوائز التقديرية منها جائزة الفن العراقي المعاصر سنة 1995م، ووسام تقديري من بينالي القاهرة 1999م، والجائزة التقديرية بينالي بغداد الثالث عام 2002، والوسام الذهبي بمهرجان المحرس الدولي بدولة تونس عام 2002.

جشع المائدة
رجل يحقق مع ذاته ..المقصود منها نعتب على أنفسنا لأننا كنا السبب بكل شئ
الطريق إلى المجهول
بعد التخمة