بعد نجومية كبيرة وبطولات مطلقة وبصمة خاصة في السينما والمسرح والتلفزيون، غاب النجم هاني رمزي الذي تميز بالطرح السياسي في كل أعماله وتساءل الجمهور عن سبب بعده عن الساحة الفنية.
وفي حواره مع "العربية.نت"، تحدث هاني رمزي عن تكريمه الأخير في مهرجان "كازابلانكا"، وسبب غيابه الفني، وكشف كذلك عن تفاصيل فيلمه الجديد "نيزك الدكروري"، وهل تفوق في برامج المقالب.
*حدثنا عن سبب تواجدك في الفترة الأخيرة في المغرب وتفاصيل تكريمك السينمائي؟
**سافرت إلى المغرب مؤخراً لحضور تكريمي في مهرجان "كازابلانكا" السينمائي، وكنت سعيدا جدا بهذا التكريم والاستقبال والحفاوة العظيمة، التي قوبلت بها من الجمهور المغربي العزيز، كما عرضت لي أفلام منذ بداية مشواري الفني وحتى قيامي ببطولات، ولم أكن أصدق ما وجدته من ترحاب عربي كبير جعلني أشعر بمسؤولية كبيرة جدا أكثر من ذي قبل.
ويارب أكون عند حسن ظن كل جمهوري وأقدم ما أستحق به كل هذا الحب.
*سمعنا أنك تستعد للعودة للسينما بعملين كبيرين فما صحة ذلك؟
**فعلا بالنسبة للسينما لدي عدة تعاقدات، منها فيلمان تعاقدت عليهما بشكل نهائي، وهما من نوعية الأفلام ذات الإنتاج الضخم، وحاليا أحضر لهما وأحدهما مع المخرج طارق عبدالمعطي.
*وما تفاصيل فيلم "نيزك الدكروري" الذي يتردد أنه يعاني من تعثر بالإنتاج؟
**فعلا هناك فيلم من الأفلام التي يتم التحضير لها بعنوان "نيزك الدكروري"، وهو خيال علمي، أو بين الفانتازيا والواقع، ويدور حول نيزك يقع على الأرض ويُحدث مشاكل يتم معالجتها بشكل كوميدي اجتماعي.
وهذا العمل يتطلب غرافيك وتكاليف كبيرة جدا لتجسيد الصورة التي في ذهن كاتبه خالد الشيباني، ومخرجه طارق عبدالمعطي، ولهذا هناك بعض العقبات المادية لأنه يتطلب ميزانية ضخمة جدا. وهذا الفيلم مؤجل حتى نجد الإنتاج المناسب.
*رشحت لأكثر من فيلم في الفترة الأخيرة ولكنك اعتذرت بشكل قاطع فما السبب؟
**أنا أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه الجمهور، وأعتقد أن أفلامي السابقة حققت تأثيرا كبيرا على مستويات إنسانية وسياسية واجتماعية، لذلك فكرة قبولي أي فيلم تخضع للكثير من المحاذير، ولابد أن يحترم عقلية المشاهد، ويكون أفضل مما سبق أو على الأقل بنفس المستوى، لهذا رحلة بحثي عن أعمال جيدة تستغرق سنوات، ولا أقدم أي شيء إلا وأنا مقتنع مليون بالمائة أنه أفضل ما يمكن.
*وما المعايير التي تحكم على أساسها أن الفيلم جيد أو غير ذلك؟
**أهم شيء أن الفيلم يقدم فكرة مؤثرة وفي نفس الوقت يرسم ابتسامة، وهذا من حيث الخطوط العامة، أما بالنسبة للشخصية فيجب أن يكون مختلفا تماما عن أي شيء قدمته من قبل، فأنا أحرص في المقام الأول على التنوع، وإذا رجعنا لأعمالي لن نجد عملا ولا شخصية تشبه الأخرى أبدا، فـ"غبي منه فيه" يختلف عن "محامي خلع" وعن "أبو العربي أو "قسطي بيوجعني" و"جيمس بوند"، وإذا وجدت دورا يشبه بأي شكل دورا آخر أعتذر فورا، وغيابي الفترة الماضية والذي يقترب من عامين سببه عدم وجود أفكار جيدة تصلح لي.
*قلت إن الكوميديا تعاني منذ عام 2011 فما تفسيرك لهذه الأزمة؟
**منذ عام 2011 فعلا لا توجد سيناريوهات كوميدية جيدة ولا أفهم لماذا ونادرا ما أجد عملا كوميديا مصنوعا جيدا ويلمسني من الداخل ويؤثر، وإذا وجدت أي أمل أو فكرة لا أتردد في عملها والمحاربة من أجلها على حساب الأجر أو الظروف وأسعى ليرى العمل النور.
وعموما أنا لا أعتبر غيابي مشكلة إن لم يكن وجودي مؤثرا.
*إذا كانت السينما تعاني من أزمة فلماذا تغيب منذ سنوات عن الدراما أيضا؟
**حقيقي لا أعرف السبب فأنا منذ 3 سنوات أود العودة للتلفزيون وربما أنا من ظلمت نفسي تلفزيونيا بسبب تركيزي في تقديم برامج المقالب، التي أقدمها منذ سنوات، خاصة أن هذه النوعية نجحت وحققت أرباحاً كبيرة للقناة التي تعرض عليها. وبالنسبة للقناة البرنامج له أولوية لدرجة أني طلبت عمل مسلسل، فقيل لي البرنامج أهم ولا نستطيع الاستغناء عنه، ونصحوني بتأجيل المسلسل وقلت لهم ذات مرة "هذا ظلم فني لي".
*هل هذا اعتراف منك أنك ظلمت نفسك فنيا بتقديم برامج الكوميديا الخفيفة؟
**برامج المقالب برامج خفيفة مقصود بها تحقيق ابتسامة لطيفة وتسلية لذيذة في رمضان، وليس لدي أي مشاكل معها، بالعكس أحبها وسعيد بنجاحها خاصة أنها تحقق انتشارا ضخما، رغم أنها لا تستغرق نفس مجهود المسلسل ولا نفس التعب، حتى يشاهد الناس وبكل صراحة أصبحت هذه البرامج أكثر نجاحا ومشاهدة في العالم كله. ولذلك لا أعتبرها ظلمتني فنيا بالعكس حققت نجاحا في فترة لا أجد فها فكرة مناسبة.
*بصراحة هل منافستك مع رامز جلال في برامج المقالب في صالحك أم صالحه؟
**برامج المقالب وجبة محببة جدا عند الجمهور، والناس لديها استعداد لمشاهدة بدل البرنامج 10 برامج ، ويجوز مقارنتي مع رامز جلال دائما ترجع لأننا الوحيدان على الساحة في هذا المجال حاليا، وفكرة "من الأفضل" يحسمها الجمهور فقط ولست أنا، وهناك من يرون أني تفوقت في برنامج "هاني في الأدغال" وتفوق رامز علي في مواسم أخرى، وعموما أنا أشجع المنافسة لأنها في النهاية تصب في مصلحة الجمهور.