نبض لبنان

أساور ماسية لآخر ملكات فرنسا معروضة للبيع في مزاد علني

وضِعت أساور ماسية تعود إلى الملكة، ماري أنطوانيت، في مخبأ أمين خلال الثورة الفرنسية. عادت للظهور بعد قرنين من الزمن لتُعرض في مزاد علني تنظمه دار "كريستي" في مدينة جنيف يوم التاسع من نوفمبر القادم.

خلال السنوات الأخيرة من حياتها، عندما كانت محتجزة في قصر تويلري الباريسي، وضعت الملكة ماري أنطوانيت مجوهراتها سراً في صندوق خشبي أرسلته إلى السفير النمساوي الكونت ميرسي أرجنتو ليحفظها لها في مكان آمن. فهي كانت واثقة أنها ستخرج قريباً إلى الحرية وتتمكن من استرجاع مجوهراتها. لكن لسوء الحظ لم تتمكن آخر ملكات فرنسا من استعادة مجوهراتها إذ حُكم عليها بالإعدام عام 1793.

مادة اعلانية

بعد مرور أكثر من قرنين، ظهر من هذه المجوهرات زوجاً من الأساور الماسية سيتم بيعها في مزاد Geneva Magnificent Sale الذي تنظمه دار "كريستي" في مدينة جنيف يوم التاسع من نوفمبر المقبل. ويتألف كل من هذين السوارين من ثلاثة أدوار مرصعة بـ112 حبة من الماس، وقد تم تقدير سعرها بين 2و4 ملايين دولار أميركي. إلا أن قيمتها المادية مرشحة لأن ترتفع أكثر من ذلك بكثير كونها تعود لآخر ملكات فرنسا ماري أنطوانيت.

جزء من تاريخ فرنسا

كما تحمل هذه الأساور جزءاً من تاريخ فرنسا إلى عصرنا الحالي، وما يزيد من قيمتها المادية والمعنوية أنه لم يطرأ عليها أي تغيير بمرور الوقت. وقد حافظت على البريق الذي تميزت به عندما اقتنتها ماري أنطوانيت منذ 226 عاماً.

وفي إطار البحث عن تاريخ هذه الأساور نعود إلى شغف الملكة ماري أنطوانيت باقتناء المجوهرات. فقد اشترت هذه الأساور التي تحمل توقيع Boehmer بمبلغ 250 ألف ليرة. ولم يكن هذا المبلغ متوفر نقداً بحوزة الملكة، لذلك دفعت قسماً منه نقداً أما القسم المتبقي فدفعته على شكل أحجار كريمة.

بيع معظم المجوهرات

يشار إلى أن معظم المجوهرات التي نجت من الثورة الفرنسية تم بيعها في نهاية المطاف. فبعد هزيمة نابوليون الثالث عرضت الحكومة الجديدة مجوهرات التاج للبيع عام 1887. وقد ذهبت القطع الفاخرة إلى مقدمي العروض الأعلى، ومن بينها كانت دار مجوهرات Tiffany&Co. وتم تذويب معظم هذه القطع وقد استُعملت أحجارها في تنفيذ مجوهرات جديدة.

إلى ذلك تُعتبر هذه الواقعة ذكرى مؤلمة بالنسبة للفرنسيين الذين يعتبرون أن الحفاظ على هذه الكنوز كان سيجعل من مجوهرات التاج الفرنسي أكثر قيمة بكثير من مجوهرات التاج البريطاني المعروضة حالياً في برج لندن.

تسليم المحتويات إلى ابنتها

وحافظ الكونت ميرسي أرجنتو على صندوق مجوهرات الملكة ماري أنطوانيت لمدة عام كامل بعد إعدامها. وبعد أن أمرت المحكمة النمساوية بإجراء جردة على محتواه، سُلمت محتوياته إلى مدام رويال ابنة الملكة ماري أنطوانيت لدى انتقالها إلى النمسا بعمر 18 عاماً. وقد ظهرت مدام رويال في إحدى اللوحات التي تمثلها في العام 1816 وهي ترتدي هذه الأساور. وعام 1851 توفيت دون أن يكون لديها أولاد وأصبحت مجوهراتها من نصيب أولاد إخوتها.

كما اختفت هذه المجوهرات لفترة طويلة، وبقيت أساور ماري أنطوانيت في كنف عائلة ملكية لم يتم الكشف عن اسمها. لكن أفرادها استمتعوا بارتداء هذه التحف الفنية لعقود. أما لدى تقييمها اليوم، فيمكن القول إنها تشكل نسخة سابقة لأوانها من سوار Tennis Bracelet الأيقوني، وهي تؤكد على مكانة الملكة ماري أنطوانيت كرائدة في مجال اعتماد مجوهرات أنيقة وعصرية في الوقت نفسه. وستكون هذه الأساور من نصيب من يُقدّر قيمتها ويفوز بها في مزاد دار "كريستي".