نبض لبنان

السودان.. خفايا وأسرار من كواليس عروض الأزياء

تشهد العاصمة السودانية الخرطوم نشاطاً كبيراً في مجال الموضة والأزياء، مصممات سودانيات وسيدات أعمال نظمن أكثر من مهرجان لعرض الأزياء في محاولة منهن لطرح الأزياء السودانية للسوق العالمي، واللحاق بركب العالم في مجال الموضة، "الثوب للمرأة" و"الجلابية للرجل" هما الأبرز والأكثر حضوراً بجانب أزياء خاصة بالعُرس السوداني كأزياء "الجرتق" وبالطبع رقيص "العروس" كان حاضرا بقوة في مهرجانات منفصلة خاصة بالنساء، حيث تحتشد صديقات العروس والمقربات من الأهل ليقدمن فاصلاً من الرقص متزينات بـ"الحناء السودانية" على أشكال مختلفة ويتطيبن بالعطور السودانية التقليدية وأشهرها "الخُمرة والمحلب" وهو تقليد سوداني متوارث عن الأجيال منذ القدم.

هذه المهرجانات حديثة على السودانيين عموماً وكان تقبلها صعباً خصوصاً من الرجل السوداني، كما قالت سيدة الأعمال نرمين قرقفي لـ العربية.نت"، وهي منظمة أول عرض للأزياء في السودان.

مادة اعلانية

أول عرض للأزياء

لم تخفِ نرمين ترددها في إقامة العرض الأول للأزياء في السودان نسبة للصعوبات العديدة التي واجهتها قبل أن تحولها بإصرار لدوافع ساعدتها في تكوين خبرات لمقبل تجاربها حيث قالت: "السودان يفتقر للبنية التحتية التي تقام عليها مثل هذه الفعاليات" بجانب الجهد في تأهيل الشابات والشباب لإنجاح مثل هذه الأعمال.

وأضافت أن الطريق لم يكن معبداً ولا مزيناً بالورود، وضع اللبنة الأساسية لفكرة تسويق الأزياء السودانية للعالم وإقامة عروض الأزياء ليس بالأمر السهل، وأوضحت أن مشروعها أثار موجة من الجدل في الأوساط السودانية كونه مزج الموروثات السودانية بالحداثة ومواكبة الموضة العالمية.

وعلقت: "النقد البناء يؤخذ بعين الاعتبار أما النقد لمجرد النقد فلا أعيره أي اهتمام". وترى نرمين أن مشروعها مثّل نموذجاً ملهماً لسيدات الأعمال والمصممات السودانيات حيث انهالت عروض الأزياء لاحقاً بعد نجاح العرض الأول الذي نظمته، وكشفت أنها ماضية في مشروعها وتعمل بجدٍ لمواكبة الموضة وإظهار السودان بالمستوى المطلوب للعالم، وهي تجهز الآن لعرض يحمل اسم "قوتنا في تعدد ثقافتنا" ومن المنتظر أن يسلط الضوء على الثقافات السودانية من مختلف مناطق السودان.

أول عرض للسجادة الحمراء في الخرطوم

امتداداً لسلسلة "سيدة الأناقة السودانية" نظمت المصممة السودانية زينب النور أول عرض للسجادة الحمراء في الخرطوم، حظي العرض بمشاركة واسعة من سيدات الأعمال وخبيرات التجميل والشركات المختلفة والمهتمات بعالم الموضة والأزياء في السودان، وشمل عرضاً لـ "الثوب" السوداني على السجادة الحمراء، والعطور السودانية، كما كرم سيدة الأناقة السودانية لأكثر سيدة أنيقة في الحفل.

وقالت منسقة العرض المصممة زينب النور لـ "العربية.نت": "عرض السجادة الحمراء هو امتداد لعروض سبقته، أولها عرض عام للأزياء أعقبه عرض" نيو لوك" ثم" بلاك آند وايت" وليلة الذهب السودانية الذي أقيم في الإمارات". وأضافت أن الفكرة نبعت من عدم تقديم عرض للسجادة الحمراء ، مشيرة إلى أن الأجواء الحالية في السودان كانت تتطلب تقديم مثل هذا النوع من العروض، لإخراج المرأة السودانية من حالة الكبت، وتوجيه الطاقات إلى أعمال ايجابية".

ليالٍ عديدة قضتها زينب وهي تجهز لليوم حتى خرج بالحلة الزاهية والمستوى المطلوب. وعن المستوى العام للموضة وعروض الأزياء في السودان، ترى زينب أن الطريق ما زال طويل والسودان يحتاج إلى تأهيل البينة التحتية والتدريب المستمر للعارضات وتأهيلهن.

تحديات واجهت العارضات

تروي عارضة الأزياء السودانية صباح عباس لـ "العربية.نت" معاناتها مع تقديم العروض في السودان خصوصاً مع بشرتها السمراء، وتعلق: "معايير الجمال في السودان أن تمتلك المرأة شعراً طويلاً وحريرياً مع بشرة فاتحة ناصعة البياض"، مثّل هذا أكبر تحدٍ لصباح ولكن التشجيع المستمر من الأسرة ودعم الأصحاب جعلها تتغلب على هذا الفهم، وأكدت صباح أن البشرة السمراء تعد ميزة في العارضة خارج السودان، وسخرت جداً من عروض تقدمت إليها من جهات عدة لتبييض بشرتها.

غير آبهة بكل هذا شقت صباح طريقها واقتحمت بقوة عالم الموضة وعروض الأزياء، وقالت : "مهرجان نرمين قرقفي كان بمثابة الاحتراف، وتوالت مشاركاتي بعده في عدد من المهرجانات والعروض". خطفت صباح النجومية في العرض وأصبحت حديث رواد منصات التواصل، وهي تطلع لإنشاء أول مدرسة لتعليم العارضات فنون العرض وكيفية التعامل مع الجمهور والاستفادة من النقد وغيره.

خاضت غمار تجربة صعبة وهي صغيرة السن "في سن المراهقة"، وكانت تعاني من السمنة الزائدة وكيف تحدت نفسها وبلغت الوزن المثالي وحافظت عليه وأصحبت معلمة للزومبا، ولم تقتصر قصة نجاح صباح عليها وحدها، بل كانت ملهمة للبعض، وهي بالطبع سعيدة بذلك.

عرض أزياء جديد

وفي ظل الاحتقان الذي تعاني منه البلاد، تستعد خبيرة التجميل الدكتورة رانيا لتنظيم مهرجان لعرض الأزياء أواخر يناير الجاري، وهي الآن تضع اللمسات الأخيرة، يحمل العرض اسم "Be in White"، ويحوي ملبوسات سودانية تقليدية وحديثة، بمشاركة نخبة من عارضات الأزياء السودانيات والمصممات والشركات التي تهتم بالموضة.