يُشكّل الذقن نقطة توازن أساسيّة في الوجه، ولذلك فإن أي خلل فيه ممكن أن ينعكس سلبياً على كامل الإطلالة. يكشف شكل الذقن أيضاً سمات في الطبع، مما يُفسّر أن أي تصحيح يطرأ على شكله ممكن أن ينعكس إيجابياً على الشكل الخارجي وعلى الخصائص الشخصيّة.
يكشف علم النفس المورفولوجي أن شكل الذقن المائل إلى الخلف يدل على شخصيّة إنطوائيّة، أما إذا كان مائلاً إلى الأمام فيدل على شخصيّة مندفعة. ويتحقّق التوازن الطبيعي في الوجه عندما يُشكّل الذقن مع قاعدة الأنف وطرف الشفة العليا زاوية تبلغ 10 درجات. يمكن للذقن أن يكون أيضاً عريض جداً، أو رفيع جداً، أو مربع وذكوري، أو مستدير ويفتقد إلى البروز.
مادة اعلانية
مع التقدّم في العمر، يمكن للذقن أن يتعرّض لتقلّصات بسيطة مما يجعل بشرته تأخذ مظهر "قشر البرتقال"، كما يمكنه أن يتعرّض لحُفر ناتجة عن تقلّص في الخلايا الدهنيّة التي تكوّن الأنسجة المحيطة بالذقن. ولتصحيح هذه المشاكل وسواها كان الحل سابقاً جراحياً فقط، أما اليوم فلم يعُد اللجوء إلى الجراحة الحل الوحيد المتوفر في هذا المجال. إذ يمكن الاستعانة بالحقن التجميليّة لتصحيح شكل الذقن عبر تطبيق تقنيّة تُعرف بإسم"جينيوبلاستي" Genioplasty.
- ما هي خصائص هذه التقنيّة؟تعتمد تقنيّة "جينيوبلاستي" الطبيّة التجميليّة على حقن مواد تعبئة، غالباً ما تكون من الحمض الهيالوريني الشديد جداً، بواسطة إبرة بهدف إبراز الذقن وتعديل شكله. يمكن أن يتزامن تطبيق هذه الحقن مع استعمال البوتوكس للحدّ من تقلّص العضلات في هذه المنطقة الذي يكون مسؤولاً عن مظهر "قشر البرتقال" وظهور طيّات فوق الذقن.
يتمّ الحقن بواسطة إبرة تدخل بشكل عامودي على مستوى عظام الذقن بعيداً عن الأوعية الدمويّة. وفي بعض الأحيان تتمّ الاستعانة بإبر رقيقة جداً لحقن المنطقة المعالجة أفقياً أو من الأعلى. يأتي هذا العلاج مكمّلاً للتقنية الأولى أو يمكنه أن يحلّ مكانها عند الحاجة. وهو يكون في هذه الحالة سريعاً ولايدوم أكثر من بضع دقائق. لاتترك هذه الجلسة أي آثار بارزة على البشرة بخلاف تحسّس بسيط في المنطقة المعالجة يدوم ليومين أو ثلاثة. أما ظهور أي علامات حمراء أو زرقاء على الجلد فهو إستثنائي.
- ما هي النتائج المنتظرة؟نتائج هذا العلاج تظهر بشكل فوري وتدوم لمدة تتراوح بين 18 و24 شهراً أو حتى أكثر، خاصةً أن الحمض الهيالوريني يتحلّل ببطىء في هذه المنطقة من الوجه. ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة تقييم النتائج في الأسبوع الثالث بعد العلاج وإجراء روتشة عند الحاجة.
المضاعفات الناتجة عن هذا العلاج والاحتياطات التي يجب اتخاذها هي نفسها المرافقة لكل تقنيّة حقن بمواد تعبئة تجميليّة. وهذا يعني أن تقنية "جينيوبلاستي" لاتناسب الأشخاص: الذين يعانون من حساسية على الحمض الهيالوريني، الذين يتناولون علاجاً بمخثّرات الدم، الذين خضعوا لتقنيات حقن بمواد غير قابلة للتحلّل، الأشخاص الذين يعانون من الهربس أو حب الشباب، والنساء الحوامل.
من الضروري إبلاغ الطبيب بتفاصيل التاريخ الطبي قبل الخضوع لهذه التقنيّة، وهو يقوم عادةً بفحص دقيق يترافق مع أخذ صور للوجه من جوانب مختلفة في حالاته الثابتة والديناميكيّة بهدف تحديد نوعية مستحضر الحقن والتقنيّة المستعملة في هذا المجال.