تعود الفنانة إلهام شاهين إلى السينما بأكثر من عمل سينمائي، كما تتحضر لمسلسل جديد. وفي لقائها مع "العربية.نت" تحدثت إلهام عن مشروعاتها الجديدة وموقفها من سينما الشباب ورأيها في موجة العنف التي تسود موضوعات الأعمال الفنية.
كما تحدثت عن أسباب غيابها وأهمية دور الدولة في عودة المفاهيم الصحيحة للمجتمع.
*في البداية حدثينا عن مشروع فيلم "حظر تجول"
**فيلم "حظر تجول" من الموضوعات المهمة التي حمستني للعودة للسينما، ووجدت فيه رؤية مختلفة جذبتني جداً، وأقوم فيه بدور امرأة تخرج من السجن ليلة فرض حظر التجول الذي كان معمولاً به في مصر في فترة ما. والفيلم تأليف وإخراج أمير رمسيس، وسيتم تصويره في الأسبوع الأخير من نوفمبر الحالي.
*من الواضح أنك ما زلت متأثرة بفترة حكم الإخوان التي عانيت فيها كثيراً بشكل شخصي لهذا اخترت موضوعاً سياسياً يتحدث عن هذه المرحلة؟
**فعلاً فترة حكم الإخوان أثرت على كل المصريين، ولا أنكر مدى معاناتي منها كإنسانة وفنانة، ولكنها ليست وراء اختيار موضوع فيلم "حظر تجول"، فالفيلم ليس له مضمون سياسي مباشر، بالعكس هو فيلم اجتماعي إنساني وإن كانت أحداثه تبدأ بالفعل في فترة حساسة أعقبت حكم الإخوان المسلمين لمصر.
وكل ما يخص السياسة فقط هو ليلة فرض حظر التجول، ولا أستطيع الإفصاح عن فكرة الفيلم وأحداثه لأنها مرتبطة بأحداث تشويقية.
*ما الذي جذبك للتعاون لأول مرة مع المخرج أمير رمسيس رغم تعاونك من قبل مع أكبر مخرجي السينما المصرية والعربية؟
**أمير مخرج مميز جداً، وأنا من المعجبين بأعماله الفنية التي أعتبرها مهمة جدا. كما أنه يملك رؤية فنية وإخراجية مميزة، بالإضافة إلى أنه كاتب سينمائي من الطراز الأول، وعندما قرأت المشروع على الورق أعجبت به جدا ووجدت الموضوع جديدا تماما، ولم يطرح بالسينما من قبل، لذلك تحمست للعمل مع أمير لأنني أثق في إمكانياته كمخرج ومؤلف.
عموما لأنني عاصرت أهم مخرجي السينما وتعاملت معهم جميعا تقريبا فلا أخاف من التعامل مع المخرجين الشباب أو الذين أتعاون معهم للمرة الأولى. وهذه ليست تجربة أمير الأولى في الإخراج، وحتى لو كانت كذلك فهذا لا يخيفني وسبق وتعاملت مع مخرجين آخرين في أول تجاربهم الفنية.
*تشاركين أيضاً في فيلم بعنوان "أهل العيب" مع منة شلبي فما تفاصيله؟
**هذا الفيلم لم يتم تحديد موعد لتصويره وهو الآن قيد التحضير، وموضوعه جيد جدا ومميز ومختلف عن كل الموضوعات الموجودة بالسينما، وهو بطولة منة شلبي، ولم يتحدد أسماء النجوم الآخرين خاصة الرجال، وهو من تأليف تامر حبيب.
*تردد أن هناك اعتراضا رقابيا على الفيلم واعتذرت عنه الكثير من النجمات بسبب موضوعه الجريء الذي يتناول "الشذوذ" بين النساء؟
**كل ما يتردد غير صحيح، والفيلم حصل على إجازة من الرقابة، وليس للعمل أي علاقة من قريب أو بعيد بفكرة الشذوذ، فهذه شائعات غريبة ومن الجيد أن تأتي الفرصة لأنفيها كلياً وجزئياً.
*اختفيت عن السينما لفترة فما الأسباب؟
**لم أختف إلا فترة قليلة ولا أعرف لماذا شعر الناس أنني بعدت عن السينما، فمنذ سنوات قريبة كان يُعرض لي فيلم "يوم للستات"، وحتى هذه اللحظات مازال الفيلم مطلوباً في مهرجانات، وحدثني مؤخرا "مهرجان مراكش" للمشاركة به، لكن لا أنكر أنني أرفض التواجد من أجل التواجد فقط، فهذا مبدئي منذ كنت ممثلة صغيرة وجديدة، وطالما لم أجد الموضوع المؤثر والمهم مستحيل أن تجدني في عمل حتى لو جلست في بيتي لآخر العمر.
*ما شروط العمل المؤثر من وجهة نظرك؟
**العمل لابد أن يكون متكاملا إخراجيا وإنتاجيا ومن حيث السيناريو والممثلون، كما أن موضوعه يجب أن يقدم جديدا ومختلفا، ويبني فكرا جديدا ومبدعا، فكثير من الأعمال تعرض علي وأرى أن موضوعها لا يتناسب مع ما أحلم بتقديمه من قيم بناءه وفكر ملهم للمجتمع ولهذا أرفضها.
*هل تاريخك الفني وضعك في اختيارات صعبة خاصة أن موضوعات السينما حاليا قد لا تناسب جيلك بالكامل؟
**طبعا أنا قدمت أعمالا كبيرة ولي تاريخ كبير ولن أضحي به تحت أي ظرف، وفي فترة ركود السينما أنتجت بمعظم أموالي أعمالا تتناسب مع قناعاتي الفنية والإنسانية وتضيف لتاريخي ولا تسيء له، مثل فيلم "خلطة فوزية" الذي حصل على جوائز عديدة، وفيلم "واحد صفر" الذي حصل على 50 جائزة من مهرجانات متعددة بالعالم. وكذلك فيلم "يوم للستات" الذي تجاوزت جوائزه 20 جائزة.
وعندما أفكر في الفيلم السينمائي أفكر في عمل يضيف لنفسي ولبلدي ويشرف مصر في المحافل العربية والعالمية، فأنا ممثلة يحترمها الجمهور وصناع السينما، وقدرتني المهرجانات ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن أتنازل عن هذا المستوى.
*يلاحظ اختفاؤك التام من أفلام الشباب التي تقدم حاليا فهل هناك قرار بعدم التعاون مع هذا الجيل؟
**لا طبعا كل أفلامي الأخيرة مع شباب، ففي "يوم للستات" كان أحمد الفيشاوي وناهد السباعي واياد نصار موجودين وبقوة. وفي فيلم "هز وسط البلد" زينة شاركت في البطولة، وأيضا في فيلم "واحد صفر" كانت نيللي كريم بطلة، وخالد أبوالنجا وغيرهما من الممثلين الشباب.
وفي فيلم "ريجاتا" شاركت مع عمرو سعد ورانيا يوسف، وهذا يعني أنني لا أرفض المشاركة مع الشباب أبدا، ولكن يهمني نوع العمل وتأثيره وقوته وما يقدمه من مفاهيم ومعانٍ، وإن توفرت هذه المواصفات في فيلم مع أي ممثل شاب سأقبل بدون تردد.
*هذا يعني أنك لا ترفضين القيام بدور أم أو أخت كبرى لنجم شاب في فيلم يحمل اسمه؟
**طبعا لا أرفض الفيلم بدور أم لنجم كبير أو شاب ولم يمثل كبر سن الشخصية يوما ما عقبة في فكرة اختياري لدور، فقد قدمت دور أم عمرو سعد في فيلم "ريجاتا"، وطبعا مستحيل في الحقيقة أن أكون أماً لرجل في سنه، وقمت بلبس باروكة امرأة صلعاء مفروض أنها مريضة بالسرطان وارتديت ملابس تظهرني أكثر من وزني بعشرات الكيلوغرامات، وكنت سعيدة بالدور لأقصى درجة.
وقبله كنت أصغر سنا وقدمت دور أم أشرف عبدالباقي في فيلم "خالي من الكوليسترول" رغم أن أشرف قريب مني في السن. وكما قلت يهمني الدور وتأثيره، أما السن فلا تزعجني أبدا.
*لكنك مقاطعة تماما لأفلام الشباب المقدمة حاليا مثل "الفيل الأزرق" و"ولاد رزق" وهي أفلام كسرت جاجز الـ100 مليون جنيه إيرادات؟ فما السبب؟
**لست مقاطعة، ولكن هذه النوعية من الأفلام لا تتناسب معي تماما، وكذلك أنا ضد سينما العنف والدم والأكشن المبالغ فيه رغم أنني أدخل السينما وأتابع كل ما يقدم.
وأنا لست ضدها من حيث النجاح والأهمية، ولكنني أكره العنف والدم وأحب الأفلام الاجتماعية والبناءة، وأتمنى وجود كل الأنواع بدلا من سيطرة نوع واحد، ولكن للأسف هذه الفترة لا نجد إلا هذه النوعية، فأين الأفلام الرومانسية والإنسانية والتاريخية والغنائية من كل ما يتم تقديمه حاليا؟ للأسف هناك اختفاء تام، وهذا خطأ كبير جدا في حق الصناعة.
والأدهى أن الدراما أيضا أصبحت كل موضوعاتها تقريبا مشابهة للسينما من حيث العنف والأكشن، وأرى أنه يكفينا ما نراه في نشرات الأخبار من تدمير ومشاكل وعنف، ولا يجب أن نجد أيضا في السينما نفس الجرعة الكئيبة من هذه الموضوعات. وعلى الدولة التدخل لإنتاج أعمال مختلفة، لأن المنتجين إذا رأوا عملا ينجح يحولونه لظاهرة ويقدمون كل الأفلام بنفس الفكرة، مثلما حدث من فترة عندما أصبح الجميع ينتج أفلاما كوميدية، وحاليا الكل متجه للأكشن، وليس صحيحا أن هذا مطلب الجمهور، فالجمهور يريد العمل الجيد مهما كان موضوعه.
*وأخيرا ماذا عن أعمالك الدرامية وهل ستعودين للدراما قريباً؟
**للأسف لا يوجد عمل درامي حالياً لدي، لكن هناك مشروع لعمل مسلسل يعتبر جزءا ثانيا من فيلم "يا دنيا يا غرامي"، وسيقوم ببطولته نفس الأبطال هالة صدقي وليلى علوي، والعمل بعنوان "قلبي يحبك يا دنيا"، ويكتبه محمد حلمي هلال، لكن لا أعرف متى سيتم التنفيذ الفعلي للمسلسل.