نبض لبنان

إدوارد للعربية.نت: التمثيل سرقني من الغناء ولن أكرر برامج المقالب

رغم بدايته الغنائية فإنه احترف التمثيل واتخذه مساراً استمر فيه منذ سنوات، وتحول الفنان إدوارد صاحب "ليندا ليندا" إلى ممثل يتنقل بين الأدوار ببراعة شديدة، وإن طغت الكوميديا على معظم أدواره، فإنه حاول التمرد في الفترة الأخيرة، وقدم أكثر من عمل بعيداً عن الأدوار الخفيفة.

وفي حواره مع "العربية.نت"، تحدث إدوارد عن تجربته في مسلسل "حواديت الشانزليزيه"، والذي حقق نجاحا كبيرا وأحدث نقلة في حياة إدوارد بدور "المحقق محمود سليم"، كما تحدث عن تجربته مع النجم أحمد السقا في مسلسل "ولد الغلابة" وأهم محطاته الفنية.

*حدثنا في البداية عن مسلسل "حواديت الشانزليزيه" ودور "محمود سليم"؟

**هذا المسلسل أعتبره من أهم النقلات الفنية في حياتي، إن لم تكن أهمها على الاطلاق، فشخصية "محمود سليم المحقق" من أهم الشخصيات الدرامية التي لعبتها وبعيدة عن أي دور قمت به من قريب أو بعيد، بالإضافة إلى الجدية والذكاء والحنكة التي تمتعت بها، وكنت متخوف جدا قبل أداء الشخصية لأنه محقق ذكي جدا ويحل طلاسم قضية الشانزليزيه التي تدور حولها الأحداث من الحلقة الأولى، والحمد لله حقق المسلسل نجاحا كبيرا جدا منذ بداية عرضه، وكان هذا أجمل رد فعل حدث لي في حياتي.

الفنان إدوارد

*كيف تحضرت لشخصية بصعوبة "محمود سليم" حتى تخرج بهذا الإقناع؟

**شخصية المحقق لها طرق كثيرة للأداء، ولكني فضّلت أن أقدمها بشكل مختلف، وقد استحضرت شخصية المحقق الشهير "شرلوك هولمز" واستلهمت من تكنيكه كثيرا في الأداء حتى خرجت الشخصية بهذا الشكل، وواجهتني صعوبة أخرى وهي أن الشخصية مفروض أن تعلق على الأحداث والشخصيات من الحلقة الأولى ليربط التعليق الأحداث ويفسر الشخصيات والصراع، ومفترض أن ذلك من الحلقة الأولى للأخيرة، ولهذا كان لابد أن أضبط لغتي العربية حتى تصل لدرجة الامتياز، لذلك تدربت كثيرا وساعدني الإعلامي الكبير طارق أبو السعود وتم الأمر بنجاح.

*ألم تشعر بالقلق من تقديم شخصية بهذه الجدية أم هذا تمرد على الكوميديا؟

**فعلا تخوفت في البداية، فالشخصية جادة جدا ولا تحمل أي وجه خفيف، وهي مخاطرة بكل المقاييس، وسألت نفسي هل سيتقبل الناس شخصيتي الجديدة وأستطيع إقناعهم؟ وتحديت نفسي حتى أكسب الرهان وطبيعي أن أي فنان يغير من أدواره ويغير جلده ويتمرد على القوالب الثابتة، وعموما أنا لدي رغبة منذ فترة في تقديم أدوار بعيدة عن الكوميديا، حيث انحصرت سنوات طويلة في هذه الأدوار، وأستطيع أن أقول إن شخصية "محمود سليم" قريبة من شخصيتي الحقيقية.

*هل صحيح إنك رفضت المشاركة في مسرحية كوميدية بسبب عدم اضطراب الإحساس التراجيدي أثناء المسلسل؟

**فعلا اعتذرت عن مسرحية ودور كوميدي مهم لأني أردت التركيز في الجدية ووقار شخصية "محمود سليم" لدرجة أني لم أوافق على المشاركة في أي عمل آخر حتى أعطي الشخصية حقها تماما، لأني كنت واقعا في غرام فترة الخمسينيات التي تناولها العمل وتمنيت لو عدت وعشت في هذه الفترة وجمالها.

من كواليس مسلسل "حواديت الشانزيليزيه"

*كيف ترى مشاركتك مع إياد نصار و5 بطلات ومخرج جديد يقدم أولى تجاربه في "حواديت الشانزليزيه"؟

**كل شيء في هذا العمل أعتبره جديدا ومثيرا للحماس، بداية من المؤلفين نهى سعيد وأيمن سليم، ثم المخرج مرقس عادل، والأبطال، والموضوع، والنجوم، والوجوه الجديدة، وربما الاختلاف والتجديد كان أهم أسباب حبي للمغامرة ورهاني عليها والذي ربحته بالتأكيد.

*قدمت دور الصعيدي في رمضان الماضي بشخصية "صديق" شقيق أحمد السقا في مسلسل "ولد الغلابة".. حدثنا عن التجربة؟

**تقديم دور الصعيدى لم يكن سهلا أبدا، خاصة أني جسدته لأول مرة وهو بعيد أيضا عن الكوميدي، وكان الأمر يتطلب مجهودا وتركيزا عاليين، وساعدنا كثيرا مصحح اللغة الصعيدي اللغوي الأستاذ عبدالنبي الهواري، وهذا جعل الموضوع أكثر سهولة وممكنا إلى حد كبير، كما كانت الكواليس رائعة خاصة أن أغلب الممثلين فى العمل أصدقائي.

أما السقا بطل العمل فهو حكاية بحد ذاته، وهو إنسان رائع وفنان كبير ومتعاون ومتواضع، ويحب أن ينشر الطاقة الإيجابية بين الجميع، كما أن هناك علاقة صداقة قوية تربطنا منذ سنوات طويلة.

والحقيقة أن الصعوبة الوحيدة في المسلسل كانت فقط في مكان التصوير والجو الذي كان شديد الحرارة.

من كواليس مسلسل "ولد الغلابة"

*ما وضع ترتيب الأسماء على تتر العمل الفني بالنسبة لك وهل تتدخل في وضع اسمك؟

**حقيقي التتر وترتيب الأسماء لا يهمني ولا أتدخل فيه إطلاقاً، فهو عمل المخرج والمنتج ولا يفرق معي ترتيب الأسماء على التتر إطلاقا، فى أى عمل أقدمه، ولكن المهم بالنسبة لي هو أن أقدم عمل مميز ودور مختلف يجعل الناس تتأثر وتتفاعل معه، وهذا هو المعيار الحقيقي، فالتتر لا يفرق مع الناس ولا يضعون في بالهم حسابات الترتيب أو تفرق معهم، وما يجعلهم فقط يهتمون هو الدور والرسالة التي يقدمها وهذا بالفعل ما يفرق معي.

*بعد مشوارك الطويل ما العمل الفني الذى تعتبره فارقا في حياتك؟

**هناك أعمال كثيرة مهمة في حياتي، ولكن البداية والانطلاق تمثل عنق الزجاجة بالنسبة لأي فنان، وبالنسبة لي فيلم "كلام في الحب" أعتبره العامل الفارق في حياتي، فهو بداية انطلاقي الفني والنقلة الفعلية في حياتي ومعرفة الجمهور بي، لدرجة إن الناس حفظت "إيفيهاتي" في الفيلم عن ظهر قلب وهذا كان منعطف في تاريخى الفني.

الفنان إدوارد

*بدايتك كنت مطربا فما سبب ابتعادك عن الغناء؟

**الحقيقة إن التمثيل هو سبب ابتعادي عن الغناء، فأنا أيضا أحب التمثيل جدا ومنحني انتشارا وشهرة وحب الناس، وكان من الصعب التوفيق بين التمثيل والغناء لأني جسدت أعمالا كثيرة جدا في أوقات متقاربة وفضلت التمثيل بصراحة شديدة.

*قدمت كمذيع برامج مقالب فهل يمكن أن تكررها؟

**لن أكرر هذه التجربة مرة أخرى، فهي كانت مناسبة لوقت معين ومرحلة معينة وحاليا لا تناسبني ولا أحب أن أعيدها.

*وأخيرا ألا تحلم بعمل تقوم فيه بالبطولة المطلقة؟

**لا حقيقي وبكل أمانة لا أفكر في البطولة المطلقة ولا أريدها، وقد عرض علي العديد من البطولات المطلقة واعتذرت، لأني لا أحسب الأمور بهذه المقاييس، وأرى نفسي بطلا في كل دور مؤثر ومهم ومختلف أقدمه في أي عمل.